خاصّ- عذرًا كاظم السّاهر، انتفاضات شعوبنا شغلتنا، ولكنّنا معك استعدنا الحبّ والانتصار والشغب والجنون
لطالما واكبنا أعمال القيصر “كاظم السّاهر” الجديدة، وأثنينا على انجازاته وابداعاته، ونقلنا اليكم جديد نجم أوجده جمهور يتلّذذ في تذوّق أشهى أنواع الفنّ، التي يتفرّد السّاهر في تقديمها، فكانت مسيرة ما يزيد عن 25 عاما من العطاء اللامتناهي الذي يقابله ابداع لا متناهي!!
ولأنّنا نأبى ألّا ان نعطي كلّ ذي حقّ حقّه، ولأنّ القيصر باغتنا منذ حوالي الستّة أشهر او أكثر، بالبوم غنائيّ حمل عنوان “لا تزيديه لوعة”، حيث كنّا منشغلين بأخبار الوطن العربيّ الذي اشتعل انتفاضات من شرقه الى غربه، ولأنّنا ولو بعد حين، لا نستطيع أّن لا نكتب عن ابداع جديد سجّل في مرمى السّاهر، أردنا أن نحكي عن الالبوم وعن بعض “قنابله” التي يبدو أنّها انفجرت للتو.
الألبوم منوّع، وكما العادة مدهش، هو السّاهر في انتقائه لأغنياته. وكلّ الأغنيات جميلة، وتليق بمستوى صوت القيصر، وهذا بديهيّ، لأنّ لديه “عمر فنيّ” طويل، وبات يعلم سرّ نجاح اختياراته، وبات يعلم ما الذي يتناسب وتوجّهاته وما الذي سيترك أثرا في نفوس محبّيه.
ولكنّ الأغنية الأكثر رواجا والأكثر نجاحا اليوم والتي ارتأى القيصر أن يصوّرها، وفعلا باتت جاهزة للعرض في القريب العاجل، هي أغنية “دلع النّساء”.
الأغنية من أروع الأغنيات الحديثة، وأكثرها جماليّة، وأناقة. ويغني فيها كاظم نوعا قد يبدو جديدا عليه، اذا نشعر بـ “عصرنة” اللحن والتوزيع، كما بالـ techno في الأغنية، ما يجعلها “قلبا وقالبا” مناسبة لجيل هذا العصر.
كما أنّها لا تخلو من خفّة ظلّ كاظم، ولا من جرأته في اختيار الكلمات التي تلعب دائما على الوتر الحسّاس، ولا من احساسه وصوته الشجيّ الذي لا يمكن أن يشيخ طالما في جسده نفس يخرج ويدخل!!
ما أجمله كاظم، وما أبهاه حامل جرح العراق في صوته، ما أجلّه رجل الحبّ والذكريات والرومانسيّة والشعر و الرقيّ و البساطة والعمق في آن….وهذه التشكيلة قلّما ظهرت عند نجم من نجومنا، اذ هي خاصّة بكاظم واحد، وساهر واحد، فقط لا غير.