خاص- مواقع التصوير نجمة دراما رمضان هذا العام وشركات الانتاج تتنافس على اختيارها
متابعة خاصة: لطالما اختلفت معايير النجاح في عالم الدراما من زمن لغيره، ولطالما رافقت هذه المعايير التطور الحاصل في المجتمعات والأزمنة.
اليوم، ومع التطور الهائل الذي نعيشه، تكنولوجياً، لوجستياً وإجتماعياً ومع الإنفتاح الكبير الذي سببه هذا التطور، ما جعل المُشاهد التنقل بسهولة ما بين المنصات العالمية والمحلية، حيث بات للمؤثرات البصرية والتصويرية والإخراجية حيزًا كبيرًا في نجاح الأعمال السينمائية والدرامية.
ولعل ما نراه مؤخرًا من ضخامة بالإنتاج والتقنيات العالية بالتنفيذ يؤكد ما نحن بصدد عرضه.
فواحدة من أهم عوامل نجاح العمل الفني هي مواقع التصوير التي تجذب الإنطباع الأول والأهم عند الجمهور. واختيارها والقدرة في إبرازها تلعب دورًا كبيرًا في جذب عين المُشاهد الذي لفته في مسلسل “للموت” (انتاج ايغل فيلمز) القصر الزجاجي المطل على ربوع إهدن حيث الثلح يكسو الجبال وهناك تدور احداث العمل. كما لفت الجمهور “الحي الشعبي” حيث وُلدت سحر (ماغي بوغصن). ينتقل المخرج “فيليب أسمر” بالصورة من القصر إلى الحي الشعبي بطريقة مهنية ممتازة.
عن هذا الموضوع غرّدت ماغي بوغصن عبر تويتر وقالت: “الكثير لاحظ ويسأل عن مواقع تصوير “للموت” والمَشاهد الخارجية والمنازل وفي حال كانت في لبنان.. بكل حب وفخر كل المَشاهد التي تم تصويرها في العمل صورت بفي لبنان بمنطقة “إهدن” تحديداً ومناطق من الشمال للجنوب بلدنا جميل جدًا لكن ينقصنا أن يقدروا الذين يحكمونه قيمة هذه الأرض وهذا الشعب”.
أما شركة الإنتاج الصبّاح اخوان قامت ببناء مدينة بأكملها لمسلسل “ملوك الجدعنة” (إخراج أحمد خالد موسى) كما مسلسل “لحم غزال” (إخراج محمد أسامة) في لبنان عبارة عن حارة شعبية مصرية بجميع تفاصيلها، التي تمثل المحور المكاني لأحداث العملين.
أما مسلسل “2020” (فيليب اسمر) لفت الانظار جدًا الحي الشعبي مكان إقامة صافي الديب (قصي خولي) حيث أصبح هذا الحي حديث الجمهور ورواد مواقع التواصل.
أما مسلسل “الباشا” (انتاج مروى غروب واخراج مكرم الريس) تم تصويره في خان الفرنج في صيدا. يعود بناء الخان إلى سنة 1610م في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني. وهو واحد من أهم المعالم المعمارية في مدينة صيدا، ومن أجمل الخانات الموجودة في الشرق. يتألف الخان من طبقتين، له بابان رئيسان شمالي يطل على المرفأ، وجنوبي يطل على ساحة باب السراي. أما مواقع التصوير الباقية في مسلسل “الباشا” تمت في بلدة حصارات – عمشيت.
أما مسلسل “راحوا” (انتاج NMPRO) فقد إختار المخرج نديم مهنا منازل حقيقية وواقعية لتصوير العمل متنقلا بين عدة مناطق لبنانية منها: قرنة الحمرة، عرمون، الاشرفية، دلبتا، ساحل علما، بلونة، جونيه، عجلتون، عين سعاده، مار مخايل، قرطبون، عمشيت، منصورية، غزير، البترون، أدما، بزمّار وغيرها. أما برنامج “الشيف موسى” تم تصويره في استديوهات mtv إضافة الى أماكن تم استحداثها كالملهى الليلي حيث تم العمل الإرهابي فقد قامت الشركة بتحضير كل المكان من الألف الى الياء لحفلة رأس السنة، كما كان واضحًا جمال العقد الحجر القديم بكباريه جوهر، حيث اشتغلت الشركة في المكان بأكمله بدءًا من أثاث المكان الى الألوان الى الإضاءة الى الفونوغراف والشومينيه القديمة، وأماكن عديدة غيرها.
“راحوا” مسلسل طويل مؤلف من 60 حلقة والجمهور سيكتشف تباعًا أماكن مميزة من لبنان.
أما مسلسل رصيف الغرباء وموجة غضب (انتاج فينيكس بيكتشرز للمخرج ايلي معلوف) تم تصويرها في عدة بلدات لبنانية منها الدامور وصورات زدوكشفت جمال القرى اللبنانية التي اكتشفها المشاهدون في المسلسل.
موقع “بصراحة” تواصل مع المخرج “جو بو عيد” لمعرفة رأيه حول أهمية مواقع التصوير على الاعمال الفنية حيث أكد على أهميتها وجماليتها، ما يعطي ثقلاً وضخامة للعمل. وعلى حد تعبيره، أن مكان التصوير يرتكز على الموقع وجماليته بحد ذاته وهذا ما وصفه بالمهمة السهلة التي تكمن في البحث عن مواقع جاهزة ليتم التصوير فيها وإختيار الإطار الأجمل للصورة المراد الخروج بها. ويُشدد “بوعيد” بالقول أنه يؤمن بأن المواقع تؤثر كثيرًا على محتوى الصورة لأنها تؤثر على المشهد، وهو من الأشخاص الذين يتعبون كثيرًا لأجل إختيار الموقع المناسب الذي سيتم التصوير فيه، كل التفاصيل التي تحتويها المواقع تؤثر وبشكل كبير على القصة والشخصيات التي ستعيش في هذا المكان. هناك علاقة دائمًا بين المكان والشخصيات الموجودة فيها.
وبحسب تعبيره فالنقطة الأهم أن هوية موقع التصوير تحدده الإدارة الفنية وبكثير من الأمثال ترى موقع ما إستعمل بتصوير مشهد معين، مغاير تمامًا عن حقيقته الطبيعية فهنا تدخل التفاصيل الذي يريدها المخرج لكل موقع. كما تختلف عملية التحضير وإنتقاء المواقع بين تصوير عمل درامي أو عمل دعائي أو أغنية مصورة. وختم قائلاً أن مواقع التصوير عليها ان تُوَظَف لخدمة رؤية المخرج وتطلبات الشخصيات في العمل، فعليها ان تخدم تفاعلات الشخصية أو متطلبات عيشها اليومية لتعطي صورة مقنعة للمشاهد.
الجدير ذكره أن كل بقعة في لبنان هي لوحة فنية مبهرة ورائعة، وهذا ما يُساعد المخرج كثيرًا في إختياراته لتصوير أي عمل فني، حيث ان لبنان كان ولا يزال مقصدًا لتصوير أجمل الأعمال دون الحاجة الى بناء ديكورات ضخمة خدمة للعمل.