خاص- زياد برجي في “فكروا فينا”، اختيار التوقيت المناسب بتقنية المشاهدة الاختيارية
هل توقّع الفنان زياد برجي ان يجيّر أغنيته ” فكروا فينا” التي كان في طور إعدادها قبل اندلاع حرب فلسطين الى أطفال غزة والى العالم أجمع بصوته عنهم؟ هل كان بشعر بأن ثمة مأساة إنسانية على بقعة جغرافية عربية تلوح في الأفق وتنذر بإبادة جماعية وتهجير شعب وقطع أعناق طفولة بريئة حتى كتبَ ما كتب؟ وهل كان الفنان اللبناني يتمهّل في إطلاق أغنيته شعورًا منه بأنّ وقتها لم يحن بعد، وبأنّ مشهديّتها لم تكتمل الى أن تشكّلت المادة الإخراجية من صور أليمة تستدعي إنشاء حساب خاص لمشاهدتها للشهادة على قساوتها؟ أسئلة حيّرت جميع من انتظر أغنية برجي عسى صوت الإنسانية والرحمة يبلغ أصقاع الأرض فإذ به يخرق القلوب الضعيفة ويضاعف ألمها ويضعها أمام سؤال لا جواب عليه: ماذا لو أنّ ضمائر الكبار لن تستجيب لوجع الصغار وتشعر به، فإلى أين المفرّ؟
بالأمس أطلق زياد برجي صرخة أطفال غزة وكلّ طفل متألّم في أنحاء العالم، وترك صدى كلماته تتبعثر في صور حيّة تناجي اللامنطق وتوثّق للحظات من تاريخ أسود سيحفر في ذاكرة صانعيه بحروف من دم.
لكنّ برجي الذي حصد من صور أغنيته الشعرية آلاف علامات الإعجاب والثناء على صدق المشاعر ودفء الإحساس وصدقه، لم يشأ التوغّل الى قعر أحزان مشاهديه عبر مشاهد كليب الأغنية الذي أخرجه جان كلود ديب، فحرص على ان يحصر المشاهدة بمن لديه الشجاعة على رؤية أطفال مشتتين مذعورين يتوسلون الخوف ليعيد لهم الحياة وهم لا يزالون على قيد الحياة، فحقق نصرًا إضافيًًا لا يبغي المتاجرة بدماء الأطفال على حساب ترويج أغنيته، بل أرادها رسالة في ظَرف انساني أقفله بأحكام وترك الحريّة لمن شاء ان يفتحه ويضمّ صوته الى صوته مناديًا” عالقليلة فكروا فينا، حسوا بوجعنا حسوا فينا شوي.. خلونا نتأمل إذا في بكرا ناطرنا، نقرر مصايرنا ، ما تلعبوا فينا بقا، خلّونا بيكفّي بقا عتمة بليالينا، بزيادة شو بكينا، صغار بعدنا عالشقا”. لمشاهدة الكليب