خاص- مايا دياب تسدل الستارة على “حديث البلد” بروح جميلة ايجابية ومنى ابو حمزة تصدم المشاهدين بهذا التصريح
كشمس ساطعة أطّلت الفنانة مايا دياب في “حديث البلد” مع الإعلامية منى ابو حمزة، مختتمةً الموسم الحادي عشر من البرنامج الترفيهي الفنيّ الحواري كما افتتحته في بداية العام. ولأنّ مايا قد صاحبت البرنامج منذ انطلاق مواسمه، وكانت الضيفة المعزّزة المكرّمة التي لم تغب عن أيّة دعوة وُجهت اليها من قبل ادارة محطة MTV، والقيّمين على هذا البرنامج المتصاعد نجاحًا وشعبيّة، ولأنّها لا تخيّب آمال جمهورها ومتابعيها ولهفتهم الدائمة الى استقبالها في منازلهم مشاهدةً واستماعًا، بعكس نجوم الصفّ الأوّل الذين علّقوا مشاركاتهم في البرامج الحوارية التلفزيونيّة اللبنانيّة متوسّلين الظهور فقط عبر القنوات العربيّة لمصالح شخصيّة يدرك الجميع غاياتها الخفيّة، وفي هذا الاطار عبّرت الاعلامية منى ابو حمزة عن استيائها من الفنانين الذي يرفضون المشاركة في مقابلات تلفزيونيّة، وهي لا تأسف على برنامجها المستمر بحضورهم وبغيابهم، بل تأسف عليهم لأنّهم بنوا نجاحاتهم على أكتاف هذا البلد، مستعيرة عبارة للفنان السوري دريد لحام رفض من خلالها اعتبار الوطن مجرد سترة نخلعها ساعة نشاء ، بل هو أبعد من ذلك بكثير. لذا بات من المنصف القول انّه يحقّ لمايا ما لا يحقّ لسواها لدى حلولها ضيفةً عزيزة على برنامج “حديث البلد” حيث تحوّل الأنظار اليها بجمالها الصارخ واطلالتها العصريّة، والأهمّ من ذلك كلّه حديثها الأنيق النابع من تراكم تجارب واختبارات، ومنطق يغذّيه تصالح مع الحياة ومع الذات المفعمة بالمشاعر الانسانيّة الصادقة التي تترجمها انفتاحًا على الآخر وتواضعًا حقيقيًّا يجعلها مسمرّةً على الأرض وعيناها صوب النجوم.
وفي كلّ ظهور للفنانة اللبنانية في المواسم المتعاقبة من “حديث البلد”، يختلف الحديث معها، ولا تشبه تفاصيله بعضها بعضًا، فهي دائمة التجدّد في استنباط الأفكار ومشابكتها وخلق حالة جدليّة يخرج منها المُشاهد محمّلاً بزاد فنانة سكرانة بحبّ الآخرين، وظمآنة بمحبتهم الدائمة من خلال تواجدها المستمرّ معهم على أرض الواقع كما في عالم الفنّ الافتراضي. ولا غلو في ذلك، فهي الحاضرة في كلّ مكان وفي كلّ مناسبة تستدعيها صورتها الفنيّة الصادقة وانتماؤها لشعبها حبًّا به وارضاءً لغريزتها الوطنية.
وفي الحلقة الأخيرة من الموسم الحالي “لحديث البلد”، تحدّثت مايا على سجيّتها، كما حالها دومًا، لم ترتدِ قناع الشهرة والـ ” Ego”، بل لمَع بريقها من الداخل والخارج، تمامًا كما ثوبها القصير البرّاق من مجموعة المصمم جان لويس صبجي، فأضاءت الاستوديو ومسرحه الذي شُرّع اليها للغناء، فشكّلت حالة استثنائية بأداء رائع جيّشت فيه الجمهور حضورًا وغيابًا.
وفي الحوار المفتوح على كافة التفاصيل، تناولت مايا مجمل المستجدّات في حياتها الخاصة كما الفنيّة، تحدّثت عن ألبومها الجديد الذي أطلقت منه أغنيةً مصوّرة هي “طاقة إيجابيّة”، فيما أُقفل الألبوم رقميًّا أمام العامة من ضمن سياسة استراتيجيّة محكمة تسعى دياب الى خوضها للمرّة الأولى باتفاق مع شركة الانتاج، يتمّ بموجبها اطلاق سائر الأغنيات تباعًا بلهجات لبنانية ومصرية ومغربية بعد ان يُكشف عن أوّل عشر ثوانٍ منها، حتى الإفراج عن مفاجأة الألبوم التي تتجه الى العالمية، عبر المشاركة في ديو غنائي الى جانب فنان اجنبي، فيما كشفت عن مفاجأة ثانية داخل الألبوم ترتبط بأغنية تعكس محتوًى سياسيًّا وتصوَّر قريبًا في مدينة عاليه الشوفيّة.
على ان مايا المجازة في الصحافة، وصاحبة خمسة البومات غنائية، والفنانة الاكثر تطوّرًا في نشاطاتها الفنيّة لناحية كونها السباقة في اطلاق فكرة احياء الحفلات عن بعد، ومبادراتها الانسانيّة الغزيرة التي تجلّت مؤخرًا من خلال مشاركتها في مهرجان احياء شارع الجميزة من منطلق دعم معنوي لوطنها الحزين، واعادة الحياة الى أوصاله، لا سيّما تلك التي تعرّضت الى دمار، لا تتوقف عن ادهاش الآخرين في تصوراتها الفنيّة التي يدعمها فيها استبسال المحيطين فيها، كما ولا تخفي فخرها بالظهور عبر الشاشات اللبنانية المحليّة ذات الحضور والصورة الأنيقة، فلبنان هو الذي صدّرها الى الخارج وليس العكس، تمامًا كما أطلق معظم نجوم العالم العربي.
وهي في كلّ ذلك لا تنسى ان تنثر سعادتها وفرحها وطاقتها الايجابيّة التي تشتريها من ذاتها كما كشفت في معرض حديثها، لكنها تعترف بأنّها تخفي في داخلها حزنًا دفينًا لا بدّ ان يأتي يوم وتفرج عنه، على الرغم من احاطة العائلة بها والأصدقاء والعاملين معها، مشكّكةً في ان تكون السعادة مجرّد حياة بل لحظات يوجِدها الانسان بملء ارادته.
وفي معرض سؤالها عن ابنتها كاي، البالغة من العمر أربعة عشر ربيعًا، تعترف مايا بانها تشبهها قلبًا وقالبًا، وهي من أجلها تسخّر كلّ حياتها ومستقبلها، لا سيّما في ما له علاقة باحتمال ارتباطها المستقبلي وانجاب أشقاء لها، اذ لا يمكن ان تخالف رغبات ابنتها حتى ولو تعارضت مع مخططاتها وانطلاقًا من ذلك تستشيرها في كلّ تفصيل من حياتها حتى في موضوع تجميد البويضات في حال قررت لاحقاً انجاب اخاً او اختاً لها.
ولكن مايا ليست فنانة في الغناء والتمثيل والتقديم فقط، فهي ذوّاقة في الموضة أيضًا، وصاحبة هويّة في اختيار تصاميم أزيائها وتأمل في ابتكار خطّ خاص بها تقتحم فيه عالم الأناقة. وانطلافًا من ولَعها بصورتها الخارجية، تطرّقت دياب الى اطلالتها الأخيرة اللافتة في حفل افتتاح مهرجان “كان” السينمائي، والتي حملت توقيع المصمم اللبناني جان لويس صبجي، حيث حضرت كضيفة لدار Messika للمجوهرات العريقة، مستعيدة ذلك اليوم المفعم بالإيجابيّة والفرح العارم.
وفي فقرة ردود سريعة على أسئلة “يا ريت” قبل ان تملأ مايا ارجاء الاستوديو غناءً وبهجةً، نفت الفنانة اللبنانيّة ان تكون نادمة على زواجها، وفضّلت لو بدأت مسيرتها الفنيّة منفردةً، كما تطرقت الى تفاصيل تعليق تعاونها مع الفنان زياد الرحباني في ألبوم غنائي، موضحة انه كان السبب في توقيف ذلك التعاون لسبب يقوم على مشكلة معينة لا صحّة لوجودها في الأصل على حدّ قولها، مرجّحة عودة التواصل مع زياد يومًا ما، على اعتبار ان الحياة مجموعة متغيّرات. كما رفضت مايا فرضيّة مجيئها الى الحياة في صورة رجل، وفي وطن غير لبنان، متمنيّة لو باستطاعة الانسان ان يحيا الى الأبد في ظلّ تطوّر القطاع الطبيّ وازدهاره.
وبانتظار افتتاح الموسم الثاني عشر من “حديث البلد” في الخريف المقبل، تتوارى مايا خلف كواليس ضحكتها وحبّها للحياة بكافة متطلباتها، وإخلاصها لفنّها وجمهورها ووطنها، باحثة عن زاوية أمل وايجابية في اغنيةٍ وحفلٍ واستعراض وانفتاح عفوي على الآخر، وفي مستقبل ترسمه بثقة واندفاعة وحنكة ورؤية فنيّة صائبة حدودها عربيّة ووجهتها عالميّة.
الصورة من جلسة تصوير مايا دياب مع مجلة هابر بازار قطر.