باتريسيا هاشم… لأنّكم كل الدنيا
في عيد الأمّ أنحني أمام وجهِكم الجميل وابتسامتكم البريئة . أنظر في عينيكم لأرى عمراً بكامله يتخبّطُ بأجمل لحظاتِه ، وأرى بين أهدابِكم أحلاماً لا أريدها الاّ هناك…
في عيد الأمّ أخبّىءُ دموعَ الفرح بين أكُفِّكم الناعمة وأخبّىءُ دموع الأسى في دُرج الذكريات …
اليوم لن أبكي ، لا أريد أن ابكي…
اليوم أريد أن آخذكم في حضني، ان أحضنكم وانسى بين أيديكم كل مؤامرات العمر الغابر . انسى كل مرارة شربتها في فنجان قهوتي عند الصباح . انسى عدد الليالي التي أمضيتها باكية عند سريركم …
اليوم سأتذّكر فقط لون عينيكم الذي لوّن حياتي كلّها بألوان التفاؤل والأمل ، اليوم فقط سأتذكر شعركم الحريري الذي فيه كنت أُغرق وجهي لأخفي ندوب العمر عليه.
أولادي، يا أجمل قدر أراده لي الله، يا هدّية السماء والجنّات ، يا فرحة حياتي، يا سبب ابتساماتي ، يا صلاة مسائي واشراقة شمسي كل صباح… يا رفاق دموعي ولو أني أخفيتها عنكم دائماً…
اليوم فقط سأتذكر لمساتكم، ابتساماتكم، همساتكم، حنانكم، …وحتى بكاءكم!!
أولادي، يا علّة وجودي ونضالي وبقائي؛ فيكم أشتّم رائحة المستقبل المزركش الألوان. أشتم بين طيّات ثيابكم رائحة البراءة والبيلسان ورائحة الفرح التي فاحت وعبقت في دارنا يوم دخلتم عليه لأول مرّة…
أولادي، أكتب اليكم وانا أعلم أنكم ما زلتم صغاراً جداً لتفهموا كلماتي ولو انكم اصبحتم تردّدون كلمات اغنياتي وبصعوبة تقرأون مقالاتي، الا انني سأكتب لكم شيئا واحداً يناسب أعوامكم الخجولة ويفاعة ذهنكم وذاكرتكم ” أنا أحبّكم كثيراً…”
أولادي، أنا أنحني أمام طهر وجودكم في حياتي، ولن انتظر معايدتكم اليوم بل انا التي ستبادر الى معايدتكم “كل عام وانتم الاغلى في حياتي ، كل عيد أمهات وانتم بسمة من بسماتي ولحن من أغنياتي وكلمة من قصائدي”…
بيرلا، شربل وغابرييلا شكراً لأنكم أولادي …
باتريسيا هاشم
