رأي خاص- الى نجوم لبنان… لمَ لا تبادروا الى إسعاد شعبكم في الاعياد؟
باتريسيا هاشم: يعيش لبنان منذ اكثر من سنتين كابوساً لم يستفق منه بعد ولعل اللبنانيون لم يستوعبوا بعد انه ليس كابوساً بالفعل انما حقيقة مُرّة علقُميّة المذاق حدّ عدم تصديقها او استيعابها بأي شكل من الاشكال….
نام اللبنانيون بكرامة واستفاقوا مسلوبي الكرامة حيث جرّدتهم منظومة الفساد في البلاد من كل شيء حتى الكرامة حيث بات اللبناني المتعثّر بعيشه يتمنى الهجرة او الموت على العيش بالذل في وطن سرقه حكّامه ونهبوه…
وبعيداً عن التفاصيل التي حفظها العالم عن ظهر قلب بعدما اصبحت اخبار “فاسدينا” على كل لسان وشاشة، حمل نجوم لبنان الوطن الى كل العالم محاولين انقاذ بعضاً من جمال صورته وحُسن سمعته.حملوه في حفلاتهم، في تكريماتهم، في مسلسلاتهم، في اشعارهم والحانهم، في افلامهم، في ازيائهم وفي كل اشكال الجمال واصرّوا على ان يملأوا الدنيا ويشغلوها بنجاحاتهم وابداعاتهم…
احتلوا الشاشات والمسارح العربية غناءاً او تقديماً او عزفاً او اخراجاً وتمثيلاً او اشرافاً وتنفيذاً فتحولوا جميعاً الى صورة بديلة جميلة وراقية عن لبنان الذي عشقه الاشقاء العرب، تحولوا الى وطن بديل عظيم عن وطن شوهه الفاسدون وهشّموا ما يمثّل من حضارة وثقافة حياة وابداع.لكل هؤلاء نقول شكراً لأنكم كنتم المرآة التي تعكس اروع الاشياء في بلد خسر كل روعته بسبب زمرة حكّام انانيين وضيعين وأثبتم بالفعل المقولة التي تقول ان الفن يصلح دائماً ما تفسده السياسة.
وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي المتهاوي في البلاد ورغبة معظم نجوم الغناء في التوقيع على حفلات خارج لبنان لأجل كسب المال بهدف الاستمرار والتقدّم من حيث توقفوا في بلدهم، وهذا شيء نستوعبه ونتفهمه، الا اننا كنا نتمنى ان يجتمع النجوم الذين فرقتهم ازمة لبنان، ان يجتمعوا على حب شعبهم المغلوب على أمره والعاجز، فهذا الشعب-الضحية يستحق لفتة انسانية من نجومهم الذين دعمهم دائماً واوصلهم الى ما هم عليه اليوم.
هذا الشعب يستحق لفتة عظيمة من نجومهم العظيمين في زمن الاعياد التي فقدت بهرجتها وبريقها منذ سنوات وكنت اتمنى ان يبادر نجومنا الى وقفة تضامنية مع هذا الشعب المظلوم في الاعياد لاجل اضفاء لمسة فرح على حياتهم التعيسة من خلال تنظيم حفل جماعي مجاني في الاعياد، حفل على مستوى الوطن فنرفع معاً شعار الحياة على الرغم من كل أشكال الموت التي فُرضت على الشعب اللبناني…
لماذا لا تبادروا الى اقامة حفل في وسط بيروت الجريحة في موعد لا يتعارض مع اجندة حفلاتكم خارج لبنان كالحفلات التي كانت تنظم في السابق في بيروت فتأكدون للعالم ان شعبكم لم يمت ولن يموت وانه صامد في وجه اعداء الفرح في هذا الوطن الجريح؟ بادروا يا سادة فالاوطان في هكذا أزمات تحتاجكم اكثر من اي وقت مضى متضامنين ومضحّين، وشعبكم اكثر من اي وقت مضى يحتاجكم لتبلسموا جراحه وتأخذوا بيده وتلامسوا قلبه النازف قهراً وغضباً، فلا يشعر انكم تخليتم عنه ايضاً كما فعل سياسيوه؟ نحن نعيش مرحلة حرجة جداً في لبنان وانتم مطالبون اليوم بضخ الحياة في شرايين لبنان المتصلبة هو الذي لم يبخل عليكم يوماً بدعمه وحبه فلمَ لا تكونوا فرسان أمل وفرح وتعيدوا البريق الى مدينة فقدت كل شيء في انفجار هزّ العالم بأسره؟
المرء عند الامتحان يكرم او يهان، وفي امتحان الاوطان علينا ان تكون متضامنين ومتماسكين لأننا وارضنا والحق…اكثرية!