رأي خاص – هل تستحق أنغام لقب نجمة مصر الأولى؟
رأي خاص – بصراحة: قد يثير لقب نجمة مصر الأولى جدلا وخلافا بين الفنانات وبين الجمهور ولكن مصطلح نجمة يُبنى على أسس فنية ولا يُبنى على المهاترات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ومن أهم أسس النجومية بشكل عام إصدار الأعمال الفنية، الإستمرارية، التنوع في الأعمال الغنائية، الحفلات، ومن يجمع هذه الأسس في مشواره الفني يستحق أن يُطلق عليه لقب نجم لأن النجومية لا تأتي بليلة وضحاها بل هي تراكم للخبرات والعمل الدؤوب والمثابرة والطموح.
ليس من باب التقييم أو إثارة النعرات والإنقسامات الفنية، تعتبر النجمة المصرية أنغام نجمة بكل ما للكلمة من معنى وإستحقت النجومية ليس من فراغ بل نتيجة عوامل فنية عدة.
أنغام بدأت مشوارها الفني عام 1987 حينما أطلقت ألبومها الأول الذي حمل عنوان “الركن البعيد الهادي” وتتالت نجاحات أنغام فيما بعد ولم تغب عن الساحة الفنية اذ أطلقت 21 ألبوما بين عامي 1987 و 2010، اذاً إن أنغام ليست وليدة اليوم بل صاحبة تاريخ فني وأرشيف مميز وكبير، واستطاعت صاحبة الاحساس خلال تلك السنوات أن تكون فاعلة وبقوة على الساحة الفنية المصرية بشكل خاص والساحة الفنية العربية بشكل عام، وشاركت في أضخم المهرجانات العربية وأسست لنفسها خطا فنيا مستقلا والنجم من يؤسس لنفسه هوية فنية.
بعد أخر البوماتها عام 2010 والذي حمل عنوان “محدش يحاسبني” غابت أنغام عن سوق الإنتاجات الفنية الضخمة ولكن إسمها لم يغب بل تواجدت، لأن النجم يبقى اسمه في ذاكرة الجمهور مهما كانت الظروف، وابتعدت أنغام عن الإصدارات الفنية الكبيرة نتيجة الظروف السياسية والأمنية التي مرت بها مصر بعد ثورة يناير عام 2011 وإكتفت بأغنيات منفردة.
بين عام 2010 وعام 2015 خمس سنوات قد تكون كفيلة بالقضاء على الشهرة والنجومية لأي فنان، ولكن مع أنغام كان الأمر عكسيا لأنها عادت قبل ايام قليلة بألبوم جديد حمل عنوان “أحلام بريئة”.
من يتابع ويراقب الساحة الفنية ومواقع التواصل الإجتماعي يدرك أن عودة أنغام لم تكن عودة عادية وكأنها لم تغب خلال السنوات الماضية، وهنا نقطة قوة النجم الذي يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة يعتمد عليها، ودون أي مبالغة إن ألبوم “احلام بريئة” حرك الركود الفني الحاصل في مصر وبعض الدول العربية وأشعل المنافسة وكأن الكل كان ينتظر هذه العودة.
بعيداً عن التقييم الفني لألبوم أنغام الجديد واذا كان لا بد من الإشادة به فإنه من أجمل ما قدمت أنغام طيلة مسيرتها الفنية، البوم رومنسي وطربي باللهجة المصرية وكانت ميزته غناء أنغام للهجة اللبنانية للمرة الأولى.
قدمت أنغام إلى جانب لهجتها الأم “المصرية” اللهجة الخليجية وحمل ألبومها الجديد اللهجة اللبنانية، وهذا التنويع لم تشهده الساحة الفنية المصرية المعاصرة ولم تقدم هذه التوليفة المنوعة أي فنانة مصرية، لذلك فإن أنغام نجمة مصر الأولى عن جدارة واستحقاق لأن من تغني كافة اللهجات وتقدم كافة الألوان الفنية لا بد وأن تكون نجمة من الطراز الرفيع وترفع لها القبعة على هذه الروح الفنية.
بقلم: موسى عبدالله