خاص- وسام صبّاغ يفتح قلبه لبصراحة: لهذا السبب ارتجف قلبي
وسام صباغ، ممثل ومذيع لبناني، اشتهر بأداء الشخصيات الكوميدية، حاصل على دبلوم في التعليم العالي وعلى درجة البكالوريوس في كلية إدارة الأعمال. درس الإخراج والتمثيل في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، حاصل على ماجستير في الإخراج، دخل مجال التلفزيون وهو طالب، في رصيده عشرات الأعمال ما بين المسلسلات والسينما والمسرح وتقديم البرامج.
وسام صبّاغ، الذي أطل في رمضان 2021 بشخصية “محمود” في مسلسل “للموت”، أطل عبر موقع “بصراحة” بمقابلة شيقة.
س: بَرَعتَ في كل الأدوار التي قدمتها من التراجيديا الى الكوميديا. وصعدت السلم درجة درجة حتى وصلت إلى دور “محمود” الذي لامست فيه قلوب الجميع، اولا ما هي العوامل التي دفعتك لقبول الدور؟
ج: لمست من خلال هذ الدور والنص للمبدعة نادين جابر، ان هناك قضية نعيشها كلنا في بلادنا العربية وهذه الشريحة من الناس “المتروكة بلا سند”. ومحمود يمثّل الشباب العربي واللبناني الذين يعانون من البطالة، والذي كان يتحدث مباشرة عن هواجس الناس خاصة حواره مع المحقق، وكلماته تركت بصمة عند الناس.
س: حدثنا قليلاً كيف استطعت نقل شخصية محمود من الورق الى موقع التصوير؟
ج: كنت ضيف شرف في المسلسل لذا اردت أن يترك الدور إنطباعًا كبيرًا وألا يمر مرور الكرام وان يترك بصمة عند الناس، فخلال التصوير ركزت قصيرًا على شخصية محمود والرسالة التي أراد أن يوصلها، اضافة الى عين المخرج فيليب أسمر والتي دائمًا ما تكون الى جانبك لتبرز الشخصية أكثر وتجعلك تظهر بأجمل طريقة.
س: لو عُرض عليك الدور قبل أزمة لبنان حاليًا هل كنت أديته بنفس الإحساس؟
ج: أكيد، لا يمكن ان اقبل دورًا ما لم أشعر به لأن اهم قاعدة في التمثيل ان لا تمثّل بل ان تعيش اللحظة ليصدقك الناس، ومن المؤكد ان الأزمة التي عشناها أعطتني شحناً إضافياً لأقدّم الدور بطريقة أفضل وبإحساس أقوى.
س: توفي والدك منذ فترة ومحمود بالمسلسل نراه خائفاً من أن يخسر والده وهذا ما جعلك تتذكر والدك، فكيف كان تأثير هذا الموضوع عليك اثناء تصوير المشهد؟
ج: عندما استلمت الورق لقراءة شخصية محمود ارتجف قلبي وخاصة ان هذا الإسم هو إسم والدي الحقيقي فشعرت ان هذه إشارة منه ليبارك عملي. في البداية أحسست بالفرح ومع قراءة النص أحسست أن العمل سيخلّد ذكرى والدي، لقد تعبت كثيرًا خلال العمل وأشعر انه دائمًا موجود الى جانبي، كما أن شخصية “أبو شفيق” تقمصت من خلالها شخصية والدي.
س: استطاعت شخصية محمود أن تدخل الى قلب الجميع واداؤك كان بارعًا، الى أي مدى هذا الدور شكّل فارقًا بمهنتك التمثيلية على الرغم من عشرات الاعمال التي لعبتها من قبل؟
ج: الممثل هو نتيجة تجارب في الحياة. كلما كبرت تجاربه وظروفه كلما طوّر أداءه فهذه هي الخبرة، لذا كل شيء إختلف الآن وخاصة هذه السنة بعد تجربة خسارة أهلي، فخلال المشهد كنت أرى أبي وأمي أمامي من خلال الممثلة ختام اللحام والممثل علي الزين.
س: إسمك بشارة المسلسل كانت تحت خانة “ضيف المسلسل” هل هذا الموضوع مهم بالنسبة لوسام صباغ؟
ج: عادة هذا الشق معنوي وهو جزء من مهنتنا ونهتم به لأنه نتيجة مسيرة وتعب وجهد سنوات، يترجم بطريقة إبرازك على الشارة، بالنسبة لي يأخذ أهمية ولكنه لا يشكل لي هاجسًا أو اولوية، لكنه جزء من هذه المهنة، وكل ما أطلبه أن أكون مرتاحًا بما يخص هذا الموضوع ولكنه لا يشكل عقدة بالنسبة لي.
س: إلى أي مدى هذا الدور أنضجك فنياً، خاصة ان مشاهد عديدة جمعتك مع كبار نجوم التمثيل أمثال احمد الزين، علي الزين، رندى كعدي، ختام اللحام اضافة الى باقي الابطال؟
ج: إكتسبت الكثير في هذا الدور. وقد غردت عبر حسابي على تويتر عن الاستاذ احمد الزين الممثل القدير الذي يتمتع بأخلاق عالية إبن البلد الذي تعلمت منه الكثير. الأسماء المذكورة هم نجوم بالفطرة وهذا ما ظهر بوضوح اثناء تجسيدهم لأدوارهم، هذه الأسماء تعلمت منها الكثير وعلينا تكريم ممثلينا وإعطائهم حقهم.
س: نجحت بالكوميديا وخاصة بتأدية شخصية “أبو شفيق البيروتي”، لكن ظهرت بنفس الشخصية خلال شهر رمضان الفائت على شاشة مختلفة عن شاشة OTV التي انطلق عبر قناتها البرنامج، هل بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها القنوات أو هناك من خلاف؟
ج: أبدًا ليس هناك من خلاف بيني وبين شاشة OTV فهي عائلتي الثانية، وأنا عملت معها لمدة عشر سنوات، لكن منذ أكثر من سنة واجهت كل المحطات التلفزيونية مشاكل مادية ما منعهم من الإنتاج. “وابو شفيق” شخصية تخصني انا شخصيًا ويمكنني أن أطل بها عبر أي محطة اختارها وتم التواصل معي من خلال صوت بيروت إنترناشيونال وبعد عرض الحلقة الأولى تم التعاقد مع شاشة Mtv ليطل البرنامج عبر قناتها ايضاً.
س: هل من الممكن أن نراك من جديد على شاشة otv؟
ج: طبعا لا شيء يمنع هذا الظهور.
س: يُقال ان الأداء الكوميدي أصعب بكثير من الأداء التراجيدي صحيح؟
ج: طبعًا، المواهب الكوميدية على صعيد العالم هي مواهب نادرة وهي موهبة إضافية يعطيها الله للممثل، فليس بالسهولة ان تكون خفيف الظل وتُضحك المُشاهد الذي هو بحاجة ليضحك، الكوميديا هي موهبة ونعمة إضافية عند الممثل وأي ممثل كوميدي حقيقي عندما يلعب تراجيديا او دراما يصدم المشاهد لأنه يلعبها بإحساس عالٍ وهذا ما رأيناه مع كبار الكوميديا وعظمائها.
س: نادراً ما نجد ممثل كوميدياً لديه الشهرة التي يأخدها الممثل التراجيدي، هل هذا ما جعلك مؤخرًا تتجه للتمثيل التراجيدي وبعيدًا عن منظومة التنويع وإثبات الذات، هل الشهرة سبب لهذا الشيء؟
ج: لم تكن الشهرة هي الهدف، انا تعلمت وما زلت وهدفي كممثل أن اطوّر مهنتي ونفسي وأن لا اكون مسجونًا في الكوميديا، لكنني إنسان عنيد وإرادتي جعلتني أكتشف عن هذه الموهبة ونجحت بدليل تعليقات المشاهدين وحبهم لأدواري التراجيدية.
س: تميزت بدور “سليم” شخصية شريرة وانتهازية بمسلسل “هند خانم”، ودورك كان بطولة مع ورد الخال لأي مدى هذا الدور شكّل فارقًًا بمسيرتك؟
ج: قدّمت شخصيّة “سليم” في مسلسل “هند خانم” من إنتاج مروى غروب، وهي شخصيّة شريرة، كنت دقيقاً جدًا بإيصال الدور والحمدالله كانت الأصداء إيجابية والناس كرهت سليم وهذا الهدف، والمهم في التراجيديا أن تتنقل في أدوارك وأن لا تكرر الشخصيات.
س: نراك دائمًا بأدوار مع شركتي ايغل فيلمز أو مروى غروب، ما سر هذا التعاون المستمر بينكم؟
ج: قدمت دورًا أيضًا مع شركة الصبّاح وأنا فخور بالعمل مع شركات كبيرة تجتهد لتحسين الدراما وفخور بكل هذه الشركات وأيضًا مروى غروب الشركة التي إنطلقت مسيرتي معها.
س: هل فكرت بالهجرة من لبنان بعد هذه الاوضاع خصوصًا انت زوج وأب ومسؤول عن عائلتك؟
ج: ليست سهلة ابدًا الهجرة، على الرغم من أنني دائمًا ما أقول أنه يجب ان نفكر بأولادنا ولكن علينا ان نفكر أيضًا بأنفسنا، انا إنسان ما زلت بمرحلة عمرية تخولني أن أعطي كثيرًا وأنجح أكثر، إلى اين سأذهب إذا هاجرت؟ ماذا سأعمل؟ أنا مهنتي أسستها منذ سنوات لا اريد ان أرميها وأرحل، يجب أن أصمد قليلاً كما غيري.
س: كنا نرى ابنك بأدوار تمثيلية لكن حاليًا هو غائب. هل اتخذت القرار بإبعاده عن التمثيل لإن “ما بطعمي خبز ” كما يقول كثيرون؟
ج: ابني ابتعد لسببين أولا عدم الإستقرار الذي نعيشه في مهنتنا وهو شاب وتنتظره حياة ومسؤوليات، أما السبب الثاتي لأنه علمياً ممتاز لذا نصحته أن يدرس مهنة أخرى طالما يحب طب الأسنان وفي حال أحب في يوم من الأيام أن يعود الى مهنة التمثيل فإن موهبته موجودة.
س: كيف ترى وضع الممثل اللبناني بهذه الأيام، هل أصبح اسمه منتشرًا أكثر على مستوى العالم العربي؟
ج: أكيد. والدليل هذه السنة بالتحديد كل الممثلين اللبنانيين قدموا أعمالاً رائعة، الدراما اللبنانية تطورت وأصبحت جاهزة ليتم تسويقها وعلينا ان نتطور أكثر ونطور مواضيعنا وقصصنا وأعمالنا لتكون قريبة من الناس أكثر. والاصداء التي حصدها الممثل اللبناني في رمضان “بتكبّر القلب”.