يوم عكار: تشجيع المنتوجات المحلية
برعاية معالي وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب، أقيم اليوم “يوم عكار” في حرم الجامعة اللبنانية الدولية في حلبا في سياق مشروع “تحسين سبل العيش لصغار مزارعي عكار” المموّل من الإتحاد الأوروبي. قامت جمعية مدى بتنظيم هذا النشاط الذي حضره العديد من المنتجين المحليين.
إفتتح “يوم عكار” بحضور نائب عكار خالد زهرمان، والنائب نضال طعمة، وممثّل عن وزارة الزراعة المهندس محمد طالب رئيس مصلحة وزارة الزراعة في عكار، وملحقة التجارة وتنمية القطاع الخاص لدى بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان فيرجيني كوسول، ونائب رئيس جمعية مدى نديم زخيا، ومدير الجامعة اللبنانية الدولية – فرع عكار د. خلدون ايوب، ورؤساء اتحادات بلديات ورؤساء بلديات، وشخصيات سياسية ودينية، وحشد من الزوار، والاعلام.
بعد النشيد الوطني ونشيد الاتحاد الاوروبي، كانت كلمة ترحيبية لمدير الجامعة اللبنانية الدولية – فرع عكار الدكتور خلدون ايوب.
ثم ألقى زخيا كلمة قال فيها: “قررت جمعية مدى منذ سنين النظر بالاشكالية الزراعية في عكار لأن الزراعة هي من أكبر موارد المنطقة. وصيغ المشروع على 3 سنوات من أجل تحسين الزراعة وإعطاء فرص جديدة للمزارعين، فإن تنمية القطاع الزراعي في عكار يفيد الاهالي لانهم مرتبطين بشكل مباشر وغير مباشر بهذا القطاع.”
كما أكد زخيا على أن جمعية مدى أصبحت من أهل عكار كما أصبحت عكار ضمن الجمعية بوجود ممثلين من المنطقة في الهيئة الادارية بالتالي جمعية مدى هي مؤسسة لعكار ومن عكار.
وأضاف: “أردنا تسليط الضوء على عكار ومنتوجاتها ونظّمنا في تشرين الاول “يوم عكار” في بيروت ونأمل أن يكون الموعد سنوي وأن تكون منتوجات عكار موجودة في العاصمة ونخلق العلاقة.”
وختم قائلاً:”وضعنا اليوم خطة استراتيجية جديدة ونأمل الشروع في تطبيقها السنة المقبلة. وأود أن أشددّ على أن العائق الاكبر للتنمية هي الخلافات، أما النجاح هو في التضامن والعمل اليد في اليد.”
قال زهرمان: ” إن عكار من المناطق الغنية في لبنان ولكن للاسف هذه الموارد لا يتم استغلالها بالشكل الذي يؤمن قفزة تنموية في رفع المستوى المعيشي للمواطن العكاري وذلك ناتج عن عدم رسم سياسة واضحة ورؤية تنموية تجعل من هذه الموارد مصدر غنى ورفاهية. إن النهوض بهذا القطاع يستدعي خطة واضحة تتبناها الحكومة والحاجات كثيرة والتحديات كبيرة، خاصةً بعد ان اصبحت عملية تصدير الانتاج الزراعي عملية معقدة ومكلفة.
وأضاف: “في ظل هذه الصورة السوداوية نرى أن هنك بعض المساعي لتأمين تمويل خارجي من بعض الهيئات المانحة لدعم هذا القطاع الهام. ومن هذه المبادرات مشروع “تحسين سبل العيش لصغار مزارعي عكار” المموّل من الاتحاد الاوروبي. ونلتقي اليوم لاطلاق فعاليات “يوم عكار” لكي نبعث الامل في النفوس ونجعل المزارع يتشبث بأرضه رغم العوائق ورغم التحديات، ونقدم له يد العون لكي يتخطى الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا.”
وأشادت كوسول بالجهود التي تبذلها جمعية مدى في سياق المشروع المموّل من قبل الإتحاد الأوروبي لدعم المزارعين في منطقة عكار، مشيرة الى أن “هذا المشروع ، كما يظهر من عنوانه، يهدف بشكل فعال إلى المساعدة على تحسين سبل عيش صغار المزارعين في عكار، والحد من الفقر وزيادة دخل المجتمعات الريفية والمزارعين في المقام الأول”.
ورحّب المهندس محمد طالب بالحضور وقال :” “يوم عكار” الذي نشارك فيه اليوم حيث المونة تتشارك مع “كلو بلدي” مسترجعة ذاكرة الاجداد، والمونة كما عرفناها دوماً مرتبطة بالأم أي بالمرأة وتساهم في تعزيز الامن الغذائي على الصعيد العائلي وصولاً إلى الامن الغذائي على صعيد الوطن”. وأضاف:” إن تعزيز عمل المونة والانتاج القروي التقليدي يعيد إحياء الدورة الاقتصادية في القرى والارياف التي تقوم على أساس الزراعة”.
وأكّد على أهمية مشروع “تحسين سبل العيش لصغار مزارعي عكار” الذي سيساهم إلى إشراك الريفيين ومن ضمنهم السيدات في الدخل العائلي ما يشكل من تطوير لحياة المرأة الاجتماعية والاقتصادية، ويعزز فرص العمل والحد من الهجرة نحو المدن والخارج، كما يساهم في استخدام الاراضي وزيادة الانتاجية.
وكان الهدف من هذا الحدث ترسيخ علاقات أوثق بين المنتجين والمستهلكين وزيادة تنويع تسليم المنتجات المحلية. في الواقع، في كثير من الأحيان يعتبر الإنتاج المحلي جزء مهم من دخل الأسرة في المنطقة. كما قدّم المعرض للمشاركين، إلى جانب كونه منصة لعرض المنتجات المحلية، فرصة لتذوف الأطعمة اللذيذة التي أُعدت في سفرة عكارية تقليدية، وسبل ترفيه ممتعة للأطفال، بما فيها القفز بالحبال .
سمح مشروع ” تحسين سبل العيش لصغار مزارعي عكار” المموّل من الإتحاد الأوروبي والمنفّذ من قبل جمعية مدى، للعديد من المزارعين بمتابعة تدريب تقني والاستفادة من الأدوات التي يحتاجونها بشكل كبير، بخاصة لزوم الري، من أجل تعزيز القدرة الإنتاجية للمنطقة التي تشتهر على نطاق واسع بخبرتها في مجال الزراعة وإعداد الطعام.