تغطية خاصة – ديما قندلفت: زواجي مؤجل لانتهاء المحنة ولماذا تدمير سوريا؟
حلت الممثلة السورية ديما قندلفت ضيفة ضمن برنامج “بيت القصيد” الذي يقدمه الاعلامي والشاعر زاهي وهبي على قناة الميادين، حيث غاص “زاهي” باسلوبه الخاص في تفاصيل شخصية “ديما” الغامضة، فاستطاع ان يكشف عن الوجه الآخر منها.
وعلى عكس حقيقتها، تتلون الممثلة ديما فندلفت كل مرة بلون الدور الذي تؤديه، وفي كل مرة نغرق في سحر ادائها ورقته، وفي تلقائيتها التي تغمرنا موجة تلو اخرى، اليوم هي ممثلة اولا، لكن الطريق الى هنا سبقها، رقص و عزف و غناء، سبقها ساعات من الدرس والجهد والتدريب، وهذا ما يميزها اليوم عن ابناء جيلها ومهنتها، لها حضور فراشة حرة جذبتها الاضواء، من حقول مليئة بالمفاجآت، فتتفاجىء بدورك ان هذه المواهب موجودة في شخصية واحدة، شكلوا فنانة شاملة كاملة ومكتملة، كل هذه الصفات استطاع الاعلامي زاهي وهبي ان يخرجها للعلن ويجعلنا نغوص معه فيها لنبهر معا، في ما تمتلكه هذه الفتاة الشابة من هوية غامضة.
وفي حديث يشبه الممثلة ديما قندلقت، بشفافيتها، ونعومتها، ورقتها، عبرت بغصة وبألم بدت واضحة المعالم في نبرة صوتها طوال فترة الحلقة، النابعة من حزنها الموجود في داخلها و الالم العميق على ما يجري في وطنها سوريا، ليكون اكثر ما يوجعها ما يتعرض له شعبها السوري من قتل ودمار للحجر وللتاريخ وللحضارة السورية.
وعن اختيارها البقاء في سوريا، رغم كل الظروف الراهنة، قالت ديما:” لا اعرف ان اعيش خارج الشام، او بعيدة عن سوريا ، لذلك خياري كان البقاء فيها رغم تخوفي من الحرب ، فالشام تمثل كل شيء بالنسبة لي، هي بيتي و ارضي وناسي ، فالاحداث التي حصلت مؤخرا غيرت الكثير من الامور ليس فقط لدي انما لدى كل الناس، فالوجوه في الشارع تغيرت، والنظرات تغيرت، وطريقة التعاطي تغيرت، الانسان بحد ذاته تغير، ولدت فينا مشاعر لم نكن نعرفها، نوع جديد من المشاكل والالم العميق الذي يفوق كل الالم الذي من الممكن ان يشعر فيه اي انسان”، واضافت: “ان هنالك دوما خيطاً رفيعاً بين تكيف الشعب مع ما يحصل وعدم تكيفه، فاذا تكيف يعني تقبل الواقع المرير كما هو، اي الاستسلام، ما يعني الموت، واذا لم يتكيف، ايضا تؤدي الى القتل في تقبل الظرف البشع، لذلك يجب على الانسان ان يوازن ما بين التكيف وعدمه، فسماعي لاصوات المدافع التي تتوجه صوبي تجعلني اخاف و اعيش في حالة قلق ولكنني لا اسمح لها بان تسيطر علي واخرج من منزلي هروبا منها،” واعتبرت ان حضارة سوريا مستهدفة اليوم من كل عدو للحضارة، عاجزة عن وصف ما يحصل اليوم في سوريا، وتساءلت:” لماذا بلد مثل سوريا يوضع فيه كل هذا الزخم و الوزن والثقل فيه لتدميره؟!”
اما عن حياتها الطبيعية رغم كل الخطر الذي يحيط بها، قالت ديما:” اعتبره تحدي للموت، فانا لا اريد الموت، من الضروري ان نكمل ونستمر في حياتنا وعدم ايقافها و الاستسلام، انا على قناعة انه رغم كل سلبيات ما تولده الحرب يبقى للايجابيات مكانها، ولا بد للحياة ان تستمر.”
اما اذا كانت مع ان تطرح الاحداث في مسلسلات درامية او مع ابقاء مسافة لذلك، فهي تؤكد انها مع ايقاء المسافة وعدم تناول الموضوع بشكل عام ولكنها ليست ضد ان يتناول من الجانب الانساني.
اما اذا طرح عليها عمل معين خارج سوريا قالت “ديما” ان لا مشكلة في الموضوع انما تغيب عن سوريا “فقط “خلال فترة العمل، واشارت انه قدم اليها الكثير من العروض من مصر ولبنان.
اما حول من الاقرب اليها من بين المسلسلات التي عرضت في رمضان حول الوضع في سوريا، قالت ديما:” تابعت مسلسل “سنعود بعد قليل” وهو الاقرب اليّ، ولم استطع ان اتابع “الولادة من الخاصرة” لم يعنِ لي اي شيء، لست بحاجة لان اشاهد لواقع ما يحصل في سوريا، فما يطرحه المسلسل مباشر جدا، استطيع ان اشاهده في نشرة الاخبار.”
اما اذا الحرب اثرت على تراجع الدراما السورية، قالت ديما “ان الدراما تواجه الكثير من العوائق، لكنها في استمرارية بانتاجها ولم تتوقف، فقد انتجت الحرب 20 عملاً رغم كل ما يحيطها، لذلك الدراما السورية “مقاومة”.
وحول دور الممثل في هذه الظروف، فهي ترى ان لكل ممثل دوره في الذهاب الى العمل، وتفضل ان يبقى الفنان بعيد عن السياسة، ويعمل في اطار رسالته في الفن الذي يقدمه.
بعيدا عن ما يجري في سوريا، كشفت “ديما” عن شخصيتها الغامضة معترفة انها لا تخاف ان تطلق احكام على آخرين وتبدي رأيها في الآخر ، شرط معرفة مسبقة وعميقة وواسعة تمكنها من ان تطلق رأيها على شخصية او سلوك او قضية معينة، مؤكدة انها لا تحب ان تكون قاضية على احد، واشارت الى انها استغلت ظروف الحرب لتكمل دراستها التعليمية في الجامعة وتتخرج في الاقتصاد، وليس لعدم وجود العمل انما تحدياً واستغلال لعدم تواجد زحمة وبسبب تواجدها في الشام، فعادت للدرس وتخرجت من الجامعة.
وعن غناءها الدائم لاعياد الميلاد فهي تلجأ الى اغاني العيد لانها تجد فيها الدفىء والمحبة والفرح و العائلة، التي تعتبرها اختفت واصبحت في العالم العربي منسية، وترى انه في هذا الزمن ان الامنية فردية قد غابت ولتصبح امنية جماعية، فكل ما تطلبه اليوم من سانتا او بابا نويل هو تحقيق السلام الذي من ضمنه تتدرج كل الاماني الفردية.
وعن ربطها قرار “زواجها” بعد ثلاث سنوات خطوبة باستقرار الوضع في سوريا ، تشير ديما الى ان الامر يعود الى سببين، فالفرحة لا تكتمل في ظل ما يحدث في سوريا من احداث موجعة، وايمانها الكبير والامل بان سوريا ستخرج من هذه المحنة قريبا.
اما من ناحية التمثيل، فهي تؤكد انه من الصعب تجسيد عملين في نفس الوقت، خاصة ان تجسيد شخصية معينة يحتاج الى وقت معين لكي يخرج الممثل منها، واكدت انها مع الزواج المختلط والاديان نسبة لأدائها في مسلسل “بنات العيلة”، وترى ان “الادوار التي تشبهها لا تستهويها بتاتاً فهي تستهوي الادوار التي لا تشبهها كونها فيها تحدي اكبر بتجسيد شخصية جديدة عليها وعلى داخلها فتخرج من مخزونها وتفرغ ل ما بداخلها، كونها تحب كل ما له علاقة باتمام مهمة صعبة”، وتشير الى ان معظم الادوار التي ادتها لا تشبهها لا من قريب ولا من بعيد، فهي تتكل على تجسيد ما بين شخصيتها الحقيقية وشخصيتها النقيضة في التمثيل على كل ما تراه بمراقبة الناس في كل ما يحيطها من امور ومن تحركات ” .
اما حول رأيها في الاعمال التي تتناول البيئة الشامية على طريقة مسلسل “باب الحارة”، تقول:” فرضت هذه الاعمال زاوية معينة عن البيئة الشامية خاصة “باب الحارة” الذي كان سبباً وجيهاً لانسحابي من الجزء الثالث منه”، وتشير” مفاهيم ما يتعلق في مسلسل “باب الحارة” ظالم للمرأة، فانا لا احب تكريس ادوار المرأة السورية من هذه الزاوية، كون النساء السوريات في تلك الحقبة كن اكثر تنوعاً وتلوناً وتنوراً، فتعميمها في هذا النمط السائد على انه نموذج عن المرأة السورية ، لا يجسد الدور الحقيقي لها.”
وحول عودتها لمسلسل “قمر الشام” بعد انقطاعها عن الطابع الشامي، تقول:”مسلسل “قمر الشام” مختلف في الدور ، فـ “عفاف” في المسلسل دفعت حياتها لقاء خطأ لم ترتكبه، خيّل لها انها قد ارتكبته، وهذا ما جعلني اتعاطف كثيرا مع هذا النوع من الشخصيات، اما من ناحية عودتي للبيئة الشامية، فهو يرضيني، وآراه عملاً منصفاً للبيئة الاجتماعية السورية.”
واشارت “ديما” الى انه يهمها ان يكون مستوى الممثل الذي تشاركه المشهد،عليه ان يتوافق مع امكانياتها، وترى ان الممثل “الموهوب” يدفعها الى تقديم ما هو افضل”، لافتة الى انها “تقيّم نفسها بالعين الناقدة دوما والقاسية، كون عدم الرضى يخلق القلق، الذي يولد السعي والبحث وتقديم ما هو افضل، كونها شخصية قلقة”.
اما عن رفضها مشاركتها في مسلسل “لعبة الموت” تقول:” لا احب العمل الذي تكون قصته محصورة ومحورية ومتمركزة حول شخصيتين، والدور الذي عرض عليّ، كان كمساحة صغير جدا، لذلك لم احب الامر، انما المسلسل ككل جميل.”
وحول ما اذا كانت تتابع الدراما اللبنانية مؤخرا، فهي تتابعها وترى انها في تتطور ملحوظ، وتقول:”الدراما اللبنانية مؤخرا تتجه نحو اتجاهات جميلة.”
اما عن رأيها باستبعاد الافلام السينمائية السورية عن حفل الجوائز العربية قالت ديما:” الامر “مضحك” فالفن لا حدود له ، ازعجني الامر، فالفن اكبر من كل المواقف والخلافات.”
اما عن مدى قوة علاقتها بالموسيقى وبالبيانو، قالت ديما ” انها تستمتع بعلاقتها الشفافة مع البيانو، كونها تحب الموسيقى، وعزف البيانو حيث يعطيها مساحة لاخراج ما في داخلها من حزن، واوضحت” انها شخصية عاطفية تصاب بسرعة وتتعافى بسرعة.”