ذكريـــات

صوَر تلاحقت أمام عيني، تدعوني للغوص في أعماقها
فيلم من واقع الأحلام، مرّ أمامي وأنا أتفرج..
صوَر أصحاب وأحباب غابوا عني..
غابوا في سفر زمني، في سفر أبدي..
صوَر أصحاب، أحباب وأصدقاء مرّوا على أيامي وتركوا أكبر الأثر..
تركوا أثراً عظيماً لا يمحى مهما مرّت الأيام والسنين..

كانت هذه الصوَر المتلاحقة عزائي في أحزاني..
كانت تسليتي في وحدتي القاتلة..
عشت معها للحظات.. سعدت بأجزائها السعيدة..
كأني أرجع طفلة صغيرة تركض وراء أحلامها كي لا تهرب منها..

اصدقائي.. أصحابي، كل مَن أحببتهم رجعوا إلي..
كأنهم لم يذهبوا.. كأنهم لم يتركوني..
لم يتركوني وحيدة أتخبط في ألف سؤال وسؤال..
وألف فكرة وفكرة..

كم كنت سعيدة برؤيتهم من جديد..
ومسحت دمعة تساقطت على وجنتي..
دمعة فرح من خلال أحداث سعيدة باتت تسليني..
ولكن الدموع تناثرت بكثرة كالمطر الذي يروي عطش الأرض..
على صوَر أصحاب وأحباب وأصدقاء غادروني ولن أراهم إلا في الأحلام..
لن أكلمهم بعد اليوم..
لن يستمعوا الي..
لن نتكلم عن أحلام الماضي وآمال المستقبل..

كم من صوَر جميلة مرّت..
وكم من صوَر حزينة تلاحقت..
أسموها في لغة الأيام ذكريات..

ماذا أقول في هذه الذكريات؟..
ماذا أرى أمام عينيّ..
الفيلم الصامت يمرّ ولا بد أن تكون له نهاية..
ذئاب بشرية، وأخرى غير بشريّة
سرقت مني أصدقائي وأحبابي..
ذهبوا في غمرة الأيام إلى ديار الخلود..
حيث الحق والصفاء والراحة..
وها هم يتركونني وحيدة، تائهة في بحر الظنون..

ولكن، يا ترى، هل أنا فعلاً وحيدة من دونهم؟
لا أعتقد.. فصوَرهم في قلبي وفكري وروحي
قبل أن تكون جامدة في المجلدات..
صوتهم يناديني لأركض معهم من البعيد..
أحلامنا لا تزال في طور التحقيق..
وفاءً لكل شيء جميل بيننا..

مرّت الصوَر والفيلم أمام عيني..
كطيف طير صغير يرتجف في مهب الريح..
لجأ إلي ليضع كل أحلامه عندي..

صوَر جميلة، لكنها قصيرة.. سبحت في بحرها
سعدت لفرحها وحزنت وبكيت لحزنها..
فأنا كنت ولا أزال وسأظل بحاجة إليها..

أرجوك يا زمن.. أيها العمر السابح في بحر الأيام..
توقف عن الدوران.. توقف ولو لفترة..
إكراماً لكل هذه الأشياء الجميلة، المفرحة والحزينة..
توقّف لنسبح معاً ولو لفترة قصيرة..
في بحر الذكريات.
.
سوزان عبده معماري
15/3/2011

ان مجلّة بصراحة الالكترونية أفسحت بالمجال أمام قرّائها لإرسال مقالاتهم على اختلاف مواضيعها ولغتّها ونشرها والسماح بالتعليق عليها تشجيعاً منها لهؤلاء وايماناً منها بحرّية الرأي والفكر.
الا ان مجلّة بصراحة الالكترونية تحتفظ بحقّها في نشر او عدم نشر اي موضوع لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن “بريد القرّاء ” او mailbox لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة التحرير وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.
لإرسال مقالاتكم ، الرجاء مراسلتنا على mailbox@new2.bisara7a.com

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com