زاوية القراء- عام ، و أي عام يا رامي

عــام و أي عـــام ؟!

الحياة هي تعاقب الأزمان .. و الازمان حياة الايام و الايام دورة الحياة ..

و ذات يوم صاخب بالحياة ، وحينما اسدل الليل ستاره ,, أسدلت ستارة اخرى اشد و اقسى من ستارة الليل الوقتي تلك .. ستارة أليمة رمت بسوادها على قلوب العديد و أعين الكثير .. ستارة خطفت نجماً لامعاً لم يبتدأ طريقة بعد .. انها ستارة الموت التي غطت رامي فأخدته الى مثواه الاخير باكراً و جعلت من قلوب محبيه محطة اشتياق دائمة ومن اعين معجبيه أنهر دموع باكية … انه الرحيل القاسي و المفجع الذي ما ان وقع على مسماع الكثير حتى اصابهم الذهول و أحاطتهم الصدمة .

رحلت يا رامي لتبدأ رحلتنا نحو العذاب النفسي و القاسي علينا جميعاً .. رحلة تساؤلات منطقية و غير منطقية عبرت حدود ما وراء الطبيعة .. رحلة صراعات ما بين ظهور حقك و بين محاولات طمس الحقيقة ..

رحلة استنطاق شخصاً لا يمت للأنسانية بصلة .. ولا حتى الحيوانية .

شخصا تجردت منه المشاعر والاحاسيس .. شخصاً لم يخف من قوة الله و سُخْطِهِ .. شخصا لاذ بالفرار من مسؤولية الحادث لاذ بالحقيقة هارباً ..

رحلة اشتياق لا منتاهي ,, رحلة ملؤوها اللوعة و انهيار القلب من كثرة الحزن .

لم ننسى يا رامي ولن ننسى ما نطقت به شاهداَ على ذاتك .. لم ننسى ذلك منذ ذلك اليوم و حتى يومنا هذا .. حلمك الذي أضحى كابوساً لك و علينا .. كابوساً لم نستطع أن نفيق منه الى الان.

الحلم الكابوس الذي رافقك منذ الصغر .. يقلق يومك و يزعج نومك ..

تخاف أن تكرره امام اخوتك و والدتك ، لكي لا يقلق قلبها عليك، حلمك الذي نطقته أمام ملايين البشر في أقل من دقائق ،، أصبح شهادة حـق مختومة بخاتم الصدق، ذلك الحلم الكابوس الذي صار حقيقة و إيمان .. لم يكن إلا رسالة ربـّانية نطقت بها لتبرأ ذاتك و مسؤوليتك مسبقاً من لومة لائم و مسؤولية سائل .

الحلم الكابوس الذي رأه و سمعه كل من له أذنان للسمع و كل من له عين ليرى الحقيقة أين .. جَعَلَتـْكَ بأعلى مواقع البراءة و الطهارة ، بعيداً كل البعد عن ادنى مسؤولية دنيئة .. بالمقابل … المواقع بصور سيارة الحادث ضجّت .. وصورك وأنت في مشرحة قذرة صرخت … و أفواه كُمِمّت .. و صمّت الاذن عن السمع .. و أوراق نقدية دُفـِعَتْ .. وشاهد لم يرى شيئاً .. و القاتل المسؤول يدنس لفظ الجلالة بالقسم الباطل ,,, غدر احاط بك من كل الجوانب .. حتى من أقرب المقربين لك وممن كانوا يدعون الاخوة و الصداقة .. نالت منك سهام الأنانية فتخلو عن مبادئهم التراثية .. فكانوا أشبه بثعبان غيّر من جلده عند رحيلك .

فطالما كان الثعبان ومنذ الأزل وضيعاً وسمّه لا يعرف حتى أقرب الأشخاص . ثعباناً مقامه بين الأقدام و تراباً سيأكل يوماً من الأيام .

ثعباناً خاف القضبان الحديدة و لم يخف القضبان الجهنمية .

رحلت أنت .. و أخذت كل شي معك .. أخذت براءة الطفولة في عينيك .. و لحن الأحلام المؤجلة في شفتيك .. و بياض الثلج في قلبك .. و نفحات الأيمان المرنمة في صوتك .. و عنفوان الشباب في عمرك .. رحلت و اخذت معك قلوباً تمزقت من ألم فراقك .. رحلت و أخذت سرك معك ..

و الأن تمر علينا ذكرى السنة الأولى لغيابك عن عالمنا ، ورحيلك الى عالم تمنيت اللقاء به و العيش في نعيمه .. عام كامل من لحظة غيابك كنا ولا زلنا نعاني هذا الغياب الباكر .. ولسان حالنا يقول لماذا رحلت باكراً ايها النقي .. ايها التقي ..

عام اشتاقك فيه مكانك في كنيستك ..

عام اشتاقتك فيه الجدران لسماع صوت تراتيلك

عام اشتاقتك فيه السلالم قُبلات قديمك

عام اشتاقتك فيه غرفتك الصغيرة

عام تفتش عنك ثيابك الأليمة

عام تبكيك فيه نسمات سهيلة

وفي كل يوم على مدار العام ، تشتاق لأحضانك والدتك

تسأل عندك تنتظر عودتك

كل يوم على مدار العام يستنشق اخوتك أنفاسك

غادرت لتسكن السماء .. وتترك أرض النفاق والخيانة والغدر

لعلك في مسكنك الجديد تلهمنا الى طريق البر والحق من جديد

لعلك تكشف الخبايا وتعرف المستور لأنك في موضع نقي وطاهر في جنات الخلد حيثما رغبت واردت ..

على مدار السنة وفي كل يوم كنا ولا زلنا ننادي في كل مجلس و زاوية .. رامي بريء كما قلبه البريء

رامي طاهر اليدين من مسؤولية الحادث كما جسده

رامي ضحية .. ضحية حادث تربص له في طرقة .. كما هو ضحية بلع لسان شيطان أخرس .

استغرب حال هذه الدنيا ، فلا ادري يا صغيري رامي لماذا فعلو بك كل ذلك .. لا ادري لماذا تحملت كل ذلك الأذى .. لماذا تم تكبيل يديك بالجرم المنسوب الى غيرك .. لماذا خُطِفَ حلمك بالشهرة و النجاح .. لماذا اذاقوك المـر .. لماذا لم تتمهل عليك الحياة لتعايش أحلامك .. لماذا لم يفرح بك أصدقائك ؟؟

لا ادري يا رامي لماذا عانيت وقاسيت كل تلك الأهوال وطالتك تلك الأكاذيب .. ولفقت لك كل تلك الحكايات .. !!

هل هذا جزاء الخير والطيبة و الرحمة في هذا الزمان الغادر ؟؟

هل هي تلك مكافأتك لقلبك المشع بياضاً ؟

ام هو قدر أحمق الخُطى سحقت طرقك خُطاه ؟؟؟

لا ادري اين الخلل في كل ذلك ايها الملاك ولما حصل كل هذا ؟!!

عقارب الساعة دقت نواقيسها لتعلن رحيلك وكأنه من جديد ..

عام .. سيمر على رحيلك و كأنه اليوم ..

عام .. جمع فيه أشد مشاعر الألم و كل معاني الفراق .. وكل حروف الخسارة لفقدانك يا قطعة ألماس نادرة الوجود، سيبقى حقك منبراً ينادى به دائماً الى ان تعلن الحقيقة .

عام .. والى اعوام أخرى ستبقى في قلوب عشاقك .. في قلوب أهلك .. في قلوب العالم بأسره .

براءة رامي/ الصفحة الرسمية لرامي الشمالي ، صفحة اخرج عن صمتك يا محمود شكري

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com