خاص – كاتيا خوري مندلق تقع في فخ كاريتاس وكاريتاس لبنان تستمر باستفزاز اللبنانيين

برامج الصباح منوعة على شاشاتنا العربية ، ونلاحظ بعض المحطات العربية المحترفة تعي تماماً أهمية البرامج الصباحية في تقديم مادة تثقيفية للمشاهد خاصة ان كانت هذه المحطات تضع نصب عينيها المجتمع الباحث عن معلومات جديدة وقيمة فتعمل جاهدة على اشباع شهيته للمعلومات وارضاء رغبته في الانفتاح على كل ما يحصل حوله من احداث شرط عدم الاستخفاف بذكائه او الوقوع في فخّ تقديم مادة سطحية او مغلوطة فينسف ذلك مصداقيتها وتجد المحطة نفسها في مازق كبير فالمشاهد ان فقد ثقته بمحطة او اخرى سيحتاج الى الكثير من البراهين ليرمّم هذه الثقة .

ربما لا تقع المسؤولية على المحطة فقط وربما المعنيون والاداريون في هذه المحطة لا يتدخلون في تفاصيل البرامج ولا يطلعون على اعداد هذه البرامج وهنا تقع المسؤولية على فريق الاعداد الذي اوكلت الادارة له مسؤولية البرامج والتحضير لها لتكون على مستوى كبير من الاحتراف وهذا ما يميّز فعلاً محطة عن أخرى وهنا يكمن عامل التفوق بين هذه المحطات.

أكثرت بالكلام لاصل الى خلاصة مفادها انه لا يجوز الا يشارك مقدمو البرامج بالاعداد مع علمنا المسبق ان بعض الاعلاميين المحترفين والمهنيين يشاركون في اعداد برامجهم وحتى فقرات ومحاور من حلقات تلفزيونية وبالتالي لا مجال الا للتفوّق “فالمكتوب بينقرا من عنوانو” والاعلامية التي تتلهى فقط بتسريحة شعرها وازيائها وماكياجها وتجلس لتقرأ ما أعّد لها فلا مجال الا ان تقطع في جملة هفوات واخطاء وبالتالي اخفاقات لا تعد ولا تحصى….

البرامج الصباحية اليومية اكثرعرضة لهذه الاخطاء  من غيرها نظراً لنقلها المباشر حيث لا مجال للتصحيح والتعديل والتراجع ، ولكن وبالرغم من هذا العذر الا ان الذنب الذي قد يقترف على الهواء قد لا يمّرر ولا يمكن غض النظر عنه …

كاتيا خوري مندلق اعلامية “عتيقة” بمعنى انها خاضت تجربة التلفزيون منذ فترة طويلة لا يستهان بها وهي من اكثر مقدمات الصباح على شاشة أم تي في لطافة وثقافة وجمالاً ورقياً ولكن فات كاتيا هذا الصباح ان احد المواضيع التي كانت تعالجها مع ضيوفها هي من اكثر المواضيع حساسية واستفزازاً للمشاهد اللبناني والتغاضي عن بعض جوانب هذا الموضوع ليس مسموحاً ولن يمّر مرور الكرام…

الجميع يعلم ان كاريتاس لبنان تقوم بحملات تبّرع من اجل جني المال لتمويل مشاريعها التي تقوم بالاساس على مساعدة العائلات المحتاجة في لبنان التي تعاني من الفقر والعوز واللبنانيين الذين يعانون بمعظمهم من ضائقة مالية بسبب غلاء المعيشة يتبرعون لهذه المؤسسة ايماناً منهم بأن “فلس الارملة” قد يساهم الى حدّ ما بمساعدة اخوتهم في الانسانية ولكن ان تقوم كاريتاس بتجيير قسم من هذا المال لانشاء فروع لها تعنى بالعامل الاجنبي فهنا نطرح العديد من علامات الاستفهام.

اولاً هل رعاية العامل الاجنبي وتحصيل حقوقه هي من مسؤولية كاريتاس التي أنشئت بالاساس لمساعدة اللبنانيين المحتاجين؟ ام من مسؤولية السفارات التي يجب ان تدعم وترعى رعاياها؟
ثانياً هل اللبناني المتخبط بمشاكله الاجتماعية مسؤول ومجبر على التبرّع بالمال من اجل رعاية الرعايا الاجانب ؟
ثالثاً ماذا عن حقوق العمال اللبنانيين الذي يعانون من سوء المعاملة على الاراضي اللبنانية ؟ لم لا تجير كاريتاس اهتماماتها وقدراتها لرعايتهم وتحصيل حقوقهم؟
رابعاً هل يعلم اللبنانييون ان كاريتاس لبنان التي يتبرعون لها بمالهم تقوم بدفع مبالغ طائلة من اجل دفع اقساط موظفيها في افضل المدارس والجامعات في لبنان في حين يعجز اللبناني المتبرّع بالمال عن اعالة عائلته وتأمين ابسط حقوقها بالطبابة والدراسة ؟

وفي حلقة اليوم من برنامج mtv alive الصباحي استقبلت الاعلامية كاتيا خوري مندلق ممثلتين عن مؤسسة كاريتاس للوقوف على عملهم في المؤسسة لناحية رعاية العمال الاجانب ولم تتطرق بطريقة او باخرى وبقصد او عن غير قصد الى وسائل دعم هذا المشروع الكاريتاسي الكارثي المستفز لمعظم اللبنانيين ، ولم تسأل كاتيا من يمول هذه الحملات ولو ان الجواب معروف سلفاً ولكن التغاضي عن هذا الشق بالتحديد ينّم عن عدم معرفة وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه المواطن اللبناني ، كما لم تتطرق الى موضوع السفارات الاجنبية المعنية الاولى بالدفاع عن الرعايا الاجانب وتحديداً عن مواطنيها .

من غير المسموح الا يتم التطرق الى هذه التفاصيل الاساسية في الموضوع والاضاءة على الجوانب الغامضة منه وهذا ان دلّ على شيء فيدّل على سوء الاعداد وضعف فريقه الذي ابدى اهتماماً بالغاً في محاربة العنف ضد العامل الاجنبي دون اللجوء والغوص في تفاصيل هذا الموضوع الشائك الذي يستفز منذ العام 2004 معظم اللبنانيين ليس لانهم غير مقتنعين بضرورة حماية العمال الاجانب من العنف داخل الاسرة التي يعملون فيها انما لانهم غير مقتنعين بدور كاريتاس المؤسسة الاجتماعية التي يمولونها بأنفسهم في ظل الظلم وسوء المعاملة التي يتعرّض لها العامل اللبناني الذي يجب ان يكون على قائمة اهتمامات المؤسسة التي حادت في السنوات الاخيرة عن مهامها التي من اجلها أنشئت لاسباب يجهلها معظم اللبنانييون الا ان كانت كاريتاس تريد ان تكون “ملكاً أكثر من الملك” …

من المسؤول عن هذا الضعف في الحوار ؟ فريق الاعداد ام كاتيا نفسها؟ الا انه في كلتا الحالتين نعتبر انها مسؤولة عن كل ما يطرح في برنامجها وكل ما لا يطرح ومن هنا يمكننا ان ننهي بالقول انه على الاعلامية الناجحة على شاشتنا العربية استرجاع دورها الاساسي والريادي في المشاركة في الاعداد لبرنامجها والقيام ببعض الابحاث لئلا يكون موضوعها مجتزئاً  وناقصاً في بعض الاحيان او سخيفاً وفارغاً في احيان أخرى…

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com