زافين وسيرته بين احداث مصر وتونس والسودان… ويستعد لحلقة خاصة في 14 شباط
في الذكرى السنوية السادسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يقدم زافين حلقة خاصة من برنامجه “سيرة وانفتحت” على شاشة المستقبل، يستعيد فيها مسيرة رجل ترك إرثا سياسيا واجتماعيا وإعماريا بارزا غير وجه لبنان.
ثلاثة ساعات من البث المباشر بين بيروت وباريس تتناول الرسالة الإعمارية والتربوية والصحية والاجتماعية والإنسانية للرئيس الشهيد مع شخصيات رافقته في مختلف مراحل عمله السياسي والوطني في ضوء الظروف الصعبة والمتقلبة التي مر بها لبنان خلال السنوات الست الماضية.
يشارك في الحلقة الأمين العام لـتيار المستقبل الأستاذ أحمد الحريري.
إشارة إلى أن حلقة الأسبوع الماضي من “سيرة وانفتحت” تناولت التطورات على الساحة العربية بين السودان ومصر وتونس من منظور سائلا عن آثار شبكات التواصل الاجتماعي والفايسبوك والتويتر ورسائل الخلوي القصيرة في صناعة الأحداث العربية المستجدة.
مخلص الحلقة السابقة “بين تونس ومصر والسودان: ماذا يحصل؟”:
في ظل الأزمات والتطورات المتلاحقة التي سادت في مختلف الدول العربية، من أزمة حكومية حادة في لبنان، إلى الاستفتاء الذي سيقسم السودان إلى دولتين، مروراً بثورة تونس الشبابية، ووصولا إلى الاحتجاجات والاعتصامات في مصر. كل هذه التطورات السريعة، تم تناولها في “سيرة وانفتحت” لهذا الأسبوع.
فقد طرح زافين أسئلة عدة حول الأسباب والوسائل التي أدت إلى هذه الثورات وناقشها مع ضيوفه: الصحافي وصاحب دراسة حول الإعلام الجديد في العلاقات الدولية الدكتور يقظان التقي، الأستاذ الجامعي والمستشار في التسويق الرقمي أيمن عيتاني، مدير تكنولوجيا المعلومات في صحيفة النهار وديع تويني، ومدير الاتصالات في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت نديم حاصباني.
كما شارك في الحلقة الإعلامية التونسية هاجر أجرودي عبر مداخلة عبر السكايب، التي تحدثت عن قصة الشاب محمد البو عزيزي، الذي احرق نفسه معطيا شرارة الانطلاق للثورة والتغيير في تونس، والمخرج اللبناني أسد فولدكار الذي روى مشاهداته في مصر وساعات الانتظار والفوضى في طريق العودة من القاهرة إلى بيروت.
بدأت الحلقة مع صرخة المواطن اللبناني بطرس البرقاشي، الذي أراد أن يوصل صوته عبر “سيرة وانفتحت” ويطلق صرخة مباشرة ضد المخدرات التي تضرب الشباب، حيث قال في تقرير مصور”… أدعو المسؤولين إلى الاهتمام بهؤلاء الشباب، ومراقبة الجامعات والمدارس. فمن السهل أن يحصل هؤلاء على المخدرات، أو الحبوب من الصيدليات”. وتساءل لماذا يلجأ الشباب إلى المخدرات؟ أليس الفقر والوضع الاقتصادي السيئ هو السبب؟
في الاستوديو سأل زافين ضيوفه مفتتحا النقاش: هل كان لأحد أن يتخيل أن رسائل الخلوي القصيرة قد تحدث انفجار بركان التغيير؟ هل هي ثورة فايسبوك وتويتر وشبكات تواصل اجتماعي أم أنها ثورة فراغ وفوضى ؟ فأجاب وديع تويني انه لا يمكن أن نخفي دور البعد الإنسان في هذه الثورات، وأن الفايسبوك أو تويتر هي عناصر مساعدة ومسهّلة للشباب الذين ثاروا بفعل الضغط والقهر. أما أيمن عيتاني فأيّد عدم تسمية هذه الثورة بـ”ثورة الفايسبوك” وخصوصا في مصر، حيث أطلق على هذه “ثورة 25 كانون”. نديم حاصباني لم يوافق أيضا على التسمية لان الفايسبوك مجرد وسيلة تواصل، تسهل عمل الثورة ولا تحثّ عليها”.
أما يقظان التقي، فكانت له رؤية أخرى اذ تحدث عن ثورة جديدة، هي ثورة الهندسة الاجتماعية التي لها أنظمتها وآثارها وتداعياتها: “البعض يعتبرها قطيعة مع الماضي، وأنا أراها ثورة هندسة اجتماعية جيدة. لا يمكن أن نبالغ في التسمية، وعلينا التمييز بين ما يحصل في تونس، وما يحصل في مصر والسودان”.
هاجر أجرودي من تونس لم تُرد التعليق على التسمية بل على الفعل والنتيجة. “ثورة فايسبوك، ثورة ياسمين، ثورة غضب، ثورة كرامة… المهم ما أنتجته هذه الثورة. الوضع في تونس ما زال متوترا، الشباب يحاولون التأقلم مع الوضع الجديد، وهم يطرحون تساؤلات حول مساحة الحرية المتاحة لهم للتعبير”. أما بالنسبة لقصة الشاب محمد البو عزيزي، الذي احرق نفسه فقالت:” هو شاب تونسي مكافح، يبيع الخضار على عربة. لم يستطع إكمال تعليمه، لأنه يعيل إخوته. أرادت الشرطة أن تطبق القانون، وتمنعه من بيع الخضار في المكان الذي تعود الوقوف فيه. حاول النقاش معهم، فلم يفلح. كما لم تفلح الرشوة التي اعتاد ان يدفعها للشرطة لتبقيه في مكانه … وبعد نقاش طويل مع الشرطية المسؤولة عن هذه المهمة، صفعته على وجهه وبصقت عليه، وهذا ما أشعره بالإهانة والذل. قصد بو عزيزي الوالي ليشكوها، فرفض هذا الأخير طلبه وأقفلت في وجهه كل الأبواب. في لحظة غضب، أشعل النار في نفسه، أمام باب الوالي الذي رفض مقابلته، فأصبح الشرارة التي أشعلت الثورة”.
من تونس انتقل زافين إلى ما يحصل في مصر، حيث استقبل المخرج اللبناني أسد فولادكار الذي صادف وجوده في القاهرة خلال اندلاع التظاهرات. “كنت أقوم بتصوير احد المسلسلات، ولما بدأت التظاهرات شعرت أنها قد تكون مرحلة وتمر، ولكن تفاقم الوضع بشكل سريع ولم نعد نستطيع العمل أو حتى التحرك، فهوجم الفندق الذي كنت فيه وتم تكسيره. ووسط منع التجول وموجة الفلتان والفوضى قررت السفر، ولم اعرف من أين ابدأ وكيف أعمل حتى أصل إلى المطار. لا اتصالات، لا حجوزات. قصدت المطار وفوجئت بالوضع هناك، فوضى كبيرة وناس كثر، كما يوم الحشر، لا يمكن التحرك، حتى الكافيتريا تعرضت للخراب والتكسير والنهب، وباتت خالية من أي شيء حتى شرب الماء أصبح حلم بالنسبة لي. لا شيء سوى الصراخ والذهول والفوضى. ساعات من مشاهد الرعب عشتها هناك، شعرت معها انني معلقا بين الدنيا والآخرة أو أنني في يوم الحساب. وبعد معاناة طويلة وصلت لنقطة ماء كانت هي الأثمن على وجه الأرض بالنسبة لي، أعطتني إياها الفنانة جوليا قصار، وبعدها فتحت الأمور بوجهي وعدت إلى بيروت”. كما تحدث عن وفاة احد الأشخاص بالقرب منه بعد أصابته بنوبة قلبية في المطار وسط أكثر من مئة ألف شخص من جنسيات مختلفة يتدافعون لمغادرة القاهرة، واصفا هذا المشهد بأنه الأصعب في حياته.
ومن مصر إلى السودان، كان للبرنامج وقفة مع الجالية السودانية في لبنان، عبر تقرير مصور تحدث خلاله عدد من أبناء الجالية السودانية في بيروت عن موقفهم الرافض لتقسيم السودان، وحزنهم لما تؤول إليه الأمور هناك. فقال أحدهم “أن تقسيم السودان، يعني انه صار في بلد ثاني، وأنني احتاج إلى تأشيرة دخول وإذن لازور بلدي”. فيما برر آخر أن هذه الخطوة ليست بهدف التقسيم، بقدر ما تهدف إلى وقف النزيف الداخلي الذي يحصل يوميا في السودان.
في العودة إلى الحديث عن العلاقة بين الانترنت والثورات المتلاحقة في الدول العربية، رأى يقظان التقي أن ثورة تونس لم تحصل بفعل صفعة كف بل بسبب الفجور العربي ووجع الناس وممارسات الحكومات الظالمة. وأضاف أن الانترنت كظاهرة لا يمكن فصله عن التحولات الاقتصادية والاجتماعية والأزمات المالية التي تجتاح الدول.
أما نديم حاصباني، فرأى أن الانترنت يعطي الشباب الشعور بالثقة والأمان، بحيث يمكنهم معرفة حجم المتضامنين مع قضيتهم، عبر الفايسبوك أو تويتر، ويطلعهم على نسبة المشاركة في تحركهم قبل البدء به. كما لا يمكن نكران فضل الشباب الذين يتحركون بالشارع، أو إغفال تحول أي ثورة فايسبوكية إلى ثورة عادية بعد النزول إلى ارض الواقع.
ورأى وديع تويني أن الفايسبوك وتويتر هي شبكات أقيمت لدوافع بحت اجتماعية، إلا إنها تحولت فيما بعد وسيلة في يد الشباب للتنسيق وتفعيل الثورات.
ولفت أيمن عيتاني إلى أن السرعة في تطور التكنولوجيا تضع الناس والشباب أمام تحديات كبرى، كما تضع الحكومات أمام مسائلة ورقابة.
كما تطرق الحديث إلى ابرز التطورات التكنولوجية التي تتغير من شهر لآخر، وتعمل على خدمة الإنسان وانفتاحه وتوعيته، وتحول المواطن العادي إلى مسؤول وصحفي وربما طبيب… هو يقوم بالحدث، هو يصوره، وهو ينشره. الأجهزة موجودة، والانترنت موجود، وما على الشباب إلا التفاعل معها واستغلالها، ولكن في أي وجهه وتحت لواء أي قضية؟!.
ترقبوا برنامج سيرة وانفتحت: إعداد وتقديم زافين قيومجيان
الاثنين 2011 2 14
الساعة 9:00 ليلا بتوقيت بيروت | 10:00 ليلا بتوقيت المملكة العربية السعودية