نبيلة عبيد: تعرضت للخيانة وكنت على وشك أن أتبنى فتاة
تميزت الحلقة العشرين من برنامج “أهم عشرة” على قناة روتانا خليجية بالنجومية والرقة، إذ استضاف فيها الإعلامي سعود الدوسري الممثلة المصرية نبيلة عبيد التي تحدثت عن مسيرتها بأسلوب لا يخلو من النعومة يشبهها. فهي التي نشأت منذ الصغر على حب التمثيل، وكان مكتشفها الحقيقي الذي قدمها الى السينما المخرج عاطف سالم في منتصف سبعينات القرن العشرين حتى نهاية التسعينات. قدمت أفلاماً اعتبرت علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، لقّبها الجمهور والصحافة بنجمة مصر الأولى.
حب السينما يجري في عروقها حلمت بالوقوف أمام الكاميرا حتى جاءتها الفرصة في فيلم “ما في تفاهم”، ومن هنا كانت البداية التي اختارت أن تبدأ نبيلة عبيد بها حلقتها. وعن تلك اللحظات قالت: “أهم شيء كان بالنسبة لي العمل في الفن الذي بدأته أيام المدرسة، والتقيت بالمخرج عاطف سالم وعندما اختارني لتمثيل أول دور لي فيلم “مافيش تفاهم” وكان من بطولة سعاد حسني وحسن يوسف، فرحتي لا توصف. هذا اليوم كان أول يوم سأقف فيه أمام الكاميرات وأحقق حلمي، ولكني لم أتكلم كلمة واحدة لأن دوري كان فتاة تسكن في منزل مقابل لابن الجيران، وكان يحاول معاكستها لكنها لا تنتبه اليه، وكان يقول لي المخرج أن هذا الدور سيلفت النظر وسيتساءل الناس عن جنسيتك أو يسأل لماذا لا تتكلم”.
وعن الوسط الفني قالت: “لم أعرف اي شيء عن الأجواء الفنية كنت أذهب الى المكتب دون علم والدتي وهم يأخذوني الى التصوير، ولم أعرف كيف كانت الأجواء في ذاك الوقت. وقبل عرض الفيلم وقعوا معي فيلم “رابعة العدوية، وسلسلة أفلام قريبة”.
يومان مهمان في حياة نبيلة عبيد أولهما كان يوم اختيرت لفيلم رابعة العدوية الذي ضمّ نجوم السينما في أوج عصرها، وضمّ صوت أم كلثوم التي فتحت لها باب عريض في الفن، وعن هذا الاختيار قالت: “قبل عرض الفيلم طلبوا مني مقابلة المنتج حلمي رفلة في مكتبه فلم أصدق، وأخذت أحد اقاربي معي، وطلب مني اختبار لرابعة العدوية ولم اكن أعرفها. قرأت السيناريو وجئت للتجربة بحضور المخرج نيازي مصطفى ووحيد فريد، واحببت كلام رابعة الدوية الذي يدخل القلب وفيه مناجاة لله سبحانه وتعالى. وعندما توجهت الى المسرح اخبرني نيازي مصطفى أنه إذا نجحت بالاختبار سيأخذوني واذا لم انجح سيبحثون لي عن دور آخر، وكانوا يبحثون عن ممثلة كبيرة مثل فاتن حمامة وفخر الدين، ولكنهم قرروا أن تكون أنا من ستؤدي الدور لأني وجه جديد يجذب الناس أكثر, وأثناء اداءي للنص جرت الدموع في عيوني وصوتي تغير لما في الكلام من تأثير، وفجأت سمعت صوتاً من خلفي يقول “يا رب تاخد الدور” وبعد الأداء لم يقل لي أحد شيئاً ولكني وجدت على وجوههم الرضا والاستحسان، وبعدها اتصلوا وبدأوا يدربوني على اداء رابعة العدوية ويحضروني للدخول الى عالم النجومية”.
واليوم التالي الذي ذكرته مرتبط بالفيلم ايضاً، حيث أن الأمر كان متوقفاً على موافقة أم كلثوم عليها، وتابعت نبيلة عبيد تقول: “بعد موافقتها قالت “خلاص ادوا الدور للبنت دي”وهي كان لها دخل بتركيبة العمل وقالت إنها تريد وجه جديد لكي يتمكن من اقناع المشاهد كونه جديد. مثلت الفيلم وبكل أسف لم ألتقيها وبقي لقاءها أمنية عندي لأنه لم تسنح لي أي فرصة لرؤيتها وكانت موافقتها بالنسبة لي حياة أو موت. وقبل التصوير بقيت ثلاثة أشهر اتمرن على الاداء والتمثيل وأثناء تصوير وضعت كل مجهودي وتركيزي”.
وعن علاقة الممثلين النجوم معها قالت: “كانوا يعملون حساب لعاطف سالم خصوصاً أننا تزوجنا أثناء تصوير الفيلم، وكانوا يحاولون مساعدتي خصوصاً أنني البطلة ولست صاحبة دور صغير، وأساساً كانوا هم أناس جيدين، وأنا كنت مصرة على أن أقدم الدور الثقيل بجدارة خصوصاً أن الشركة وقعت معي عقد احتكار لخمسة أفلام”.
وذكرت نبيلة عبيد يوم لقاءها بالممثل العالمي عمر الشريف: “بعد تصويره لورانس العرب كان لديه اتفاق على فيلم المماليك، وكان سيصور فيلم مع وجه جديد في ثاني فيلم لها، أنا كنت خائفة لأنني سأقف أمام ممثل عالمي بدور زوجته، وأنا كنت خائفة وهو كان لبقاً جداً معي وفي منتهى الأخلاق فهو بطبعه هكذا، وكنت من النوع الخجول ولا أتكلم معه إلا أثناء تمثيلي دوري”.
وذكرت انطلاقتها الثانية في تعاونها مع احسان عبد القدوس حين قرأت رواية “وسقطت في بحر العسل” وعن هذا اليوم قالت عبيد: “كان السبب في أول لقاء لي باحسان عبد القدوس، كنت افكر برواية بعد توجيه رمسيس نجيب لي نحوه، فكان أول لقاء كنت أفكر برواية روز اليوسف، فقال لي إحسان إقرأي “وسقطت في بحر العسل”، وأذكر انه قال لي ان على هذه الرواية حرب باردة، وأن أكثر من ممثلة أرادت الدور، وحين قرأتها كنت أمر بحالة قريبة قليلاً من الرواية التي تختصر قصة امرأة ترتبط بشخص تحبه وهو على علاقة بامرأة أخرى, فاحببت الرواية . واستمر التعاون بيني وبين احسان عبد القدوس من رواية “وسقطت في بحر العسل” الى “لا يزال التحقيق مستمراً” وكان يتصل بي ويقول لي هناك رواية ستنشر في الاهرام، أقرأها وأخذها منه، وأحياناً يطلب مني القراءة قبل النشر فاجلس في صالون منزله وأقرأ القصة، وكانت زوجته صديقتي وهي سببت لي نقلة في حياتي وجعلت نبيلة صديقة وزادت من فخري باحسان عبد القدوس، أما الأدباء الآخرين فصورت رواية لنجيب محفوظ وغيرهم”.
اختارت يوم تعرضت للخيانة وقالت: “تعرضت للخيانة وأنا صغيرة جداً ولم اجد لها مناسبة تحصل ولم استطع السكوت عنها وخصوصاً أن كل الناس عرفوا بها وأنا آخر من يعلم. لا أعرف سبب خيانة الزوج لزوجة صغيرة وجميلة، لم أتحمل الخيانة، وصرت بعدها حذرة وخائفة لأنني أريد الحياة جميلة ووردية واتمنى ألا تحصل مرة أخرى، الخيانة صدمتني في حياتي وعقدتني، وأخذت فترة لاتخلص من هذا الشعور وركزت على العمل وصرت أرفض الزواج، وكل نجاحاتي بدأت من تركيزي في العمل واختياراتي لروايات احسان ولم أكن أريد الارتباط، واختفى الرجل من حياتي لفترة طويلة لغاية (ما جرى اللي جرى)”.
ذكرت عيد ميلادها الذي حولته من مناسبة شخصية الى احتفاء بنجاحها فصار حدثاً ينتظره الوسط الفني، وأوضحت أسبابه بقولها: “بدأت أحتفل بعيد ميلادي بنجاح فيلم “ولا يزال التحقيق مستمراً” اعتبرت أن هذا الفيلم هو ميلادي الفني الحقيقي بعد النجاح الذي حققه وبعد كلام النقاد عنه، وكان لدي فرحة داخلية، وانا أول من اخترع قالب الحلوى الذي عليه اسم الفيلم، وبعدها صرت أضع في كل عيد ميلاد لي أسماء الأفلام التي ستصور وروايات احسان، وصار تقليد يجمع الفنانين لانه كان احتفال بنجاح أعمالي، وتوقفت أثناء مرض والدتي وبعد وفاة والدتي أوقفت هذا الاحتفال واستبدلته بسحور في رمضان أجمع فيه كل الفنانين”.
وذكرت نبيلة عبيد حلم الأمومة وتحدثت عنه بغصة الأم: “كان قلبي يدلني على ما قد يسعد غيري ويسعدني وهو حلم يشغل بالي منذ فترة. توجهت الى دار الأيتام لأتبنى طفلة وكانت سمراء وصغيرة جداً فخفت أن آخذها وهي بهذا العمر فأجلت الموضوع لاجد فتاة أكبر بقليل، ولا يزال الأمر يخطر على بالي، وعندما اجد هذه الفتاة سأهتم بها، ربما لهذا أتأخر باختيار الفتاة، ربما الفترة المقبلة أكون فيها أكثر تحضيراً لها”.
وعن مرحلة النجاحات التي أوصلتها لتكون الرقم الأصعب في السينما المصرية قالت نبيلة عبيد: “كل الأعمال الناجحة كانت وراء بعضها في فترة متقاربة وشكلت سعادة داخلية عندي. اختار أفلامي وفق الموضوع الذي يعرض عليّ، واعتذرت عن أعمال بشكل مباشر وأحياناً اقرأ وأوافق مباشرة، وكان لدي مبدأ ألا أعمل في الصيف لأنني أعاني من الحرّ، ولكن عرض علي فيلم “كشف المستور” وبدأت التصوير في منتصف أغسطس وإلا سيكون لغيري، وعن سكوت السلطة عن هذا الفيلم يسأل فيه وحيد حامد لأنه أصر على هذا النوع من الأعمال الجريئة، وليس لزواجي بذاك الوقت من أسامة الباز علاقة بتقديمي للعمل فهو لا يتدخل بأي عمل”.
وفي الختام ذكرت يوم المواجهة مع الممثلة الهام شاهين: “هي عبرت عن رأيها وردت على من شتمها وهو غير مقبول لأنه قد يحصل مع غيرها، حاولنا أن نهدئها لكنها اصرت لأنها شعرت أنها على حق لأنه تعرضت للإهانة، وخفت بصراحة عليها، وتقاربت منها كثيراً لأني شعرت بحاجتي لأن أكون قريبة منها لو بالكلام أو اللقاء بها لأنها كانت تدافع عن نفسها. وبالنسبة للاخوان وموقفهم من الفن، قالت: الفن الذي نقدمه محترم ونقدم شخصيات مختلفة وليس بالضرورة أن نكون الشخصيات التي نقدمها، مثلاً الشخصية التي قدمتها في فيلم ولا يزال التحقيق مستمراً كانت شخصية خائنة أديته أنا وفي النهاية تلك المرأة أخذت جزاءها وقتلت، نحن نقدم العمل ليكون عظة، فالسينما هي ضمير أمة لها علاقة وتقاليد”.