مجزرة قانا على طاولة بلا طول سيرة
حلقة “بلا طول سيرة” مع زافين، هذا الاسبوع، كان عنوانها “عشرون قانا”، أين كان اللبنانيون وأين أصبحوا. ففي التسعينات، انقسم اللبنانيون حول الوجود السوري، لكنهم توحدوا حول الحلم ببناء لبنان الجديد، وحول اسرائيل كعدو غاصب ومحتل. وبين الحلم والعدو، كان الاحباط المسيحي هو محرك الحياة السياسية اللبنانية. اما لحظة وحدة اللبنانيين ضد اسرائيل، فولدت في يوم مجزرة قانا سنة 1996..
للمرة الاولى بعد عشرين سنة، التقى زافين والدكتورة زاهرة حرب وديانا مقلد الذين شكلت قانا محطة فاصلة في حياتهم الشخصية والمهنية، في استوديو “بلا طول سيرة”. مجزرة قانا التي حصلت في 18 نيسان 1996، ذهب ضحيتها مئة شهيد، ومئات الجرحى من المدنيين الذين كانوا يحتمون داخل خيمة للامم المتحدة، خوفاً من القصف الاسرائيلي.
د. زاهرة حرب، الأستاذة المحاضرة في الصحافة الدولية في جامعة سيتي يونيفرسيتي في لندن، وعضو الهيئة المشرفة على القطاع المرئي والمسموع في بريطانيا تحدثت عن الشهداء الاحياء الذين شهدوا موت أحباء لهم وعاشوا هذه المأساة. واعتبرت مجزرة قانا محطة فاصلة، وأنها كانت من أوائل المؤسسين لصحافة المواطن-المراسل. وقالت إن مجزرة قانا شكلت علامة فارقة بتوحيد المقاومة واللبنانيين خلف المقاومة.
ديانا مقلد، الكاتبة في عدد من الصحف العربية، ومسؤولة الموقع الالكتروني في تلفزيون “المستقبل” أشارت الى انها كانت تعتقد أن ما حصل في قانا أثّر في العالم الى درجة انه لن يتكرر، لكنها كانت مخطئة بدليل أن مجزرة ثانية ارتكبت في قانا بالذات بعد عشر سنين ومجازر أخرى ارتكبت في مناطق اخرى منذ اعوام. وقالت انها لو عادت عشرين سنة الى الوراء، ما كانت بثت صور الجثث والاشلاء، وانها لا تزال تعيش الى اليوم هذه الصدمة.
وتخلل الفقرة تقرير عن زيارة قام بها زافين الى قانا بعد عشرين سنة حيث التقى شخصين كانا هناك، وتحدثا عن الاهمال الذي تعانيه المنطقة الى اليوم، وابرزا الانقسام الذي عاد الى المجتمع اللبناني.
فقرة “العيد من بعيد” تحولت الى “الذكرى من بعيد” مع يوسف طربيه من حاقل جبيل الذي هاجر الى فرنسا قبل 37 عاماً. وكان يوسف مهتما بمعرفة ماذا حل بمبنى كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في المنصورية حيث كان يتابع دروسه تحت القصف والخطر، ما اضطره الى ترك وطنه والسفر الى فرنسا لإكمال دراسته. وقدم له زافين كتابه “لبنان فلبنان”.
الفقرة التالية كانت مع ذكرى الحرب الاهلية اللبنانية، حيث نظمت مؤسسة مهارات لقاء حول مقدمات نشرات الأخبار والتأسيس للسلم الأهلي، وتركز الحوار حول ما اذا كانت مقدمات النشرات الإخبارية عنصر جذب أم أداة تحريض. حضر اللقاء ثلاثة من مدراء المحطات اللبنانية: وليد عبود ولارا زلعوم ومريم البسام، وغاب ثلاثة. كما شهد بعض لحظات التوتر بين الحضور والمنظمين والضيوف.
المديرة التنفيذية لمؤسسة مهارات رلى مخايل أشارت الى وجود تحولات تضطر المحطات الى تقديم تعديلات. وتحدثت عن الدراسة التي قامت بها مؤسسة مهارات عن مقدمات الاخبار، واعتبرت ان الوضع ينسحب على مقدمات الاخبار اذا كان المطلوب التهدئة او التحريض.
مديرة البرامج في المؤسسة ليال بهنام أوضحت أن التحريض ليس موجوداً كل الوقت في المقدمات، معتبرة المقدمة خصوصية في لبنان وغير موجودة في الدول الاخرى.
بعد مجزرة قانا والسياسة في مقدمات الاخبار، تطرق زافين الى مجزرة سيارة الاسعاف في بلدة المنصوري في الجنوب في 13 نيسان 1996. أهمية هذه المجزرة أن الكاميرا خلدتها لحظة وقوعها، من خلال المصورة الصحافية في وكالة رويترز نجلاء ابو جهجه، التي كانت في المكان لحظة وقوع الصاروخ الاسرائيلي على سيارة الاسعاف. نجلاء استرجعت ما حصل في المنصوري وقالت إن المجزرة باقية حية في ضميرها، وصورة
حنين وصوت هدوء وصراخ منار لا يفارقها، مشيرة الى ان المهم أن يكون اللبنانيون يدا واحدة للدفاع عن الوطن والشعب.
وتخلل الفقرة اتصال هاتفي مع احدى الناجين من سيارة المنصوري منار الخالد الموجودة في افريقيا، والتي قالت انه منذ 20 سنة الصورة في بالها هي هي، لان “الاسى ما بينتسى”، لافتة الى ان الايمان هو الذي ساعدها على تخطي المرحلة.
لختام كان مع فقرة من فقرات “بلا طول سيرة” سيغنتشر: “انت من وين” مع علي بيضون من صور، في جولة في المدينة انطلاقاً من المرفأ.