الأمير هاري يختفي عن الأنظار في أهمّ حدث قضائي
في تصرّف مستهجنٍ، تخلّف الأمير هاري اليوم الاثنين عن حضور اليوم الأول من المحاكمة في مقرّ المحكمة العليا في لندن، والذي يدين بموجبها صحيفة Daily Mirror الشعبيّة ومجموعتها الناشرة لصحيفتين أخرَيين، بتهمة اختراق هاتفه الخليوي والحصول على معلومات بغير وجه قانونيّ. وفيما صرّح محامي الأمير عن غياب موّكلّه عن الشهادة لاضطراره للانتقال في رحلة جوّية من مكان إقامته في لوس أنجلوس يوم الأحد، مباشرة بعد احتفاله بعيد ميلاد طفلته ليليبيت، البالغة عامها الثاني، أعرب القاضي عن دهشته لعدم حضور دوق ساسكس، فيما اعتبرت جهة الدفاع الرسميّة عن المجموعة الصحفيّة ان هذا الغياب “غير عادي”.
وسيكون هاري أوّل فرد من العائلة المالكة البريطانيّة الذي يستدعى للشهادة في المحاكم منذ اكثر من قرن، وتأتي محاكمته للمجموعة الناشرة في قائمة المرافعات التي تتهم الصحافة بالتعرّض لحياته الخاصة ولحياة أفراد من العائلة المالكة، على رأسها حادثة مقتل والدته الليدي ديانا بعد ملاحقة تعرّضت لها من قبل الباباراتزي في نفق باريس وأدّت الى مصرعها، اضافة الى محاولات تطفّل الصحافة البريطانية في حياته الزوجيّة ونشر مقالات عنصريّة بعد ارتباطه بميغان ما جعله يخرج من الأراضي البريطانيّة العام ٢٠٢٠، ويدير ظهره لحياة الترف الملكيّة.
وفيما كشف هاري سابقًا عن خيانة محتملة لأسراره وحياته الخاصة من قبل مجموعة من الأصدقاء، عاد فأعلن بأنّه يرجّح السبب لبعض الصحف التي رصدته عبر هواتفه وأمكنة اقاماته اثناء تنقلاته، الأمر الذي نفته ادارات هذه الصحف مستندةً في دفاعها على تقارير ومراسلات صحفيّة مشروعة، علمًا انه كان قد ثَبُت بما لا يقطع الشكّ ضلوع بعض الصحف في اللجوء الى حيَل غير أخلاقيّة وغير قانونيّة ترتكز على مكالفات هاتفيّة طالت مشاهير وأفرادًا عاديين، وأدّت في وقت سابق الى اقفالها وتسريح موظفيها. وعلى هذا الأساس يعمل محامون من قبل الأمير هاري وثلاثة من المدّعين على اثبات ان ما جُمع من معلومات غير قانونيّة تمّ بدراية وموافقة من قبَل كبار المحررين والمديرين التنفيذيين.
على ان كلّ تلك الاجراءات باتت مرتبطة بحضور هاري الى المحكمة والادلاء بشهادته والحصول على تعويض قانوني بعد تقديم أدلّته، في ظلّ ما يحكى عن احتمال الاتيان على ذكر قصر باكينغهام اثناء المرافعات، والذي تشير اليه المؤسسات الصحفيّة بأصابع اليد كمرجع زوّدهم ببعض المعلومات أدلى بها مساعدون ومستشارون للعائلة الحاكمة.