زاوية القراء – أرزي عم تبكي وشهيدها الوطن…
من رحم الأرض تولد الأشجار والطبيعة، من رحم الطبيعة تولد الفصول، من رحم جبلة التراب ولد أدم ولدة حواء وتنوعت الديانات منذ أيام نوح والنبي إبراهيم والفلاسفة والناس الخيرة التي تركت بصمة علم ومدرسة من جيل إلى جيل حتى يومنا هذا وأصبح العالم صراح يتخبط في قرية كونية مفتوحة الأبواب إلى أن أصبح الدين نقمة على أبنائه بدل من تطبق مقولة الدين يسر اصبح عسر فرق أبناء الوطن الواحد فلم يفهم الإنسان أن الشمس لا مالك لها والبحر لا يملكه أحد وهكذا الإنسان مروره مرحلي على دنيا الأرض والله جمع جميع البشر في سرداب الأسود الجبار وهو الموت ليعي الناس أنهم واحد وهمهم واحد بناء وطن محبة وتسامح وتأخي دون أي انتماء وحزبنة وشعارات سياسية بالية دفنتها الأيام ولم تفلح في بناء أي دولة أو أي مستقبل فهاجرت الأدمغة وتغرب الأبطال ليبحثوا في وطن أخر عن سلام وأمان كما قال ماسلو وعبر في هرمه عن حاجة الإنسان الأساسية وهي الأمان فبني الوطن خارج الوطن وبقيت الشعارات في بلد تركه أبنائه لتبيع بنبانه وخيراته للغرباء فأصبح المواطن غريب في بيته وفقير مستضعف يرزح تحت أحقاد قديمة يورثها لأولاده عن قناعة أو عن غير قناعة، مليشيات أسلحة حقد في كل مكان أرض تبكي على حلم مات أم تبكي على شهيد مات أولاد لم يعرفوا أبيهم، دماء تسير على درب الوجع ولا من يداوي الجرج، من هو درع الوطن غير جيشه ومؤسسته العسكرية وتحت راية علم واحد لا يفرق بين الأديان ولا يستعمل الدين للتفرقة فالدين هو لتسبيح وتمجيد الرب ولا للمال والسلطات في أي دين، كما سلف في المقدمة الوطن هو للمواطن وليكون الوطن حصان منيع عليه دعم جيشه بكل قوته ومحبة الأخر وإحترام كل الناس وزرع المحبة ومساعدة المحتاج لنبني وطن نفتخر به ونمحي الدموع والعوز عن كل موجوع، وكعادته برنامج عم صليلك الذي يتناول القضايا الحياتية على مختلف أنواعها في الحلقة عشرين إستضاف الأخ توفيق الدكّاش مؤسس جمعية الولاء للوطن الأستاذ رالف شمالي، والمسؤولة الإعلامية الأنسة صوفي حيث دار الحديث كالعادة حول مائدة الأنجيل المقدس حول أهداف الجمعية ونشاطاتها منذ موعد إنطلاقها منذ ستة أشهر.
جمعية الولاء للوطن هي داعم أساسي للجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية وقوى الأمن الداخلي، نالت الرضى والبركة من سيدنا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وهي تعبر عن التجمع العلماني المسيحي المنفتح على الجميع لا يميز يبن الأديان، ولا يتحيز لأي حزب من الأحزاب هدف الجمعية الأساسي بناء وطن أمن يحترم جيشه وأبنائه ويحافظ على كرامتهم بوجه كل المحسوبيات وسلطة إنصاف القوي على الضعيف، حلم رالف والمجموعة عودة أبناء الأغتراب وبقاء اللبناني في أرضه والمحافظة على الوجود المسيحي في لبنان رفقا والحرديني ومار شربل عبر رئيس قوي يمنح الأمان للوطن وعبر جيش قوي يقومون بالتبرع بالدم للوقوف بدمائهم الى جانب المصابين من جراء الحروب، نزلوا إلى الشارع ليقولوا كفا تهميش للجيش وليترحموا على الشهداء سيغرسون أرزة لكل شهيد في أرض خاصتهم، بداية الجمعية من أبناء كسروان ونتمنى أن نراها تكبر وتجمع كل لبنان، أنشأت كلوب خاص بها في جامعة الـAUL وضم العديد من طلاب الجامعة الذين تحمسوا للفكرة وأحبوا مبادىء الجمعية الرافض للأحزاب والتفرقة بين أيناء الوطن، وباب الأنتساب مفتوح للجميع وللجمعية صفحة خاصة على الفيسبوك، والغريب وليس مستغرب في برنامج يتناول الصلاة على النوايا وجود كم من المصلين المشاهدين ولكن في هذه الحلقة تتضاعف العدد وهذا ما يدل يا رجال السياسة على أن الناس لم تعد تريد الأحزاب والحروب والرجوع الى الماضي والهجرة والفقر والجوع.
وفرح الشباب المسيحي في وجود جمعية مسيحية بشبابها منفتحة على الجميع نجت من الغرق تحت بحر الساسة والسياسة لتدعم المؤسسة العسكرية التي يولد عبر قوتها ولحمتها الوطن الذي يحمي كل أبنائه. ويصلي أبناء الجمعية على نية كل شهيد وعلى نية الوطن الواحد الموحد تحت أرزته الخضراء وعلمه اللبناني فقط. الوطن هو رداء ومعطف يحمل في سطوره التقدم ليزوره السواح وينفتح على السوق العالمية ويخلق فرص العمل للحفاظ على وجود ابنائه في أحضانه، وهذا يتم عبر خطط للتنمية وليس ميليشيات للتدمير، وأحزاب فاق عددها البشر ففي توحيد أبناء المجتمع في جسم سليم يأتي العقل والتفكير السليم، والعمل على توعية الود والمحبة بين الشعب والمؤسسة العسكرية وقوى الأمن يستفيق شعور الوطنية والمحافظة على الوطن وأرضه ودينه وجوده في لبنانه الحر المستقل المحترم في جميع مؤسساته.
وكعادته يختم برنامج عم صليلك بتعريف الزميلة تاتيانا الحلو على حياة قديس مر حول العالم وكانت القديسة القوية بيسوع وسلاحها الأيمان والطيبة التي تغلبت عبرها على جميع الأشرار لتكون أمثولة لنا نحن الضعفاء في أسلحتنا الفتاكة التي لم تقتل سوى الأبرياء وتعلمنا أن القوة في الإيمان الذي يحمي الأنسان من كل شر ويقيه الوقوع في الحفر والخنادق التي تحفرها الأيام فبقى إبن الله قوي بوجود الرب الى جانبه في كل زمان ومكان وإلى نهاية الرحلة والعودة إلى رحم الأرض في جبلة التراب لينام الجسد وتغادر الروح إلى خالقها هذا هو الإنسان دم وروح وجسد، وهذا هو الوطن فلاح وجيش وناس لن ولم ينجحوا إلا بتوحيد الأيدي تحت راية الوطن.