خاص- الصحافة السعودية تشن هجوماً عنيفاً على (السفيرة) منة شلبي بسبب تدخينها السجاير… والمتهم مجهول يوزع الألقاب بالقرعة
تُوزع الألقاب في العالم العربي بكثرة على الفنانين، وفي أغلب الأحيان يكون التوزيع بشكل عشوائي بعيداً كل البعد عن منطقية توافق الاسم مع اللقب ورغم ذلك يُتوج الفنان ويبقى للفترة المطلوبة دون أن ينجز أي شيء سوى حضور عدد من الندوات و (كم سفرية عالماشي) بالإضافة طبعاً إلى عشرات الصور بالبدلة أو (التايور) الرسمي مع ابتسامة بسيطة بعين (دبلانة) لزوم المنصب و (الحركات).
هذه هي حقيقة معظم الألقاب وحامليها من الفنانين .. ولكننا هنا ليست لدينا أي نية للتعمق في هذا الموضوع وفرز كل اسم ودراسة مدى ملاءمة لقبه له، لأننا نعرف أن الأمر لن يفيد، فاللقب أهم من الانتقاد عند معظم حامليه، ولطالما استطاع الفنان أن يضمن اللقب (في جيبه) فلنكتب من الآن لمائة سنة إلى الأمام فلن يقرأ سوانا.
بصراحة بحثت كثيراً عن معايير اختيار الفنانين للمناصب الخيرية والأسس التي يُعطون بناءً عليها مناصب رفيعة إنسانية كانت أو اجتماعية ولكنني وبرغم البحث المكثف لم أجد أي إجابة شافية، فمعظم الكلام (لف ودوران) والاكتشاف الوحيد الذي خرجت به هو أن الشرط الحاسم في موضوع اختيار الفنانين للألقاب هو مدى جماهيريتهم وانتشارهم وتقدمهم على منافسيهم!!
فمثلاً إذا كان اللقب يخص هدف إنساني يعنى بالشباب فالمطلوب فنان شاب قادر على إيصال الكلمة وتحقيق الهدف, ولكن البحث في الحقيقة لا يعتمد على هذا الأمر كأولوية.. بل على العكس تماماً، فالبحث يكون فقط عن نجم شاب يبيع كثيراً وله جمهور كبير، دون الالتفات لحجم ثقافته وموضوعيته في النقاش و إدارة الحوار وقدرته على الإقناع والمجادلة و.. و.. و… الخ!
ولذلك أنا أستغرب كثيراً ذاك الهجوم الكبير الذي شُن مؤخراً مثلاً على الفنانة منة شلبي سفيرة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز .. حيث هاجمتها الصحافة وخاصة السعودية و أثناء ندوة مهمة في الرياض عن الإيدز بسبب تجاهلها لمتطلبات ولوازم ظهورها في حدث مماثل وتدخينها للـ (السجائر) عدة مرات في المكان!
استغرب لأن المستهدف بالهجوم لا يجب أن يكون منة شلبي على الإطلاق، بل ذاك الذي رشحها واقتنع كثيراً بصواب اختياره لها فقط لأنها الفنانة الجميلة الجريئة محبوبة الكثيرين وخاصة فئة الشباب؟؟ فأنت تتكلم عن مكافحة الإيدز أكثر الأمراض خطورة على وجه الأرض و أقلها نجاحاً في التعريف بنفسها ولذلك فهناك أسماء كثيرة ربما أقل شهرة ونجاح وجماهيرية من منة ولكنها أكثر مناسبة للقب!!!
أكثر الأشياء التي أرهقتني و أنا أبحث في كل مكان عن معايير اختيار حاملي الألقاب الإنسانية والاجتماعية من الفنانين هو عدد تلك الأسماء الفنية التي عرفت أنها تحمل ألقاباً لم أكن أعرف بوجودها أصلاً، ولذلك فمنة شلبي ربما مثال جيد اتخذته في مقالي ولكنها ليست المثال الوحيد لأن بحثي المكثف أثبت لي أن منة ليست سوى اختيار كان يحتاج لشيئاً من الدراسة بينما هناك أسماء أخرى كان يحتاج اختيارها لحمل بعض الألقاب إلى الكثير من المنطقية !!! والمنطقية فقط!