متابعة خاصة – يوم وطني من أجل فيروز “واللي ما عندو كبير يشتري كبير”
متابعة خاصة – بصراحة: رحل معظم عمالقة الفن اللبناني عن سماء لبنان مثل سرب الطيور المهاجرة، تاركين خلفهم موسوعة غنائية وأرشيفا لا يضاهيه فن اليوم ولا نجومه ولا أغنياته، وتبقى الغصة الموجعة في قلوب العصافير الراحلة نكران الجميل من أصحابها وأصدقائها، فقد رحل كبار لبنان دون أي تكريم يذكر في حياتهم وما نفع التكريم بعد مماتهم وكأن التكريم بعد الممات يبعث الروح في الغائبين فيقفون مجدداً على مسرح بعلبك أو بيت الدين.
على سبيل الذكر لا الحصر رحل الفنان الكبير الدكتور وديع الصافي قبل عامين دون أن تلتفت له الدولة اللبنانية وتقوم بواجبها تجاه من قام بواجبه على أحسن ما يرام، ورحلت الشحرورة صباح قبل نحو عام ولم تقف الدولة اللبنانية موقف الدولة التي تدرك معنى كبارها ويبدو أن الدولة اللبنانية لا كبير لها، وذهبت مهرجانات التكريم على حياتهم في مهب الرياح وبدون أدنى شك فإن الدولة اللبنانية والوزارات والهيئات المعنية لم تفكر ولو دقيقة واحدة في تكريم من رفعوا إسم لبنان.
يقول المثال الشعبي “اللي ما عندو كبير يشتري كبير”، بعد رحيل عمالقة لبنان لم يبق في الميدان سوى قيثارة الشرق السيدة فيروز التي تعتبر رمز لبنان الحالي وأيقونته الخالدة بعد رحيل الكبار، والسؤال الذي يطرح نفسه هل قليل على لبنان أن يُكرم سيدته الأولى في حياتها؟ هل قليل على الهيئات المعنية أن تبادر إلى تخصيص يوما وطنيا تحت عنوان “تكريم فيروز” يجتمع اللبنانيون خلاله تحت سماء قلعة بعلبك التي تعشقها فيروز أو على خشبات مسرح بيت الدين، ألم يحن وقت تكريم فيروز أطال الله بعمرها، أو إن تكريم الكبار يكون كما جرت العادة بعد توديعهم سماء لبنان؟
في بلد مهترىء كلبنان ينازع ويغرق في مستنقعات فساد زعمائه وقادته بتنا لا نتوقع الكثير ولكن لطالما كان الفن يصلح ما تفسده السياسة فنتمنى ان تحيد الوزارات والهيئات المعنية نفسها عن الصراعات السياسية وتلتفت الى من تبقى من كبارنا وتكرمهم قبل فوات الاوان
بقلم: موسى عبدالله