إختفت كارول سماحة منذ فترة، ويجري حالياً البحث عنها

أين كارول سماحه؟
بداية لا بد لي أن أوضح حقيقة أني لست صحافيـّــاً، ولا أعيـّـن نفسي ناقداً فنياً ولا أدعي ملكية شركة إحصائات تثبت نجاح وتألق هذا النجم وتحكم على ذاك بالأفول.
أنا مستمع متمعّن ومراقب جيد.

إعتدت على كارول سماحه أن تكون الرقم الصعب في الزمن السهل، عرفتها تتحدى في فنها الإسفاف بالأناقة والأصالة، أخذتني في جولة طويلة بعمق صوتها الى نجوم لم اعرف يوماً أنها ساطعة وبراقه بهذا القدر.
عرفت كارول سماحه، فنانة شاملة، تتقن الفن الإستعراضي برقيـّــه، تجيد التمثيل وتتمايل بإحتراف عـالٍ في زمن بات فيه الإغراء سيد الموقف.

وللتوضيح، عندما أستعمل عبارة “عرفت” لا أعني فيها المعرفة الشخصية وإنما القيمة الفنية التي جهدت كارول سماحه في تقديمها.

رأيت هذه الشابة ترسم خطاً مغايراً، تمشي عكس التيار، تصارع بحماس شديد لتثبت وجهة نظرها.
ولكن … ماذا حدث بعد ذلك؟
لماذا جرفها تيار اليوم بعدمت تحدّتـه فعرفت كيف تثبت موقعها وبجدارة.

بين الحلم وأضواء الشهرة مشوار طويل….
حققت كارول الحلم وسرقت الأضواء، فسحبت بساط الشهرة من فنانات كثيرات سعين لتقليدها. كانت كل أغنية تقدمها بمثابة قصة روائية تمتاز بعمق التعبير وانسياب الألحان وعظمة الصوت الحريريّ.
فأين أنت يا كارول اليوم ممّــا كنت عليه؟
لماذا لا تثورين على ما تقدمين؟
ولماذا ترضين لنفسك أن تكوني كمعظم النجمات؟ أذكري جيداً أن إسمك “لا”

عندما سمعت ان كارول تحضر لأغنية بعنوان “ليلي ليل” مع الجيبسي مان ماريو رايس انتابني شعور بالحماس كأنني معني مباشرة بهذا العمل، لكني لم ألبث أن فقدت حماسي حين سمعت الأغنية وشاهدتها مصوّرة.
هي أغنية تليق بكثير من نجمات هذا الجيل (مع احترامي لفنهن) وذلك بسبب سهولة كلماتها ولحنها، ولكنها لا تليق بأي شكل من الأشكال يمشروع عملاقة في الفن والطرب. ولأصدق القول، لا أعتقد أن هذه الأغنية قدمت إضافة لتاريخ كارول سماحه، فمن حيث الكلمات لم تقدم أي جديد أو حتى مضمون، وكأني بها إصطفاف لحروف وكلمات لتتلاءم مع نغمة غجرية اعتادات الأذن على سماعها.
أما لجهة الأداء فيبدو أن فنانتنا استخفت بدورها بهذه الأغنية، فجاء صوتها خالياً من النشاذ، محترماً للطبقات ولكن يخلو من العمق والإنسجام الحقيقي الذي اعتدنا عليه.

هي أغنية خفيفة وسهلة، لكن جميلة.
ربما تلاقي الإنتشار وأنا أكيد من ذلك، ومن تحقيقها أرقاماً قياسية من حيث المبيعات وإحتلالها للمراتب الأولى.
ولكن، هل تعمّــر؟!
هل هي أغنية للأجيال القادمة؟
هل هي بمستوى “تطلع فيي” و”أضواء الشهرة” و”صباح الألف الثالث” الذي تنسمنا فيه تفاؤلاً حين صدح صوت كارول مضيئاً سماءه؟
لا أعتقد ذلك.

أغتنم هذه الفرصة لأوجه نداء من القلب والعقل الى فنانة عشقت فنها واطربتني حتى ثمالة الروح:
“كارول … عودي الى أصالتك … إلى ما اعتدت على تقديمه في بداياتك … انه واجب عليك أن تعيدي لنا ما سلبته منـا …
أين كاول سماحه التي عرفناها ؟ … أعيديها لنـا … “

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com