بين طوني وطوني ….نار وبارود
أقل ما يقال في حلقة البارحة من “وبيحلى السهر ” على محطة الجرس مع الاعلامي طوني خليفة انها كانت نارية، لا وبل مشتعلة ومتأججة بالاخبار والاعترافات…
والواضح ان الاعلامي الكبير طوني خليفة يتعرّض من وجهة نظره للاضطهاد من قبل عدد كبير من الاعلامين الزملاء والفنّانين. وبحسب قوله ان له اكبر عدد من الاعداء في الوسط. الا انني شخصياً أستغرب هذا القول لا وبل ألوم طوني على هذا الاعتراف الذي خرج به الى العلن وهذه ليست المرّة الاولى ولعل الزميل خليفة قصد ان له منافسين كثر وهذا طبيعي ومنطقي بحكم النجاح الكبير الذي يلاقيه برنامجه، فكلمة أعداء ربما مبالغ فيها بعض الشيء، لا اتصور ان كل الاسماء التي ذكرها في سياق الحلقة تضمر له الشرّ ام تكن له الحقد والحسد والضغينة…
المنافسة الشريفة في الاعلام أمر بديهي ومسموح، الا انها حين تتطور الى أحقاد تصبح غير مشرّفة للإعلام وللبنان. فكل اعلامي يحصد نصيبه من النجاح بحسب ما يقدّم للجمهور والساحة تتسع للجميع… وربما لاني حديثة العهد في هذا المجال، اجهل ما تخفيه هذه الساحة من مضاربات وأحقاد لا اتمنى الغوص بها ولست هنا اليوم لأحكم على طوني خليفة ام سواه، الا انني أشدد على دعوتي المتواضعة للسلام والمحبّة بين الزملاء الاعلاميين فان كانت هذه الحال المتأزّمة بينهم حقيقة وواقع ….فعلى الاعلام السلام!!
لكل اعلامي أسلوبه وشخصيته ولا احد يستطيع الغاء الاخر ان شاء أحدهم ذلك ام ابى، ويبقى الحكم النهائي للجمهور المتابع لبرامجهم. وبحسب رأيي المتواضع، ليس هناك من اعلامي أول وافضل بل هناك برنامج ناجح وأول ..
ربما تعرّض الاعلامي طوني خليفة للظلم من قبل “المؤسسة اللبنانية للارسال”، الا ان عتبه بالأمس على القيّمين عليها وبعض الاعلاميين الرائدين فيها كان مبالغاً فيه ووصل الى حدّ الاهانة والتحقير…
لم يسلم الاستاذ سيمون أسمر ولا الاعلامي طوني بارود ولا المخرج طوني قهوجي من لسان طوني خليفة بالامس ولو انه كان محقاً في عتبه عليهم في بعض النقاط الا انه لم ينصفهم في نقاط أخرى واللهجة القاسية كانت جد مستفزّة ولعل الفرق بين المصراحة والصراحة من جهة وبين الاستفزاز والاهانة من جهة أخرى شعرة صغيرة جداً ولسان الاعلامي الكبير طوني خليفة في بعض الاحيان مؤذٍ ومؤذٍ جداً وان كنت أفهمه وأتفهّم سبب تحامله على الآخرين وأشعر بأوجاعه الا انني لا أعذره على الانتقاص من أهميّة الآخرين ونجاحاتهم..
برنامج للنشر من أهم البرامج التي عرضت على الشاشة الصغيرة هذا الموسم ، واني لا أوافق كل الصحافيين الذين اعتبروه فضائحياً بل أجده متكاملاً يعرض ويناقش كل الاحداث الحاصلة في البلاد والتي تكون حديث الساعة. فيسبق طوني خليفة الجميع الى نشرها ومعالجتها وتسليط الضوء عليها. وما ساهم في انجاح البرنامج، كان طوني خليفة نفسه المثقّف والمتمكّن الذي تميّز بصراحته المطلقة التي لا تعرف الزيف وتمسيح الجوخ، والناس تقدّر ذلك كثيراً، وتحترمه كثيراً. الا ان محاولة الغاء الآخر بسبب بعض المآخذ والملاحظات والمواقف غير مسموح. ومن هنا ألوم طوني خليفة على حلقة الامس مع الزميل شادي خليفة، حيث لم يسلم أحد من نقده ولعلّ الجميع اعتبر ان طوني لم يكن موضوعياً في حكمه عليهم، بل ان هناك أحقاد مبيّتة لم يتمكن طوني من تخطّيها رغم كل النجاح الذي حقّقه خارج المؤسسة اللبنانية للارسال ، هو الاعلامي المتفوّق معها ام بدونها…
طوني خليفة ، انت لا تعرفني ولا تربط بيننا صداقة ولا معرفة سابقة ولكن أرجوك ان تتقبلها مني ، انسى ما آلمك خلال السنوات الماضية ، انسى الغدر والتهميش ومحاولات الالغاء التي تحدّثت عنها، لا تنظر خلفك ، لا تراقب زملاءك ، لا تأبه لأحد بل افرح واحتفل بنجاحاتك وصفّق لها ان شئت وابحث عن مادة جديدة تظهر أكثر وأكثر امكانات طوني خليفة الكامنة وراء هذه الشخصية الفذّة ولينجح من ينجح وليفشل من يفشل …
وهنا اذكر جملة قالها البطل اللبناني مكسيم شعيا في اعلانه الاخير: ” من كان هدفه القمة، فالباقي تفاصيل…”