بعد 11 عاماً على فوزها بكأس القديرة سعاد محمد، يارا جلست في “خليك بالبيت” على الكرسي نفسه الذي جلست عليه سعاد محمد
في إطلالة مختلفة وجديدة ،استضاف الإعلامي القدير زاهي وهبي أمس الاحد الفنانة يارا في برنامجه “خليك بالبيت” على شاشة المستقبل وتحدّثت يارا عن بداية مغامرتها الفنية من خلال مشاركة متميزة في برنامج كأس النجوم في حلقة القديرة سعاد محمد ولم يُخيل لها يوماً أن الحياة ستكون منصفة الى درجة ان تجلس مع زاهي على الكرسي نفسه الذي استضاف عليه سعاد محمد.. .
يارا عبرت عن فرحتها بهذه المصادفة التي لاتحصل إلا لأصحاب الفن الحقيقي الراقي والذين لابد وأن تحملهم موهبتهم للجلوس أمام أشخاص مهمين مثل زاهي وهبي لا يحاورون إلا النجوم المبدعين في جميع المجالات.
بدت يارا لبقة ومتواضعة و استغلت كل فرصة ممكنة خلال اللقاء لتشكر أصحاب الفضل عليها الذين آمنوا بموهبتها كما شكرت جمهورها ومحبيها، وقالت عن نفسها بأنها مجرد فتاة عادية مثل أي فتاة إلا أنها مختلفة بنعمة الصوت التي وهبها اياها الله وسهل لها الفرص لتستغلها ووضع لها الأشخاص المناسبين ليأخذوا بيدها ويساندوها خلال هذه الرحلة الشاقة.. .
تساءل زاهي عن سر رومانسية يارا الفائضة في اختياراتها و أغانيها فقالت بأنها ربما تعود لشخصيتها الهادئة منذ الصغر ومحبتها للجلوس مع من هم أكبر منها سناً لتستفيد وتأخذ من خبراتهم و أفكارهم.. ووصفت طفولتها بالطفولة الجميلة والمختلفة بسبب اختلاف اهتماماتها منذ الصغر عن من هم في مثل سنها وقالت بأن والدتها كانت تصفها بالطفلة الأكبر من عمرها..
وعن خجلها الذي قال عنه زاهي بأنه شيء جميل لا يمكن إلا ملاحظته عند الجلوس مع يارا قالت بأنه شيء يرافقها منذ صغرها وبأنها وبسبب هذا الخجل لم تكن تحب أن تغني أمام أحد، بل تقف أمام المرآة وتلعب دور الفنانة وتغني.
وفي سياق الحديث ذكر زاهي وهبي سيمون أسمر فقالت عنه يارا بأنه شخص لا يعطي إلا الملاحظات المهمة التي في صالح الفنان ووصفت الفترة التي عملت فيها معه بنهر الفنون بأنها من أهم مراحل حياتها التي تعلمت منها واستفادت كونها كانت تحت جناح سيمون أسمرالذي لايقصر بالنصيحة المهمة و البناءة.. وقالت بأن أهم نصائحه لها كانت أن تهتم أكثر بالغناء للفنانة وردة ، كما كان ينصحها بأن تخفف من حركتها على المسرح وتركز أكثر على الغناء…
فاجأ المخرج سيمون أسمر يارا على الهواء مباشرة وكانت له مداخلة جميلة تحدّث فيها عن يارا قائلاً :” يارا مشت بخطى ثابتة ووصلت فقط بموهبتها دون الاستعانة باي شيء اخر.. يميزها صوتها الذي لديه شخصية خاصة به .. كل شخص لديه صوت لكن هي عندها شخصية بالصوت وشخصية بالحضور .. لم تلعب دور النجمة ولم تغيرها النجومية ولذلك هي ليست مزيفة وأصبحت نجمة بعدما خطت خطوات ثابتة وصعت سلم النجومية درجة درجة “
.
أيضاً كانت هناك مداخلة على شكل روبورتاج للملحن طارق أبو جودة مدير أعمال يارا وصاحب شركة T Music للانتاج الفني الذي آمن بموهبة يارا وراهن عليها وأخذ بيدها وكان بمثابة الأخ والصديق . كما أصبح الآن شريك يارا في شركة الانتاج الجديدة التي تنوي أن تنتج لنفسها من خلالها .. فيما ينوي طارق التوسع أكثر مستقبلاً للإنتاج لفنانين آخرين.. طارق قال في مداخلته ” اول لقاء جمعني بيارا كان بوجود سيمون اسمر.. غنت لي مقطعاً من أغنية “قال جاني بعد يومين” للمطربة سميرة سعيد فأُعجبت بصوتها ، ركزنا اكثر شيء على صوتها في البداية ومؤخراً أصبحت تأخذ دروساً في عزف البيانو .. يارا فنانة يميزها أكثر من قربها للقلب والناس اجتهادها.. ووصف العمل معها بالمريح وبأنها شخص يتقبل الملاحظة ولكن ليس أمام الناس .. وشكرها على ثقتها به.. وفي آخر الروبورتاج وعد يارا بمفاجأة في نهاية سنة 2010 وتنبأ بأنها ستُعجب كثير بهذه المفاجأة التي رفض أن يتحدث عن تفاصيلها..
سأل زاهي يارا عن شائعات الزواج التي طالتها هي وطارق فضحكت وقالت بأنها تعودت منذ البداية هي وطارق على سماع مثل هذا الكلام.. كما نفت أن يكون هناك أي خلاف بينها وبين طارق وتمنت له حياة سعيدة مع خطيبته التي ارتبط بها مؤخراً.. وردت على تساؤلات زاهي حول الزواج والعائلة بأنها فكرة مؤجلة حالياً بسبب كثرة انشغالاتها وعبرت عن محبتها للزواج والعائلة ولكنها تفضل التأجيل الآن لأنها تؤمن بأن العائلة تحتاج تفرغاً واهتماماً كبيرين.
وعن تعاونها مع أكثر من فنان وتكرارها لتجربة الدويتو، عبرت يارا عن سعادتها بهذه الأغاني المشتركة وقالت بأن أكثر ما يقنعها لتقديمها هو أهمية التعاونات الفنية والكلمة الجميلة واللحن .. ولم تعرب عن تخوفها من أي أغنية مشتركة بل على العكس قالت بأن جميع الأغاني المشتركة هي تجارب جميلة ورائعة وفي مصلحة الفنان لأن السبب الأساسي لهذه الأغاني المشتركة هو التعاون الفني وتبادل الخبرات..
وكان اللون الخليجي الموضوع الأبرز خلال الحلقة حيث تحدّثت يارا عن بدايتها مع الغناء باللهجة الخليجية من خلال تيتر مسلسل “صاحبة الامتياز” وبسبب محبة الناس لأدائها واتقانها للهجة توالت الأعمال الخليجية لتصبح يارا أكثر المتميزات فيها وأثنى الاعلامي زاهي وهبي على أدائها واحساسها العالي حين غنّت مقطعاً من أغنية “صدفة” .
وقالت يارا بأن الغناء بلهجات أخرى شيء جميل يزيد من جماهيرية الفنان ولكن بشرط أن يكون الأداء راقياً ومناسباً وصحيحاً وأن يعيش الفنان إحساس الأغنية واللون إلا أن الأولوية يجب أن تكون للهجة بلد الفنان..
وتوجهت بالشكر لكل من اعطاها فرصة الغناء للجمهور السعودي من خلال أوبريت “وحدة وطن” في مهرجان الجنادرية وعبرت عن فخرها بهذه التجربة واعتزازها بها كونها اللبنانية الوحيدة المشاركة.
تحدثت يارا مع زاهي عن أشياء أخرى على هامش الحلقة أبرزها كان انبهارها وشغفها لحضور حفل السيدة فيروز ولأول مرة واعتبرت يارا رؤيتها للسيدة فيروز بمثابة حلم تحقق بالفعل .. كما عبرت عن سعادتها بالتعاون المرتقب مع الأستاذ ملحم بركات وتحدّثت عن احتمال طرح الديو المؤجّل الذي جمعها بالفنان وائل كفوري في وقت لاحق.
و لم تنسى يارا الشاعر الياس ناصر الذي قالت عنه بأنه أبوها الروحي الذي رافقها منذ بدايتها الفنية وباتصال مباشر معه وصف ناصر يارا بأنها فنانة متميزة وصوتها راق لايشبه أحداً.. .
كما لم تنسى يارا ذكر زياد الرحباني الذي وصفت عشقها ومحبتها لفنه وتمنت أن تغنّي يوماً ما شيئاً من ابداعاته.
كما وعبرت عن شكرها لجان ماري رياشي الذي طالبها في مداخلة له خلال الحلقة بأن تستغل صوتها المهم والقوي لتقديم المسرح الغنائي الذي يفتقر لموهبة تشبهها..
يارا رفضت أن تفضل أي أغنية مشتركة او منفردة لها عن الأخرى وقالت بأن كل الأغاني قريبة إلى قلبها و أن كل أغنية تحمل إحساساً مختلفاً.. كما أكدت على اهتمامها بأن يكون صوتها فقط جواز دخولها لقلوب العالم ومسامعهم وقالت بأن تربيتها على أهم الأصوات وأرقى المشاعر والقيم على يدي والديها وعائلتها هو ما أكسبها هذه القناعة وهنا ذكّرها زاهي بإحدى تصريحاتها ” اذا ما كان صوتي بدو يوصلني ما بدّي أوصل”
غنّت يارا خلال الحلقة مقاطع من أغنيات للسيدة فيروز والسيدة ماجدة الرومي بالاضافة الى مقاطع من أغنياتها بمرافقة عازف البيانو.
في النهاية ، شكرت يارا جمهورها وفريق عمل برنامج البيت بيتك وتوجهت بالتحية لوالدتها الداعمة الكبرى لها.. كما أنها لم تنسى والدها الذي فارق الحياة من فترة ليست ببعيدة ولمعت الدموع في عينها وهي تتحدث عن مدى محبتهما لبعضهما وأنها عاجزة عن التعبير لمدى اشتياقها له بالكلام.. كما قالت بأن افتقادها له زادها قوة وصلابة واتكالاً على نفسها