لقاء خاص –لم اعترض أسامة الرحباني على الحراك الشعبي؟ وما القاسم المشترك بين نفرتيتي وهبة طوجي؟
خاص – بصراحة: يعتبر المؤلف الموسيقي والكاتب أسامة الرحباني من الأدمغة اللبنانية التي تعمل على صناعة أفكار مسرحية وفنية تتناسب مع تاريخ الرحابنة الكبار، بعد عدد كبير من المسرحيات الناجحة التي قدمها تلوح في الأفق قصة مسرحية جديدة عن الملكة نفرتيتي، كشف اسامة الرحباني لموقع بصراحة عن أن فكرة نفرتيتي موجودة منذ نحو خمس سنوات ولكن تم تأجيلها بسبب الاوضاع التي يمر بها لبنان وعدم الاستقرار وهي مسرحية ضخمة تتحدّث عن شخصية نفرتيتي الغامضة، امرأة قوية حكمت وساندت زوجها فرعون وشكلت نقلة في حكمه، صراع بين العقلية القديمة والجديدة، والمسرحية لا تنطبق على الواقع اللبناني لأن المسرحية عبارة عن واقع انساني أجمل يتناول كل المشاكل الإنسانية مثل المؤامرات والخير والحسد والغيرة والتسلط والكره، والمسرحية هي تواصل بين الماضي والحاضر مع الإختلاف في طريقة التقديم، خاصة أن الحضارة اليوم أصبحت أكثر تطوراً ونفرتيتي شخصية رائعة الجمال، وحتى الأن تعتبر نفرتيتي شخصية غامضة لا زالت الأبحاث جارية من أجل التعرّف على شخصية نفرتيتي وفي مصر تجري عدة بحوث من أجل إكتشاف كل ما يتعلق بها.
وتابع اسامة خلال المقابلة الى انه سيتم معالجة مسرحية “نفرتيتي” كما سبق وعالج مسرحية “جبران والنّبي”. كما اكد ان المسرحية ضخمة وتتضمن ازياءً خاصة وقد تواصل مع مصممين عالميين لهذا الغرض، وهبة طوجي مشاركة في عملية الأبحاث المتعلقة بالمسرحية، وكان هناك عوامل عدة ساهمت في تأخير العمل عليها لأنها بحاجة إلى زمن أكثر إطمئناناً وأماناً، إضافة إلى السفر إلى نيويورك مع هبة والإنشغاال بذا فويس، جميعها عوامل أدت إلى التأخر في تنفيذ المسرحية.
فيما يتعلق بالنجمة هبة طوجي، أكّد الرحباني على أن غياب هبة عن الحفلات الصيف الفائت كان بسبب التعب والتنقل بين فرنسا ولبنان والعمل على تسجيل الأغاني، وعلى الرغم من ذلك أحيت حفلتين في بيبلوس وطرابلس وأصدرت ثلاث أعمال فنية، وسوف يتم الإفراج عن جميع أغنيات الحفلات ومن ضمن الأغنيات أغنية “بلد التناقض”، مؤكداً على وجود طلبات عدة من أجل إحياء الحفلات ولكن ليس هناك قدرة على تلبية جميع هذه الطلبات، كاشفاً عن وجود تحضيرات مسرحية غنائية ووجود عروض سينمائية ضخمة قيد الدرس إضافة إلى العمل على الألبومين الفرنسي واللبناني الذي تم تحضير أربع أغنيات خاصة به، واعداً بإصدار أغنية منفردة غربية من الالبوم الفرنسي خلال المرحلة القادمة.
ماذا يقول أسامة الرحباني عن هبة طوجي؟
بعد مشاركة هبة في ذا فويس أعرب اسامة عن فرحه الشديد من أجل هبة لأنها تستحق كل ذلك فهي تتمتع بذكاء خارق وثقافة كبيرة وتعمل من كل قلبها، ومسؤولة عن كل التفاصيل في عملها الفني من المشاركة في إختيار الاغنيات الى اختيارالثياب والتدخل في شؤون الإخراج وهي مساعد المخرج في جميع اعمالها المصورة ، وإعتبر أن هبة بمثابة الحافز الجميل له من أجل الابداع.
من جهة ثانية، أكّد اسامة الثائر في أعماله الفنية ضد النظام الطائفي والإقطاعي في لبنان، أنه مع الحراك المدني القائم في لبنان من جهة، وضد تصرفاته من جهة ثانية، على الحراك أن يحدّد أهدافه وأفكاره قبل أي شيء، فلا يمكن تخطي واقعاً معيناً ومعقداً جداً في لبنان لأن هذا الواقع مبني علي تعاقد رجال الدين والعائلات والإقطاع والطوائف والمواطن اللبناني لا زال دينه موجود به أكثر مما يتصور ، النظام في لبنان لا يتغير، لأن الطائفية والدين في صلب الحياة اللبنانية، معظم الطوائف لم تشارك في الحراك المدني ولا يمكن التغيير، لأن الـ system أقوى والنظام السياسي متفرع من هذا الـ system لأن الإقطاع والعائلات تسيطر على السياسة في لبنان على الرغم من وجود بعض الشخصيات السياسية الجديدة. وأكّد اسامة على أن الحراك المدني بحاجة إلى تنظيم وأن يكون حضارياً لأن مشهد القتال مع القوى الأمنية معيب، الحراك بدأ بالطريقة الصحيحة ومن ثم سقط في الأخطاء لأنه لا يضمّ مفكرين، كل الثورات التي شهدها العالم ضمت مفكرين، الثورة الفرنسية ضمت فولتير وروسو ومونتسكيو وغيرهم والثورة الروسية ضمت ماركس وقامت على فكر ماركس وغيره، مشددا في النهاية على ان الرحابنة لن يتركوا البلد ويعيشون في لبنان كما جميع اللبنانيين.