نجوى كرم الملكة المتوجة

ابكتني و اضحكتني، و اطربتني و ادخلتني دائرة المقربين عندما اخبرتني اسرارها، و تنقلت كالفراشة على مسرح برنامج “اخر من يعلم” و كأن الطاقة الايجابية المنبعثة من حضور نادي معجبيها التصوير، اعطتها الثقة المطلقة لتكون الملكة المتوجة في تلك الحلقة التي ابدعت فيها غناء و مشاعر و حضورا و صراحة و خفة ظل.
ابكتني حين بكت ذكرى عصام زغيب، الاخ الروحي و الشاعر الذي كتب احساسها حتى حين اخفته و لا زالت تناديه اليوم لتكتب من روحه!
اضحكتني في ردود فعلها خفيفة الظل “كونها اخر من يعلم”، و لانها ضحكت كثيرا من قلبها.
و اعجبتني صراحتها في حديثها عن الموسيقار ملحم بركات قالت دخلت التاريخ مجرد ان غنيت له، لكن لا انسجام فني بينهما. هذا ما اكدته. قالت انا اريد منه لحنا شعبيا و هو يريدني في الطربي.
و اعجبتني اكثر حين اكدت انها الناقد الاول و الاصعب و الازعج لاعمالها، و اغنياتها الناجحة كلها هي الاغنيات التي كان لها فيها الناقة و الجمل، بما حمل!
و اعجبني اكثر و اكثر وفاءها للمعلمين الاوائل و لرفاق الدرب و لحلفاء اروى انطوان الشعك الذي اسمته نبضي على المسرح و جورج مرديروسيان الذي قالت له “ابوس روحك”.
و ردا على الاتهامات بالجرأة غير المعتادة حين غنت “الليل بيستر لعيوب”، انتصرت نجوى للحب تيمنا ب “هذه ليلتي” و “اسقني و اشرب على اطلاله” و “لما عالباب يا حبيبي منتودع و بيكون الضو بعدو شي عم يطلع”! نعم لم يلم احدا السيدة ام كلثوم و السيدة فيروز على جرأتهما، التي كانت موضع لوم كبير في زمنهما الفني، و لكن.. النصرة دائما للفن و الحب.
نجوى التي ولدت و ولد “رزقها معها” ، كانت بطلة رياضية قبل ان تكون شمس الغنية، اللقب الذي تحاداها الراحل عصام زغيب ان تجد احلى منه اكد لها انه سيلتصق بها للابد و هذا ما حصل فعلا.
و الغصة في قلبها لامست قلبنا ايضا لان نجوى التي وقفت على كل مسارح العالم محققة احلاما راودتها الا حلم العمر، الذي يبقيها متوهجة فنيا، حلم الوقوف على مدارج بعبلك شرط ان يعامل المطرب اللبناني الذي يستحق هذا الشرف مثل ما تعامل لجنة المهرجان المطرب الغربي، و مهما قدم المهرجان من ليالي “فان الليلة اللبنانية تظل ناقصة”.
في تلك الحلقة غنت فابدعت، تحدثت فسحرت و كانت عند حسن ظن جمهورها الذي عشق فيها الشاعرة “الخطيرة” و صاحبة المواقف و المبادئ و المحافظة على صداقاتها منذ الطفولة.
نجوى كرم انت الملكة المتوجة