خاص – راغب مع هشام حداد.. “علامة” فارقة في عالم الفن
راغب علامة، فنان شامل، مبدع، وانساني الى اقصى الحدود. تميّز بروحه المرحة وصدره الرحب وتقبّله لكافة الآراء والانتقادات. هو الانسان الذي وضع هدفا نصب عينيه وسعى جاهدا لتحقيقه، متمسكاً بشغفه ومتخطيًا الظروف المعيشية الصعبة التي كانت تمر بها عائلته، وكذلك الصعوبات المتعددة التي واجهته يوم قرر ان يحفر بالصخر ليصل الى هدفه.
يوم امس، أطل السوبرستار ضمن حلقة خاصة “لهون وبس +١” مع الاعلامي الذكي هشام حداد، فكانت حلقة مميزة فاقت كل التوقعات.
بين المزح والجد، تعرّف الجمهور على شخصية أخرى من راغب الفنان، اذ استطاع حداد ان يظهر للمتابعين شخصية راغب الانسان الطموح، الاب الصديق لأبنائه والذي يحرص على مصلحتهم ومستقبلهم، وكذلك راغب المواطن الذي يحمل همّ البلد ويرغب بأن يكون بلده مميزًا بأبنائه وحكامه.
من حيث الشكل، فإن تصميم الديكور والمكان الذي صورت فيه الحلقة، وهو في مطعم المندلون في محلة مار مخايل ببيروت، كان رائعًا وملفتًا للنظر ويناسب جو الحلقة بشكل عام، هذا الجو العائلي الحميم والبسيط والراقي في الوقت نفسه. أما ضيف الحلقة السوبرستار، فقد أطل بشياكته المعهودة والتي اعتاد جمهوره ومتابعوه عليها، فكان انيقًا، مميزًا و”سبورشيك”.
اما في المضمون فكانت الحلقة غنية ومليئة باللحظات التلفزيونية المميزة والطبيعية، أظهرت راغب الانسان الحقيقي، المتواضع والقريب من جمهوره، وهذا لا شك ما ساهم في استمرارية ونجاح هذا الفنان طيلة هذه السنوات.
استُهلت الحلقة بمطلع اغنية راغب الجديدة، التي حملت عنوان “صدفة” والتي اطلقها للمرة الاولى ضمن هذا البرنامج. وما يميّز اعمال راغب انها تدخل الى قلوب المستمعين وتُحفر في اذهانهم، ليرددها الكبير والصغير، واكبر دليل على ذلك ان معظم اغنياته التي مرّ على اصدارها ما يقارب الثلاثين عاماً، يرددها اليوم ابناء العشرين سنة وحتى اقل، امثال “آسف حبيبتي”، “يا ريت فيي خبيها”، “عنجد بقلك” وغيرها.
في سياق الحلقة، تطرق راغب الى العديد من المواضيع والاحداث التي واجهته خلال مسيرته المهنية، كما افصح عن بعض “السكوبات” والاخبار الحصرية لهشام حداد.
بداية تم التكلم عن اغنية “طار البلد” التي اطلقها راغب منذ مدة واحدثت ضجة في الشارع اللبناني، اذ اعتبرتها بعض الجهات السياسية انتقادًا لرئيس الجمهورية ميشال عون ولعهده، كما انها عكست صورة سلبية عن لبنان.
ولدى قول هشام ان علامة متهم بعد طرح هذه الاغنية باحباط اللبنانيين، رد علامة مدافعًا عن نفسه بالقول: “اذا كانت هذه تهمة فأنا افتخر بها، لأن البلد كان ولا زال يعاني من مشاكل سياسية وبيئية واقتصادية”، واصفًا لبنان بأنه “يعاني من السرطان وهو على حافة الموت”، مشيرًا الى ان رجال السياسة لا يأبهون لحال الشعب، مؤكدًا انه لم ولن يندم على طرحه لهذه الاغنية، إنما يعتز ويفتخر بها لأنها احدثت صدمة ايجابية ووصلت الى السلطة، فهو كفنان ينطق بلسان حال الشعب وينقل صورة الرأي العام.
اما اذا كان يستهدف العهد، نفى علامة هذا الامر وأكد أنه لا يتمنى للعهد سوى النجاح وأنه من أكثر الاشخاص الذين انتظروا انتخاب رئيسًا للبلاد ليحقق ما وعد به في قسمه، ويحد من كل الظواهر الشائبة والمعيبة في البلد، كالفساد والسرقة وازمة النفايات وغيرها.
وفي هذا السياق، انضم كاتب اغنية “طار البلد” الشاعر نزار فرنسيس الى كل من هشام وعلامة، فاعتبر فرنسيس أن هذه الأغنية اسقطت عهودًا وحكومات و”خربت الدني”، بحسب تعبيره، لافتًا الى أنه كان يقصد أن يقدم عملا للجمهور “يهزّهم ويوعيهم ويقول لهم شوفوا وين صرنا”. هذا وشدد فرنسيس على أنه لم يقصد أو يتهم العهد عند كتابته للاغنية، فهو يثق بهذا العهد، حيث قال: “العهد بيعنيلي وانا راس حربة في الدفاع عنه”.
هذا وعرض هشام حداد مقطع فيديو يظهر القناة 11 التابعة للتلفزيون الاسرائيلي والتي تكلمت عن اغنية “طار البلد”، معتبرة انها نقلت الواقع اللبناني الميؤوس منه، فقال حداد: “أنتما عملاء، ألا تشعرون بالخجل من هذا الامر؟”. إلا أن رد علامة وفرنسيس بهذا الخصوص جاء صارمًا، فقال الاول: “أشعر بالخجل فقط عندما يدمّر جيش العدو وطني لبنان، اما بالنسبة للأغنية فلا شأن لهم بها”. من جهته، قال فرنسيس: “اعرف أن اواجه العدو ولا اشعر بالخجل منه، والأغنية أمر يخصنا في بيتنا وعائلتنا واهلنا ومن يشبهوننا، أما العدو فلا مكان له بيننا”.
في المقابل، ذكر هشام حداد أن الفنان راغب علامة يملك أسهما في قناة الـOTV، فأوضح الأخير أنه اشترى اسهما تأسيسية في القناة، وذلك لايمانه بالاعلام الحر والناطق بإسم الشعب، مشيرًا الى أن الاسهم التي يملكها راغب في القناة تساوي نسبة أسهم الرئيس ميشال عون فيها.
من جهة أخرى، اخبر راغب عن حادثة “مهضومة” حصلت معه، عندما كان لا يزال مراهقا، إذ كان يحب ان يلعب لعبة الـ”Flipper”، الا ان وضعه الاجتماعي لم يكن يسمح له أن يصرف النقود على الالعاب، ما جعله يقوم بتنظيف الطاولات بهدف اللعب “ببلاش”، لكن الرياح لم تجرِ كما اشتهى راغب يومها، فكان مصيره تنظيف الطاولات دون امكانية اللعب.
هذا وذكر راغب أنه كان يعمل في العاصمة الفرنسية باريس وكان مدخوله بسيطًا، لذا بدأ يغني في الحفلات بهدف تحقيق حلمه وكذلك تأمين لقمة عيشه ومساندة أهله، ليتعاون فيما بعد مع الملحن والموسيقي احسان منذر، الملقب بـ” مايسترو الثمانينات”، ويصبح الأخير مسؤول فرقة راغب علامة الموسيقية، حيث ساعده ماديًا لإصدار عدد من الأغاني.
وخلال الحلقة اعاد علامة رقص “رقصة الفراشة”، وهي الرقصة الشهيرة التي تداولها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر خلال فيديو كليب أغنية “يا ريت فيي خبيها”، إلا أن علامة جعل هشام حداد يشاركه هذه الرقصة، ليزيدا من أجواء الفرح والحماس في المكان.
وفي القسم الأخير من الحلقة، تطرق حداد وعلامة الى اغنية “عنجد بقلك عنجد”، ليفصح الأخير عن سر هو بمثابة “سكوب”، إذ إنه لم يسبق له أن ذكر هذه المعلومة في الاعلام، والتي تقول ان كلمات اغنية “عن جد” كانت مختلفة، لكن تم تغييرها تماشيا في وقت لاحق، باعتبار ان علامة كان حينها لا يزال صغيرًا في السن أما كلمات الاغنية فكانت تعبر عن قصة يعيشها أشخاص أكبر عمرا منه.
وتأتي كلمات الأغنية على الشكل التالي: “نيالو شو حظو كبير.. اللي كل يوم بيوعا بكير.. وفي عندو متلك حلوة.. عملتلو ركوة قهوة.. وعم تقلو يا امير.. صح النوم انشالله اليوم.. يكون نهارك حلو كتير”.
وفي النهاية، كان ختام الحلقة مسكا، اذ اختُتمت بأغنية العام، كما وصفها هشام حداد، وهي عبارة عن جزء ثانٍ من أغنية “آسف حبيبتي” جاءت بعنوان “صدفة”، سحرت الجمهور الموجود في موقع التصوير، وكذلك المتابعين عبر الشاشة، الذين عبروا عن حبهم للأغنية ولنجمهم المفضل علامة في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، اذ انهالت الآراء المتعددة والتي أآظهرت أن حلقة الأمس كانت أكثر من رائعة.