خاص- طعنة جديدة يتلقاها الاعلام اللبناني.. وداعاً دار الصياد
باتريسيا هاشم: طعنة جديدة تلقاها صرح اعلامي جديد في لبنان، فقد وصل مشوار دار الصياد الى نهايته مع اعلان الدار عن توقف صدور صحيفة “الأنوار”، الصادرة عنها، اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، إضافة إلى توقف جميع المجلات الصادرة عنها.
دار الصياد للنشر مؤسسة لبنانية عريقة تأسست عام 1943 تُصدر جريدة الأنوار، ومجلات الصياد، الشبكة، فيروز، الفارس، الإداري، الكمبيوتر والدفاع العربي.
وقد شكّل خبر اقفال الدار في الـ 24 ساعة الماضية صدمة لدى العديد من الوجوه الاعلامية، الثقافية، الفنية والاجتماعية خاصة من الذين واكبوا هذه المؤسسة العريقة التي كافحت كي تبقى مستمرة.
كل الذي يحصل على مستوى الاعلام المكتوب يطرح عدة تساؤلات حول مستقبل الصحافة اللبنانية حيث لا يمر شهر دون ان نسمع عن اقفال مؤسسة اعلامية او صرف موظفين. فالصحافة الورقية تراجعت عالمياً في ظل الهجمة الافتراضية التي جرفت معها كل شيء.
لا شك ان الاعلام اللبناني يعيش اليوم نكسة مؤلمة. فدار “الصيّاد” العريقة لطالما خرّجت مبدعين في عالم الصحافة وواكبت ازمنةً وطنيةً عديدة على مختلف الاصعدة وتركت لنا ارثاً اعلامياً مشرّفاً اردنا ان نورثه لاجيال لاحقة مؤمنين بأحقية هذا الصرح الاعلامي بالبقاء والاستمرار، لما له من تاثير معنوي كبير على اجيال كثيرة ممن تعلموا من محرري هذه الدار التي تحولت مدرسة ليس في التحرير وبحسب بل في اداب المهنة واخلاقها وفي مهنيتها واحترافيتها.
الوسط الاعلامي حزين اليوم ينعي زمناً ماضياً جميلاً مشرقاً في الاعلام ويدخل في حداد عليه ويلعن زمن اليوم الرديء الذي دفع بادارة الصرح للاستسلام امام شيطان المال الذي لا يعترف بالمناضلين في سبيل اعلام حُرّ ولا بالمجتهدين والمجاهدين في سبيل اعلام راقٍ ومشرّف!
اليوم ترتدي ذاكرتنا الاسود وتعيش عزلة عن الفكر وفراقاً مع شغف الكلمة وجفاءاً مع الابداع وتودع داراً ننحني امام عراقتها وعظمتها وتضحياتها في سبيل وطن واعلام وانسان افضل
وبشكل مؤثر، ودعت الاعلامية هدى قزي التي تعتبر واحدة من أهم صحافيات الجيل الجديد في مجلة “الشبكة”، قراء المجلة .
وكتبت على حسابها على فايسبوك: “واحدة من اهم جيل الجديد من الصحافة الفنية هدى قزي ودعت مجلة الشبكة بشكل مؤثر.. شبكتي… اغرقتني! اليوم اودع شبكتي يا قطعة من وجداني .. حملت في فتحاتها مفرداتي واولى كلماتي وعباراتي وتساؤلاتي…
اليوم اودع كنيتي فانا التي عرفت وعرّفوا بي “هدى الشبكة”
كيف انساكِ وانت اسمي وعائلتي!؟ تعلمت منك مفاتيح الصحافة الفنية
واسرار نجوم الفن حلمت بك ِقبل تخرجي وفيك تخرجتُ وابصرتُ حلمي.. اصبحتِ واقعي وفرحي واكبتك وواكبتني. بكِ تعلقتُ ومنكِ تعلمت.
اليوم انتِ خبري اليوم اوقّع آخر صفحاتكِ واكتب اسمي في قلبك للمرة الاخيرة.. اقفل باب مكتبي واترك خلفي اجمل ذكرياتي ذكرياتٍ لن تمحوها أي شبكةٍ اخرى وان كانت تلك العنكوبوتية المستبدة التي اخافت الكون بأكمله وابتلعت كلّ الاوراق، لأن لصفحاتك رائحة مختلفة ولملمسك سحر خاص.. يا شبكتي اصطدتُ فيكِ كل النجوم وحققت صداقاتٍ ،خبطاتٍ ونجاحاتٍ… واليوم ها انتِ وبعدما اصطدتني تغرقينني بحزني ودموعي على فراقكِ.. لكن أعدكِ وكما عهدتني وفيةً دائماً لك انّك ستبقين دوماً وأبداً خالدة في ذاكرتي وذاكرة الصحافة العربية.”
كذلك كتبت رئيسة تحرير مجلة “بصراحة” الاعلامية باتريسيا هاشم حول الموضوع مشيرة ان قلبها احترق اثناء مشاهدة التقرير حول اقفال دار الصياد وقالت: “كنت اشاهد التقرير الذي أعد عن اقفال دار الصياد والمقابلة مع السيدة الهام فريحة.دمعت عيناي واحترق قلبي.فأنا من جيل كبر على عراقة واصالة واحترافية هذه الدار.كبرت احلامنا الاعلامية على صفحات اصداراتها وبين سطور خُطت بحروف من اجتهاد وجدية. لعن الله هذا الزمن #دار_الصياد“.
وداعاً دار الصياد….
وداعاً اعلام الزمن الجميل….