متابعة- ريم على شفير الموت، كارما على شفير الغيرة وسحر على شفير الغرام.. وتسألون لمَ نجح مسلسل للموت؟
يمكن اعتبار الحلقة ١٨ من مسلسل “للموت٣” بمثابة نقطة تحوّل وتقييم لأداء الممثلين الاساسيين فس المسلسل وكأنهم يخضعون لتجربة اداء علنية امام الملايين ولعله الاختبار الاصعب والانجح على الاطلاق، حيث سيخرج جميع المتبارين منه فائزين ومنتصرين وليس اي فوز على الاطلاق، انما ظفر درامي بأعلى درجات الابداع.
فقد شهدت الحلقة ١٨ على مواجهات بالجملة ولم تكن مواجهات عادية ابداً انما قصة حياة او موت لمواهب تمثيلية جبّارة تجلت بأداء كل من وسام صباغ، ورد الخال، دانييلا رحمة، مهيار خضور، ماغي ابو غصن ويامن الحجلي.
زحمة اثبات الوجود تجلّت بأبهى حللها ولعلها جواب عابر للشاشات وللناس الذين شككوا بقدرة هذا الموسم على احداث الدهشة واذهال المشاهدين، وندين جابر التي لم تقل كلمتها النهائية بعد، انتظرت لحظتها الحاسمة لتوجيه الضربة الفنية القاضية، فشكّلت مع المخرج فيليب اسمر ثنائية المفاجآت.
وفي التفاصيل شهدت الحلقة ١٨ على احداث متسارعة تمثّلت بتواجد محمود (وسام صباغ) في السجن بعدما اوسع امين (فادي ابي سمرا)ضرباً وكان الحوار مع محاميته لميس (ريان الحركة) عابراً لكل مشاعر التعاطف والانتصار للكبرياء والكرامة.
في المقلب الآخر، كارما (ورد الخال) الحاقدة على ريم (دانييلا رحمة) بسبب معرفتها بعلاقتها بلؤي (مهيار خضور) تنصب لها فخاً وتجبرها على بلع “البالونات” وهي اكياس معبأة بحبوب المخدرات من اجل نقلها الى خارج البلاد فيتدخّل لؤي الذي وصل الى المكان كالمجنون ويساعد ريم على استخراجها بعدما هددتها كارما بفيديو جريمة القتل الذي بحوزتها، الا انه يتبين انه كان اختباراً للؤي الذي هبّ لانقاذ ريم، ما افقد كرما صوابها عندما تأكّدت من حبه لريم وانها ليست مجرد علاقة عابرة كسابقاتها. مواجهة كارما ولؤي تعتبر الاقوى منذ بداية الموسم الجديد حيث تجلّت ورد الخال وابدعت في اداء دور المرأة العاشقة، المقهورة والخاسرة لدرجة ان ترفع المسدس في وجه لؤي الذي توسلها انهاء حياته بعد الحقيقة القاسية التي اكتشفها وهي ان ابن كارما المقتول كان ابنه.
من ناحية اخرى لم يتأخر جواد (يامن الحجلي) بالاعتراف بحبه لسحر بعدما تأكّد ان شيئا لم يحصل بينها وبين والده وانها غادرت المطعم بعد عشر دقائق فقط من لقائه ففاجأها في منزلها، معبّراً عن غيرته عليها، إلا ان سحر رفضت عرضه مدّعية انها تشفق فقط على حاله بمحاولة قاسية منها للجم مشاعرها الا ان جواد خرج مكسوراً من منزل سحر والدموع تملأ عينيه في اداء تمثيلي حقيقي مدهش ومؤثّر.
من يسأل لما نجح مسلسل للموت الى هذه الدرجة ننصحه بمشاهدة الحلقة ١٨. وان استمرت الحلقات بهذه الوتيرة الابداعية التصاعدية فنتوقع finale ممهِّدة لموسم رابع لن نرضى ان تتنازل شركة الانتاج عنه فقط لأن بعض الاصوات النشاز تطالب بذلك لغاية بنفس المنافسين.
فنفس هؤلاء الاشخاص المعترضين جلسوا يشاهدون المسلسل التركي “مرارة الحب” لأربع سنوات متتالية وهم انفسهم الذين يشاهدون “التفاح الحرام” الذي يُعرض جزؤه السادس حالياً في تركيا او هم انفسهم الذين يشاهدون اهمّ المسلسلات على منصة “نتفلكس” التي تخطى بعضها الاجزاء الستة منذ زمن بعيد.
اذًا من المبكر جداً حسم هذا الامر والتلهي بافتراضات خاوية وتفويت اجمل ما يحصل على الشاشة في هذا الجزء، الا انه يمكننا ان نعترف ان سحر مسلسل للموت مستمر وانه متمسك بأسرار نجاحه التي ان قررنا تعدادها لا ننتهي…فهي خلطة سحر من ضمنها القصة الممتعة والممثلين العباقرة والانتاج المذهل والاخراج العظيم.
احياناً تفرض بعض الاعمال نفسها علينا فترانا نتورط بها حدّ الرغبة بالدفاع حتى عن عيوبها، فكيف ان كان عملاً يحتل المراتب الاولى في كل دول العالم؟ فأقله ان ننحاز له ولصناعه والمشاركين فيه ولعلنا لا نبالغ ان اعتبرناه حالة خاصة جداً، حالة درامية نادرة اجتمعت فيها كل مقومات النجاح. النجاح بمقاييس مَن؟ بمقاييس اعلى درجات الحماس الذي يتملّك الجمهور في انتظار كل حلقة جديدة.