حديث خاص – سيمون اسمر استثنائي الغياب… والعودة
لم يكن الاتصال بالمخرج الاستاذ سيمون اسمر بالامس عادياً كما لم يكن يوماً، فالحديث معه متعة حقيقية لكل من يبحث عن ما هو غير اعتيادي وغير تقليدي واستثنائي.
لم يخرج سيمون اسمر من السجن مكسوراً ولا مهزوماً، بل خرج اكثر حباً للحياة واكثر تفاؤلاً، الحديث معه لم يكن حديثاً “سكوب” ولم يكن هذا الهدف من الاتصال به، ولكن شئت ان اطمئن على هذا الرجل الذي حاولت الحياة ان تكسره اكثر من مرة إلا انها فشلت في تحقيق ذلك.
مدّني سيمون اسمر بالامس بالكثير من الطاقة، بـ “سوبر” طاقة ايجابية ومدني بالتفاؤل واشعرني وكأن الامس هو دائماً ماض لا يجب ان نحمله الى اليوم او الغد، سيمون اسمر كان ثائراً كالعادة كان متمرداً كان طريفاً كعادته.
تحدثنا في امور التلفزيون لم يكن الحديث طويلاً الا انه كان مثمراً وحقيقياً، تحدثنا عن مساوئ ما يحصل اليوم على الساحة الاعلامية والفنية وعلى الشاشات المحلية وتحدثنا عن تراجع مستوى هذه البرامج ومستوى الاخراج
وكان سيون اسمر يتحدث عن اسلوبه في الاخراج وكأنه يشعر بخيبة امل من مخرجي هذه الايام فأصر على التلميح على انه هو كان يأبه لاطلالة كل ضيوفه فيظهرون معه في برامجه اكثر تألقا وجمالا مما هم عليه في الواقع وهذا هو الدور الاساسي للمخرج الذي يجب ان يُظهر ضيوفه بأجمل حلة على عكس ما يحدث اليوم حيث تأخذ مقدمة البرامج كل اهتمام المخرج في حين يتم تجاهل الضيوف
وتحدثنا عن خبر استديو الفن الاردن حيث حكي مؤخراً ان استديو الفن الاردن سيكون قريبا الا ان الاستاذ سيمون اسمر للاسف اكد ان الموضوع مؤجل في الوقت الراهن بسبب الاوضاع “الداعشية” كما اسماها، شارحاً ان الاردن تحشد جنودها على الحدود تحسباً من اي طارئ او من اي هجوم من قبل المنظمات الارهابية، الموضوع مؤجل قالها بخيبة امل كبيرة وعلى الرغم من كل الاجواء السلبية التي تحيط بسيمون اسمر منذ سنوات فهو كان قد القرر ان يُطلق استديو الفن في سوريا إلا ان الحرب التي بدأت اجلت الموضوع. وتحدث عن استديو الفن في تونس وايضاً حصلت الثورة التونسية وتم تأجيل الموضوع.
لم يكن الحظ مرافقاً لسيمون اسمر إلا ان بالامس كان متفائلاً جداً من خلال اتصالنا به كان يضحك كل الوقت ويمازحنا.
وتحدثنا ايضاً عن الاعلام وعن تراجع مستوى النقاد وتراجع مستوى اصحاب الاقلام الحرة من المحترفين، وشكونا له بدورنا الانحطاط الحاصل على الساحة الاعلامية والتي ليست حكراً على الساحة الترفيهية او التلفزيونية او الاعلامية المرئية.
نتمنى ان نحصل على لقاء مطول لاحقاً مع الاستاذ سيمون اسمر علنا ننقل بعض فكر ورؤية هذا الرجل العظيم، سيمون اسمر استاذ ويبقى استاذاً على الرغم من كل الافتراءات والحملات التي طالته وعلى الرغم من كل ما مر به من معاناة، وهو الرجل الحكيم الذي يملك حكمة الاشخاص اصحاب الخبرة واصحاب الرؤية واصحاب التجربة الحياتية الاستثنائية.
شكراً لك سيمون اسمر لانك تعلمنا دائماً ان الحياة وجدت للاقوياء ووجدت لاصحاب الرؤوس المرفوعة ولاصحاب الاحلام الكبيرة.