صراع حول الغناء باللهجتين المصرية واللبنانية ومهاترات بين بعض فناني البلدين حولها ها هو الخليج العربي يلحق بالركب ويخلق صراعاً مستغرباً من نوع آخر وعذراً أنغام
قبل فترة ليست ببعيدة كان عدد من نجوم لبنان ومصر يظهرون للعلن فيعترضون على الغناء بغير لهجة بلدهم الأم، وينتقدون ربما بحسن نية عند البعض وسوء نية عند البعض الآخر، كل من يغني بغير لهجة بلده الأصلي..
حرب جديدة صنعها لا نعلم من ! حرب عنوانها “اللهجة” بدأت في مصر ولبنان لتنتقل اليوم إلى الخليج ولكن بصورة يؤسفني ألاّ ألقى وصفاً لها غير كلمة (شرسة!).
فبعدما كانت الأغنية الخليجية بالنسبة للكثير من فناني وفنانات العالم العربي بمثابة التحدي المستحّب جداً خوضه والنجاح فيه، أصبح و كأنه بطاقة (ذهبية) لا نعلم من المسؤول عن إعطائها لفنانين معينين فيما، يتعرض الباقون إذا ما غنوا باللهجة الخليجية إلى أشد أنواع الهجوم و أقلها تهذيباً.
من المحرك الحقيقي للموضوع ؟ ؟ وكيف أخذت الحكاية منحناً مغايراً عن المفترض ؟ خاصةً و أنني أستطيع التأكيد مليون بالمائة بأن الجمهور الخليجي لم يمانع يوماً غناء الفنانين والفنانات العرب بلهجته، بل على العكس لطالما لاقى الأمر استحسانه ورضاه وحماسته أيضاً.
نحن لا نسمح أبداً بأن تتحول الساحة الخليجية وأرض الجزيرة العربية إلى ساحة معركة على لهجة ليس لنا عليها سلطان ولا تشكل عاراً على الغير طالما أنها تُقدم بالشكل المفترض وتحافظ في كل مرة على رونقها وتميّزها..
ويسعدنا أن تكون اللهجة الخليجية هي عنوان كل فنان أو فنانة يوّد تذوق الفن من زاوية لها طعم خاص، ولن ندع الأمر يتطور ليصبح الغناء باللهجة الخليجية نقطة قلق ومصدر تخوف لأي فنان غير خليجي ، والسبب أشخاص أقل ما يمكن قوله عنهم انهم سطحيون ومفبركون!
وأتوجه باسمي وباسم كل القلب الصحافي والإعلامي الخليجي بأشد كلمات الإعتذار للفنانة الكبيرة أنغام التي لاقت ما لاقت من إساءة بسبب غناءها باللهجة الخليجية مؤخراً.. و أرفع القبعة لها وأستقبلها بحرارة شديدة لأنها عادت بعد طول غياب، فبعد ألبومين مع سليمان الملا وعدة جلسات مع سامي إحسان قبل فترة طويلة جداً هاهي أنغام بصوتها الذهبي تعود لتتحف المستمع الخليجي والعربي بصوتها الرائع وهي تشدو باللهجة الخليجية وتضيف إليها من كل التميز الذي لديها.
ولسنا نوافق أنغام أبداً على ما ذكرته في تاراتاتا عندما قالت: ليس عيبا أن اغني بأي لهجة غير مصرية ما دامت بعيدة عن اللهجة “العبرية”، فأنت يا أنغام لست بحاجة إلى أي تبريرات، والعيب فقط على من يهاجمك لأنك شرف لأي لهجة تغنين بها و إضافة لأي شعب تغنين له.. و حتى و إن كنت تغنين بالعبرية فهنيئاً لناطقيها لأن صوتك العذب و إحساسك العالي ربما سيوصل رسالة عجزت عن إيصالها كل الأصوات الأخرى.. فنحن أكيدين بأنه كما لك القدرة على ترك تأثيرك في أذن المستمع لعربي فأنت قادرة وبنجاح على ترك نفس التأثير إذا ما غنيت بالعبرية!..
والدعوة مفتوحة لكل فنان أو فنانة حقيقية تود الغناء باللهجة الخليجية أو أي لهجة أخرى، طالما الفنّ هو لغة الحوار الأولى اليوم، فليست المشكلة إن اختلفت اللهجات لتحقيق نفس الهدف بل على العكس فكل الفنانين مطالبين بالتنويع في لهجات أغانيهم لأن الهدف الأسمى وهو الوحدة العربية يبدأ بالفن ولربما كانت اللهجات هي الحاجز الأول الذي نستطيع به كسر الحواجز..