رأي خاص- المشاهير يتعرّون اجتماعيًا على مواقع التواصل، فمن يردعهم؟

الجميع فقدوا صوابهم على مواقع التواصل الاجتماعي. جنون جماعي تخطى كل الحدود والآداب والاصول.هذيان افتراضي راكم كل علامات التعجب والاستفهام خاصة في الوسط الفني وبين مشاهير مواقع التواصل حيث باتت حياتهم مشرّعة لكل من طاب لهم التلهّي بخصوصيات فقدت خصوصيتها لدرجة انهم فتحوا باب اللجوء الى حياتهم لكل فضولي ومتطفل، فعمّت الفوضى ووقع المحظور.

“اهلاً بكم في حياة المشاهير. رجاء اعتبروا انفسكم في بيوتكم.هنا لا شيء محظور او خاص بل على العكس كل شيء مسموح ومباح” لعلها الجملة المفيدة التي يجب ان يكتبها المشاهير في مقدّمة حساباتهم، عبارة تلخّص مشوارهم على مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم للأسف فرّطوا بخصوصيتهم منذ زمن بعيد وباتت حياتهم كتاب مفتوح امام طالبي المعرفة من الفضوليين الباحثين عن اسرار وخبايا حياة المشاهير الخاصة.

حب، زواج، طلاق، شجار، خيانة، تعاطي ممنوعات، ولادة، تبني، انهيارات، عزاء، مرض وامومة، ردح وشتيمة وخلافات علنية بشعة…هنا تجدون كل شيء باستثناء علاقاتهم الحميمة، فهُم لم ينحدروا حتى الساعة الى هذا الدرك ولكن ربما قريباً ان استنزفوا هالتهم واستهلكوا شهرتهم ورغبوا بمزيد منها…

بالله عليكم قولوا ماذا تفعلون؟ ما هذا الجوع المزمن للأضواء على حساب خصوصيتكم؟ ماذا تحاولون ان تفعلوا؟ لماذا كل هذا الافراط بالتعري الشخصي الافتراضي لأجل جذب مزيد من المتابعين؟ فقدتم هالتكم وهيبتكم وكرامتكم ومستمرون باستجداء المتابعة والاعجاب.

عرضتم حياتكم على “فيترينات” افتراضية ولم ترتدعوا.تحوّلتم الى مسخرة رواد مواقع التواصل ولم تندموا.يهزأ الجميع منكم وتتعرضون لأبشع انواع الاهانات والشتيمة ولم تتراجعوا! لا اصدقكم!

حشرتم هواتفكم الذكية في كل لحظاتكم الخاصة ولم تترددوا في نقل كل ما يحصل معكم ومشاركته مع متابعيكم.لم يردعكم الأدب ولم تمنعكم الاخلاق ولم تنهِكم القيم والاصول عن التمادي في تشريح حياتكم مباشرة على هواء افتراضي ملوّث بل على العكس ادمنتم الفضيحة وتماهيتم معها وفقدتم تماماً حس المسؤولية تجاه اجيال تقتدي وتتمثل بكم.

ماذا دهاكم؟ الم يعد للعيب مكاناً في حياتكم حتى حلّلتم للجميع استباحتها؟

وان فاتكم ان كل ما تكتبوه وتصوّروه وتنشروه سيبقى مدوّناً في سجلاتكم الافتراضية، دعوني اذكّركم علكم تعيدون النظر في سياساتكم المشبوهة لتحقيق المزيد من الشهرة. فغداً حين تستفيقون من هذيانكم هذا سيكون الاوان قد فات على اصلاح ما تهدّم وعلى لملمة فضائح واخفاقات فعلت فعلتها بعدما هدمت جدران خصوصيّتكم ومضت. وكل ذلك مقابل ماذا؟ اي ثمن مصرّون على دفعه مقابل شهرة تتلاعب بكم، اقحمتكم في فوضى عارمة يصعب تفاديها بعد الآن؟

استمتعوا يا سادة بشهرتكم على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن اقفلوا ابواب حياتكم الخاصة بإحكام واوجدوا لأنفسكم مضمونا قيماً يتابعكم الناس لأجله ولا تختصروا طريق الشهرة بعد نفاد صبركم فتقحمون الجميع في حياتكم الخاصة المثيرة للفضول او ربما للجدل او حتى الريبة، فتكونون بذلك مثالاً يحتذى به من قِبل آلاف المتابعين الذين سيعرّجون على حساباتكم للاستفادة المعنوية والنفسية وليس للتسلية بفضائحكم او خصوصياتكم ولحظاتكم الحميمة.

يتبع…

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com