خاص بالفيديو- “ليلة عاللبناني” تتحولّ الى استعراض فنّي عربي صاخب كرّس ميشال فاضل مايسترو المهرجانات الموسيقية الراقية
“ميشال فاضل عزف والجمهور غنّى”، هكذا يمكن باختصار وصف الحالة الهيستيرية التي أحدثها المؤلف الموسيقي في نفوس جمهوره في حفلَيه الموسيقيَّين “ليلة عاللبناني” في كازينو لبنان، مستبقًا احتفالات عيد رأس السنة، وكأنّه أراد ان يودّع عامه الحالي وسط جمهوره اللبناني بطريقة مميزة غير مألوفة تعرّج على الموسيقى العربية بطابع لبناني يعيد أمجاد ما فات من أغنيات وما يحضر منها في الزمن القريب شاهدوا الفيديو.
وما حصل على مسرح كازينو لبنان في ٢٧ و٢٨ من الشهر الحالي لا يمكن إلّا ان يحسب على الحفلات الفنيّة التي تحفر في الذاكرة محوّلة مسار المهرجانات من مجرّد استعراض غنائي يشاهده الجمهور ويصفّق له، الى مشهدية ينصهر فيها هذا الجمهور بالمحتوى الفني وكأنّه جزء منه يساهم في نجاحه وإغنائه. شاهدوا الفيديو
لم يهدأ ميشال فاضل طيلة عزفه على البيانو في الليلتَين على اللبناني، لم تفلت منه اية شاردة فقاد الفرقة الموسيقية بحرفية فائقة في تسلسل موسيقي حرّكه كورس وفرقة راقصة ومنشدون اكتمل بواسطتهم المشهد الذي أراده على اللبناني، مستدرجًا الجمهور بسحر لا يقاوم الى ان يكون الجزء الصاخب منه، لا المصفّق والهاتف من بعيد. وبعد ان اكتمل الإخراج الفنيّ الذي شاءه فاضل، انهالت مفاجآته بالتواتر، فعرّج على كافة الأنماط الموسيقية، مستهلاًّ حفله بالنشيد الوطني اللبناني، تبعه تكريم للملحنَّين محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي في رائعتَي “إنت عمري” و”ألف ليلة وليلة”، لتتحوّل الأجواء على إثرها الى عالمية بامتياز فعزف مقطوعة موزارت الشهيرة التي تحمل الرقم ٤٠ والمعروفة بأغنية السيدة فيروز “يا أنا يا أنا”. واستمرّت مفاجآت فاضل في إبداع لا يوصف، فمرّ على أرشيف الفنان الراحل زكي ناصيف مستلاًّ أغنيتَي “يا عاشقة الورد” و “أحلى زهرة” أتبعهما بأغنية “كلّ القصايد” للفنان مروان خوري، حتى بلغ الحفل ذروته باعتلاء الموسيقي فؤاد فاضل، والد ميشال، خشبة المسرح مرافقًا نجله في بإطلالة استثنائية أنشد خلالها بصوته الأوبرالي مقطوعة “أو سولي ميو”، ما استدعى من الجمهور تصفيقًا حارًّا لم ينته إلّا بمشاركة الوالد في إنشاد ترنيمة دينية مناسبة للأعياد المجيدة.
واستمرّت الأجواء النوستالجية بتصاعد بلغت حدّته في أغنيتي السيدة ماجدة الرومي “مطرحك بقلبي”، والمطربة جوليا بطرس “على ما يبدو”، لينتقل فاضل بعدها الى المكتبة الموسيقية العربية مستعينًا بروائع الفنانَين عبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية الخالدة، لتدقّ ساعة ما قبل الختام التي شاءها العازف اللبناني ذا طابع وطنيّ رفرفت خلاله الأعلام التي وزّعت على الجمهور، فأشعل الأجواء ثانية بعد ان هدأت في الأغنيات الرومانسية، فتوالت أغنيتَي “راجع يتعمر لبنان” و”تعلا وتتعمّر يا دار” على وقع أقدام فرقة الدبكة اللبنانية ناقلة الأجواء الى لوحة استعراضية وطنية مألوفة وإنمّا بنكهة خاصة جدًّا بلغ فيها التفاعل الجماهيري أقصى مداه.
غير ان فاضل لم يشأ ان يمضي جمهوره المثقل بالفرحة والانتعاش من دون ان يزوّده بمفاجأته الأخيرة، فودّعه على أغنية “البنت القوية” للفنان وائل كفوري، التي ظلّ صداها يحفر في بال جمهور سكر من إبداع ميشال فاضل وطمع بالمزيد.