خاص- لين غرة تردّ على جلّاديها بسبب اللهجة اللبنانية…لذا دعونا ننعش ذاكرة المتنمّرين
من النادر جدًّا الا تطال الانتقادات مسلسلاً معيَّنًا مكتفيةً بتوجيه سهامها فقط الى ممثلة في عداد النجوم المشاركين فيه. ومن سابع المستحيلات ان تخون الذاكرة فئة معيّنة من المشاهدين دأبوا منذ مدة طويلة على متابعة نوعيّة خاصة من المسلسلات الى حدّ الإدمان عليها، لكن الذاكرة الجماعية هذه المَرة خدعتهم فخذلتهم، مصوّبين اتهاماتهم على ضحية واحدة غير ملتفتين الى تجارب سابقة لم تكن في لحظة من اللحظات أفضل حالاً، فعبروا فوقها مرور الكرام.
والمسلسل الآنف الذكر هو “كريستال” المعرّب عن المسلسل التركي “حرب الورود”، والبطلة موضوع الانتقاد هي الممثلة السورية لين غرة التي انخرطت في الدراما السورية منذ العام ٢٠١٦ ، وتوجّت مسيرتها بأعمال عربيّة مشتركة، والجمهور الذي اوقعته ذاكرته في النسيان حتى الجهل هو مجموعة المشاهدين الذين عشقوا الدراما المعرّبة ولأجلهم ازدهرت هذه الصناعة وتفوّقت على ما عداها من انواع الدراما العربيّة المشتتة بين المحليّ والمشترك .
فلمن فاتتهم تفاصيل ما حدث ويحدث تزامنًا مع تسارع احداث “كريستال” وتوالي حلقاته، نسترجع ما حصل في الآونة الأخيرة مع الممثلة السورية لين غرة، التي ما إن أطلّت بدور “ورد” مجسّدة شخصيّة باللهجة اللبنانية، حتى طالتها الاتهامات منها ان الممثلة السورية أخفقت في اداء اللهجة اللبنانية وخانتها اللغة ومخارج الحروف، فتفوّق تصنّعها على عفوية الدور وطبيعته المتقلّبة.
لكن “غرة” التي لاذت بالصمت حتى قبل ثلاثة ايام، قررت الخروج الى العلن في محاولة منها للدفاع عن نفسها في مواجهة اتهامها بفشلها في اتقان اللهجة اللبنانيّة، فنشرت عبر حسابها على انستغرام تعليقًا وضعت فيه النقاط على الحروف، فأوضحت قائلةً: “انا ممثلة عربيّة سورية بكل فخر، وبحبّ لبنان الشقيق أرضًا وشعبًا ولهجةً، وعندي الرغبة إني ( جرّب) مَثّل بجميع لهجات الوطن العربي والعالمي اذا صحّلي..”. وتابعت لين مستميلة جمهورها العربي لوضع حدّ لاتهامات ليست في مكانها وزمانها “أتيت لأعيش (تجربتي) الأرضيّة بكلّ حرية وحب وجرّب وسأبقى أجرّب. اتمنى للجميع أيامًا أكثر حبّا واكثر سلاما وأقلّ أحكامًا”.
وفيما اندفع زملاء لين من خارج المسلسل ومن داخله متفاعلين مع الممثلة ومشيدين بصوابية رأيها، على رأسهم الممثل السوري محمود نصر الذي شجعها على متابعة الطريق، والممثلة اللبنانية ستيفاني عطا الله، شقيقتها في المسلسل، والتي وصفتها بالجميلة من الداخل والخارج، اضافة الى الممثل فادي حواشي بدور “قوس” الذي اعتبرها قلب قلبه، وفيما انبرت مجموعة من اصدقاء لين في الوسط الفني معبّرة عن تضامنها معها، تتقدمهم الممثلة اللبنانية سارة ابي كنعان التي هنّأتها على عملها الجميل الذي يليق بها، والممثلة اللبنانية كارول عبود التي أبدت اعجابها بالممثلة السورية وبإجادتها كافة اللغات، اضافة الى عدد كبير من زملاء المهنة، بدا لافتًا تعليق المؤلف والمخرج السوري زهير قنوع الذي وصف ما تعرضت له لين في منشور عبر صفحته على انستغرام بالانتقاد الساذج وغير المحترف وغير البنّاء على الإطلاق، ولا يخدم الفنّ السوري وسفرائه اينما كانوا. ودعا قنوع لين غرة للسير الى الأمام، شأنها شأن كافة الممثلين والممثلات السوريين الرائعين الذي يشكّل نجاحهم باللهجات إضافةً الى إمكانياتهم الكبيرة التي يعرفها العرب من المحيط الى الخليج.
وقبل تسطير كلمة الختام، لا بدّ من انعاش ذاكرة من التبست عليهم مشكلة اتقان اللغة واللهجات، فهل نسيتم دور فارس الضاهر، رجل الأعمال اللبناني من منطقة جبيل، الذي جسّده الممثل التونسي ظافر العابدين في المسلسل المعرّب “عروس بيروت”، ولم يفتح أحد من الغيارى فاه على مدار ثلاثة أجزاء؟ فإن نسيتم لا داعي لأن نذكركم ايضًا بالأدوار التي لعبها ويلعبها ممثلون لبنانيون في مصر، وتحديدًا باللهجة المصرية ، يتقدمّهم نيقولا معوّض وسينتيا خليفة من الجيل الفني الحديث، وقبلهم مجموعة كبيرة من الفنانين الذين سبقوهم الى مصر وسجلّوا ابداعات في الدراما المصرية وظلّوا بمنأى عن اتهامات اللهجات، يكفي ان نستعيد منهم نيكول سابا، هيفا وهبي، مادلين طبر، ايمان، وليد توفيق، من دون ان ننسى ايضًا أصداء الممثلين اللبنانيين في تجارب درامية سورية يتقدمهم بيار داغر ، نادين الراسي، ورد الخال، ماغي بو غصن وغيرهم الكثير.