خاص- الباشا بجزئه الثالث يترك بصمة مختلفة رغم احتدام المنافسة
عمل جديد يُحَضَر، يُكتَب وتُرسَم خُطوطه الإخراجية تمهيداً له للمنافسة في الشهر الفضيل، خطورة نجاحه من فشله تبقى متوازية الى حين انطلاق العرض. لكن ان تأتي بعمل سبق وعُرِضَ ونَجَح وتألَّق وحَظِي بأعلى أرقام المشاهدة، وإعطائه فُرصَة جديدة بجزء جديد ضمن أحداثٍ جديدة هي المخاطرة الأكبر.
هذا ما حصل مع المنتج مروان حداد صاحب شركة “مروى غروب”، باشا الإنتاج اللبناني وكاشف أسرارَه ومالِك مفاتيحَه، وهذا ما أثبته مِراراً وتِكراراً وخصوصًا مع مسلسل “الباشا” الذي حقق أرقامًا فاقت كل التوقعات في جزئه الاول، إضافة الى التفاعل الكبير الذي حصده العمل جعل منه علامة فارقة، فما كان من المنتج مروان حداد إلا تلبية طلب الجمهور، وانطلقت شركة الإنتاج بالتحضير للجزء الثاني من المسلسل الذي فرض نفسه على الساحة الدرامية وليس بأي وقت لا بل في وقت الذروة فكان واحدًا من أشرس المنافسين لدراما رمضان 2019.
اليوم، ها هو عراب الدراما مروان حداد يخاطر ويراهن من جديد بجزء ثالث من الباشا الذي يحقق أصداءً إيجابية وتفاعلاً لافتاً مع بدء عرضه خلال شهر رمضان، خاصة بعدما لفت الجمهور المستوى الفني والتقني والاخراجي للمسلسل اضافة الى وجوه جديدة من أبرز الممثلين اللبنانيين الذي أنضموا الى العمل ضمن شخصيات جديدة واحداث مشوقة.
عملت الشركة وطاقم العمل على التخطيط الجيّد له بما يشبه ورشة عمل، حيث طرح فيها أفكاراً جديدة، كي يكون للجزء الثالث نكهة خاصة ولمسة اضافية في عالم الدراما المشتركة.
وتدور أحداث الجزء الثالث في شتاء عام 1920 في بداية الاحتلال الفرنسي لمدينة بيروت، بأحداث مشوّقة، ولعل قصة سيناريو وحوار للكاتب مروان قاووق، وإخراج مكرم الريس، أعطيا هذا الجزء طابعًا مختلفًا ونفسًا جديدًا وما زاد من تألق الجزء الثالث اضافة الى الباشا رشيد عساف الذي يُقدم أهم ادواره في مسيرته الفنية، هناك نخبة من الممثلين الذين يؤدون أدوارهم بتماسك وتميّز واحتراف نذكر منهم: مازن معضم، رين أشقر، وجيه صقر، آن ماري سلامة، وسام سعد (ابو طلال)، فادي الرفاعي، مارسيل جبور، إضافة الى مجموعة كبيرة من الممثلين يفوق عددهم الـ 80 ممثلاً.
كما كان لافتاً الموقع الجميل الذي تم اختياره لتصوير المسلسل حيث لا زالت الكاميرات تعمل لاستكمال التصوير في خان الفرنج في صيدا. ويعود بناء الخان إلى سنة 1610م في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني. وهو واحد من أهم المعالم المعمارية في مدينة صيدا، ومن أجمل الخانات الموجودة في الشرق. أما مواقع التصوير الباقية في مسلسل “الباشا” تمت في بلدة حصارات – عمشيت.
ولا بد من تسليط الضوء على الثياب والأكسسوارات وكل التفاصيل التي تعود الى حقبة الانتداب الفرنسي. إنه عمل درامي كامل متكامل من أصغر التفاصيل الى أكبرها وهذا ليس بجديد على المنتج مروان حداد الذي يعمل دائمًا على رفع من مستوى الدراما من خلال تقديمه في السنوات الماضية سلسلة طويلة من أهم المسلسلات التي تركت اثرًا بارزًا وحققت نجاحات كبيرة.