خاص- المنتج والمخرج نديم مهنّا يكشف كواليس فيلم “المزرعة” ويتحدّث عن آخر تطورات مسلسل “رفيق”
حلّ المُنتج والمُخرج نديم مهنّا ضيفاً على فقرة “Wall of fame” عبر شاشة “أم تي في”، حيث تحدّث عن كواليس تصوير فيلم “المزرعة”، وكشف عن آخر تطورات مسلسل “رفيق” الذي أنتجته شركته “أن أم برو” عن حياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ورداً على سؤال هل صحيح أن فكرة فيلم “المزرعة” جاءت من خلال “ستوري” نشرها الممثل وسام حنًا على صفحته على انستغرام أجاب مهنّا: “بكل بساطة نعم” وتابع انه شاهد عدة قصص للممثل وسام حنّا عبر صفحته على انستغرام مع الطفل “عبود” خصوصاً ان “حنّا” كان يمتلك مزرعة ويهتم بها انذاك.
وأضاف مهنّا ان عبود وهو طفل يبلغ من العمر خمس سنوات “مهضوم” ولديه خيال كبير، وهو قادر أن ينقل المتحدّث معه الى عالم أخر وكان له الدور الكبير في الهام فريق عمل الفيلم.
أما عن الأصداء بعد عرض الفيلم، أجاب “مهنا” أن الفيلم لاق اعجاب كبير، و”المزرعة” ليس مع ولا ضد اللاجئين السوريين، إنما يناقش قصّة معينة ضمن إطار فني بحت، ويضيء على مشاكل اللاجئين السوريين في لبنان ومعاناتهم، كما يسلط الضوء في المقابل على إنعكاس تلك المشاكل على المواطنين اللبنانيين الأساسيين. لذلك سلّط الفيلم الضوء على موضوعَين أساسيَين هما قضية اللجوء السوري والمشاكل التي تنتج عنه بالنسبة للمجتمع والشعب اللبناني.
كما سلّط الفيلم -بحسب مهّنا- الضوء على ان الحلّ لا يكون بوجود جمعيات خيرية ومؤسسات دولية تساعد اللاجئين السوريين مادياً في لبنان، ليبقوا على ارضه ويعيشون في المخيمات، لكن الأجدر هو إيجاد طريقة لحل المشكلة من أساسها.
وأضاف مهنّا أن عبود (الطفل الذي يتناول الفيلم قصته) كغيره من الأطفال اللاجئين هو طفل وُلد في لبنان، يعاني من البرد والحرمان وعدم الإستقرار، واللاجئين بشكل عام يعرفون بأنه غير مرحّب بهم في لبنان وهذا شعور لا يحب اي إنسان ان يختبره.
أما عن العلاقة بين أبطال الفيلم الممثل وسام حنّا والطفل عبّود، أكّد مهنّا انها علاقة عفوية، حيث تعاطى صّناع الفيلم مع احداثه كقصّة حقيقية، وهو بالفعل كذلك، لدرجة انه تم إستخدام كاميرات السينما الحديثة وعدسات زوم بعيدة المدى خلال التصوير كي لا يشعر عبود بالإنزعاج ويتصرف على طبيعته.
وأشار مهنّا ان الطفل عبود كان خائفاً في بداية التصوير، لكنه تدرّب لمدة شهرين على التمثيل وكانت ترافقه جويل حمصي المدرّبة خاصة لتقديم مشاهده بصورة محترفة. كما لفت مهنّا ان سيناريو الفيلم طرأت عليه عدة تغييرات أثناء التصوير بحسب القصص التي كان يخترعها ويخبرها الطفل عبود أثناء التصوير.
وأضاف ان الفيلم قدّم العديد من المشاهد الطبيعية الحقيقية الواقعية للأطفال في أماكن عديدة من لبنان لاسيما مخيمات اللاجئين، حيث يناقش الفيلم المشاكل التي نتحدث عنها في الصالونات الخاصة اللاجئين.
وعبّر مهنا خلال اللقاء عن رضاه على ردّة فعل الجمهور على الفيلم، مؤكداً ان فكرته وصلت كما اراد ان ينقلها، خصوصاً ان رأي الصحافة وهو الأهم كان حقيقياً ومطابقا لنظرته للأمور والرسالة وصلت بالشكل الصحيح الى الجمهور.
أما عن طريقة تعامل صنّاع الفيلم مع الممثلين خلال التصوير، فأشار مهنا ان جميعهم أصدقاء للشركة، هذه الصداقة من الأساسيات التي تعتمدها شركة ” أن أم برو” في عملها.
ووصف مهنّا بطلة الفيلم الممثلة ميرفا القاضي بأنها جميلة العمل، وهي تعكس في الفيلم الرأي العام اللبناني المعارض لوجود اللاجئين السوريين الذي لا يعرف خلفياتهم، وفي الفيلم تغار من عبود على خطيبها وسام، وهي بذلك تمكنت من جعل الناس يكرهونها، وهذا هو المطلوب منها ودليلٌ على نجاحها في أداء دورها.
وأشار مهنّا ان الممثلة رولا شامية تلعب شخصية زوجة صديق وسام وهو ميشال حوراني الذي سيشتري المزرعة في الفيلم وهي كالواقع تمتلك شخصية طريفة وكوميدية. مؤكداً ان جميع الممثلين المشاركين في الفيلم كأبطال وضيوف شرف أعطوا الفيلم نكهة خاصة ومميزة.
ورداً على سؤال ماذا يجب على الأهل أن يشرحوا لأولادهم قبل مشاهدة الفيلم؟ أجاب مهنّا على الأهل بعد مشاهدة الفيلم أن يشرحوا لأطفالهم أهمية العودة الى الطبيعة، لعب الغميضة، والتعاطي مع النباتات والحيوانات الأليفة وهذا الفيلم يذكّر الأهل بهذه الحقيقة لأن الطفل عبود يعيش في الطبيعة ويتعاطى معها بشكل مميز وصحي نفسيا وجسديا. ومن المفترض ان يعي الأهل أهمية ان يخرج أطفالهم من القوقعة الإلكترونية التي يعيشون فيها.
كما يجب ان يخبر الأهل اولادهم الحقيقة وراء قصة اللجوء، خصوصاً ان الفيلم يخلّد ذكرى الطفل السوري ايلان الكردي الذي وُجد متوفياً على أحد شواطىء ميكونوس وهو وعبرة للأهل بأن لا يعرّضون أطفالهم لخطر الموت من خلال زوارق الهجرة الغير شرعية.
أما من ناحية الإقبال على مشاهدة الفيلم فأكدّ مهنّا ان الفيلم احتل المركز الأول في شباك التذاكر في كل لبنان انما الفن اللبناني مريض لأنه انعكاس للبلد، ولبنان يعاني، وبالتالي الفن والفنانين في لبنان اليوم همّهم الوحيد هو الإستمرار وتأمين أدنى متطلبات حياتهم.
وإستطرد مهنّا: “ان الفن في لبنان يعاني لدرجة اننا لم نشهد ولادة اي نجم جديد منذ عشرون عاماً، وذلك لعدة اسباب منها إنعدام البرامج الفنية وبرامج المواهب.”
كما أن الدراما تُعاني والسينما اللبنانية كذلك، بسبب اختفاء الطبقة المتوسطة من المجتمع التي كانت تذهب لحضور السينما. وتمنّى مهنا على الجميع العودة الى السينما اللبنانية ودعمها لأن هناك ٢٥ الف عيلة تعتاش من العمل في مجال صناعة المسلسلات والأفلام.
أما عن الصعوبات التي واجهت فريق عمل الفيلم خلال التصوير فأجاب مهنّا ان التعامل مع الأطفال بشكل عام صعب، لكنه كأب إستطاع ان يتعامل مع مزاجية “عبود” خلال التصوير الذي توقف احياناً عدة مرات بسبب أن عبود مفقوس او يشعر بالنعاس مثلاً.
كما أضاف ان التعاطي مع الحيوانات أيضاً أمراً في غاية الصعوبة فهناك ٢٠ “معزاة” وعشرات “البطات” شاركت في الفيلم، إضافة الى صعوبة التعاطي مع الطبيعة وإختلافاتها.
وأشار مهنّا ان أخطر المشاهد في الفيلم هو المشهد الأخير الذي تم تصويره في البحر فوق و تحت الماء.
كما لفت ان فيلم “المزرعة” سيتم عرضه خارج لبنان قريباً لأنه ليس محض لبناني، بل يناقش قصة حياة عائلة سورية قدمتها الممثلة عهد ديب والممثل مالك محمد (والدا عبود في الفيلم) لذلك سيتم عرض الفيلم في الإمارات وسوريا والأردن في الفترة المقبلة.
في ختام اللقاء تمنى نديم مهنّا رداً على سؤال عن مسلسل “رفيق” أن يبصر العمل النور قريباً، وهو الذي يروي قصة حياة وانجازات الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكشف لأول مرّة ان شركته تعرضت لدعوى قضائية حالياً في المحاكم اللبنانية، حول المسلسل.
وأضاف شارحاً: “العمل إستلزم تصويره وانتاجه ثلاث سنوات بدعم كامل من فريق عمل الرئيس سعد الحريري، وعندما انتهى تصوير الفيلم إعترض احد أفراد عائلة الرئيس الشهيد عليه، وتمّ فتح هذا الملف مؤخراً في القضاء وهو أفضل ما حصل للمسلسل، “ولكننا أرادتا ان يعالج الموضوع بطريقة سلسة لأن المسلسل يخلّد مسيرة الرئيس الراحل منذ ولادته حتى رحيله، انما أحبو اخذنا الى القضاء، فليكن”
وأضاف مهّنا أنه مؤمن بالقضاء اللبناني وبنزاهته، لافتاً ان القضاء اللبناني ما زال نظيفاّ وغير مسيس وجريء رغم كل الظلم الذي يتعرض له القضاة، وهو قضاء منصف ولبنان كان وسيبقى منبر للحريات، حتى باصعب الظروف.
وأشار مهنّا ان الرئيس الحريري (رجلٌ عام) والمسلسل عالج قصة حياته بإطار درامي مع الكاتب الكبير شكري انيس فاخوري وممثلين رائعين وإنتاج ضخم كلّف ملايين الدولارات. وكان قد طلب مهنّا من الجهة الرافضة للعمل تقديم ملاحظاتها لأخذها بعين الإعتبار، وذلك كي يبصر عمل مسلسل “رفيق” النور ويشاهده اللبنانيين وكل العالم، ولكنه تلقى دعوة قضائية في المقابل.
كما كشف مهنا أن “شركة أن أم برو” ومقرها في الامارات تتوسع حالياً في الخليج وتحديدا في السعودية، كما يتم التحضير لفيلم جديد سيتم تصويره في أبوظبي.