رأي خاص- هل يليق دور رحاب بممثلة بحجم رولا حمادة في مسلسل “كريستال”؟ لكم كلمتكم ولنا رأينا
منذ ان أطلّت الممثلة القديرة رولا حمادة في المسلسل المعرّب من التركية “كريستال”، استبشرنا خيرًا بعودة ممثلة تتوهج كالكريستال نجاحًا وقدرات فنية لا تقهر ولا تهزم، ممثلة صاحبة باع طويل في الدراما اللبنانية بما يجعل ورود اسمها في أيّ عمل درامي كفيلاً بان يرفع من قيمته ويجعله في صدارة الأعمال المعروضة.
وانطلق “كريستال” بأمان وسلام وتوالت حلقاته محققةً نسب مشاهدة مرتفعة قلّ نظيرها منذ انتهاء عرض زميله المعرّب ايضًا من التركية “عروس بيروت”. ورافقنا أحداث كريستال وواكبنا تطوّر الشخصيات فيه، لكنّنا في كلّ ذلك بحثنا عن رولا حمادة، فلم نجدها. ربّما عثرنا عليها في تقطيع مشاهد لزوم ما لا يلزم، بين أروقة غرف القصر ومنزل الجنيني، وجدنا خادمة تدعى رحاب، لكننا لم نجد رولا حمادة. وعندما نقول رولا حمادة فإننا نعني وبكل فخر تلك السيدة التي وصلت شرايين الدراما المحلية ببعضها منذ الزمن الجميل حتى زمن الانهيارات، في مسيرة هبّت كالعاصفة ولم يسكّنها شروق الشمس، مسيرة بدأت بِـ “نساء في العاصفة”، ولم تنتهِ بِ “من الآخر”، مرورًا بِ ” ” العاصفة تهبّ مرّتَين” و ” فاميليا” و” خمسة ونص” و “سوا” و صولاً الى “وأشرقت الشمس”، و “فارس الأحلام” إلخ. من دون ان يغفل عن بالنا ما قدّمته الممثلة المخضرمة للسينما والمسرح، والأمثلة على ذلك أكثر من ان تحصى أو تعدّ.
أمّا وقد مرّت ٥٧ حلقة من المسلسل الكريستالي، والباقي يوازي الثلاثين، بدأت ملامح شخصية رولا تتوضحّ رويدًا رويدًا، ولكن تطوّر الشخصية على مضض لا يكفي ليعيد للممثلة تألّق الماضي وحيثيتها الفنيّة. والسؤال الذي يطرح نفسه “كيف وافقت رولا حمادة على دور أقلّ ما يمكن وصفه بالهامشي حتى لو ان تطوّره سيغيّر في مجرى الأحداث. لعلّه سوء الاختيار ينبعث من فراغ المحتوى ما أدّى الى فراغ في الأداء وتقمص الشخصية. عذرًا إذا ما أسأنا التعبير، لكنّ رولا تستحقّ أكثر من ذلك بكثير. لا حاجة لأن نستشهد بحالات فنيّة من رعيل الممثلة حصدت النجوميّة المتأخرة بفضل دور واحد أنجزت بفضله ما سعت سنوات طويلة الى تحقيقه، فكيف برولا التي لا تقبل إلّا ان يرد اسمها في ختام شارة الأعمال التي تشارك فيها؟
ومن منطلق حرصنا على هوية رولا الفنية التي لا تقبل أية مساومة، أجرى موقع “بصراحة ” استفتاءً بين متابعيه طارحًا عليهم السؤال التالي: “هل أعجبكم تجسيد رولا حمادة لدور رحاب في مسلسل ” كريستال”؟ وتوالى التصويت مسجّلاً نسبة مئوية لصالح رولا بلغت ٤٢٪ من المجموع العام ل “أعجبني جدًّا”و ٢٤٪ لا يليق بممثلة مخضرمة مثلها و ٣٤ ٪ الممثل يؤدي كلّ الأدوار من باب حرص الجمهور على الدفاع عن نجمتهم المحبوبة ولكن حتى لو لم تكن النتيجة كافية لتحسم جدلية التردّي في نوعية الدور الذي أُسند الى رولا الا ان النسبة التي اعتبرت ان الدور لا يليق بممثلة مخضرمة مثلها يفرض عليها من الآن ردّ الاعتبار لنفسها بما يليق بمسيرتها الفنيّة، لا ان يكون الدور مجرّد جائزة ترضية في مجريات الأحداث.
وربما على الممثلة القديرة ان تعي بعد اليوم ان تجاهلها لإسمها والطلب الى المنتجين وضعه في نهاية الجنريك والموافقة على ادوار هزيلة بحجة ان “”الشطارة” تكمن في الابداع بتأدية الدور وليس بمساحته واهمية الشخصية في تسلسل الشخصيات الاساسية ليس ضرب تواضع او ثقة مفرطة بالنفس والموهبة، انما استخفاف بمسيرة تحتّم على البطلة ان تدرك مكانتها وتلتزم بها والا تتنازل عن تصنيفها نجمة صفّ أول عن استحقاق وجدارة.