غادة شبير تضيء بقعة ضوء من الزمن الجميل ولكن ماذا بشأن الزمن الحاضر؟

غادة شبير (الصوت الملائكي) كانت ضيفة زاهي وهبي في خليك بالبيت، ولو أن هذا ليس بالأمر الغريب كونه برنامج راقي لا يعنى إلا بالمواهب الراقية والشخصيات صاحبة البصمة..

غادة شبير فتحت الباب أما المشاهدين للتأمل في مكان لم نعد نرى مثله إلا نادراً وقتما يظهر أحد المحترفين فيتحدث بطريقته الراقية عن بقعة الضوء الفنية التي ينتمي إليها لنعرف مدى دفئها ونتمنى لو كنا داخلها طوال الوقت..

أين هي غادة شبير وأمثالها من مجموعة المحترفين النادرة في سوق الكاسيت العربية، أراها أكثر شهرة في الخارج وربما تقدير الأجانب لعظمة الموهبة العربية هو السبب كونهم يفتقدون لمثل هذا الحس لدى فنانيهم, ولكن السؤال الذي يفرض نفسه أين هي غادة شبير و القلائل الذين يشبهونها من سوق الكاسيت العربية، ولماذا يُعتبر عطاءهم هو القلة في هذا السوق؟

في الواقع ربما الخوف من النجاح أو عدمه يعطيهم ريبة أحياناً من عدم الحصول على نفس مقدار التقدير هنا وفي الخارج ولكن ولأن الساحة الفنية شحت من أمثالهم فهذا سبب مهم لتعود هي وغيرها وتعطي السوق العربية من كرم موهبتها.

لا نعني طبعاً أن تغني غادة شبير فنطالبها بفيديو كليب وحفلات وخلافه، ولا نعني أن تغني فيجب عليها أن تحقق أرباح تكسر الدنيا، و إنما المطلوب أن تتواجد دائماً كمنافس في هذا السوق.

فنحن لا يسعنا إلا أن نتخيل سوقنا العربية وهي تطرح أعمال فنية لأصوات مثل غادة شبير نشتري ألبومها فنضعه في المنزل لنسترخي على أغانيها, أو نضعه في السيارة فنشعر بالراحة وسط الزحام الخانق, أو نضعه ونحن في أوقات الفراغ في المنزل مع أبناءنا فنزرع لديهم الإحساس بالأمان مع صوت ملائكي لا تستطيع أن تمنع نفسك من أن تسبح معه في دنيا الرومانسية..

نحن نرجوك يا غادة شبير أن تركزي أكثر على سوق الكاسيت العربية وأن تحاولي مواكبة الذوق الحديث ولكن بلمستك الخاصة لنخرج معك بما يندر إيجاده, لأننا مظلومين في زمن انتشرت فيه مقولة (الجمهور عاوز كدة) لأننا بحق لا نريد سوى صوت مثل صوتك وموهبة مثل موهبتك وحس مثل حسك لنشعر أننا انتصرنا أمام مروجي هذه الأفكار..

ولا نطلب منك أكثر, فصوتك ليس بحاجة لفيديو كليب يُسمعنا إياه، و أغنياتك ليست بحاجة لحملة إعلانية وترويج ضخم.. أنت فقط بحاجة لأن تثقي فينا أكثر وتعطينا من وقتك أكثر و أكثر وتقفي بجوارنا أمام حملة القضاء على الفن الجميل وتتركينا نسافر معك لعالم القيمة والسمو.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com