باتريسيا هاشم- نجوم ومشاهير العرب يستعينون بأشباح على مواقع التواصل الاجتماعي. مع او ضد؟
باتريسيا هاشم – بيروت: الشركات المتخصصة بواكبة مواقع التواصل الاجتماعي او ما يعرف بال “سوشال ميديا” في العالم كثيرة، وهي شركات عملاقة من حيث الميزانيات والعقول المبتكِرة التي تعمل فيها لأهمية مواكبة هذه الظاهرة الاجتماعية الثورية ان صحّ التعبير وهي شركات تهتم بحسابات الشركات والمؤسسات والجمعيات وكل من يملك حساباً خاصاً على هذه المواقع وخاصة حسابات النجوم الشخصية.
وهذه الشركات من شأنها ان تدير لوجستياً وتقنياً هذه الحسابات لناحية ابواب الحساب ومعلومات عن سيرة صاحب الحساب الذاتية والمعلومات التي يوّد ان ينشرها عن آخر اخباره الفنية وتفاصيل أحدث الاصدارات وجدول الحفلات والصور والفيديوهات التي يوّد مشاركتها مع متابعيه ، وهذه الشركات أيضاً تعنى بالغرافكس الخاصة بالترويج لأعمال جديدة عادة ما يكون النجوم معنيين فيها وبكل ما له علاقة بالMARKETING او التسويق نظراً للملايين الذين يتابعون هؤلاء المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن ان تتدخّل هذه الشركات بطرق مباشرة، باقتراح مضمون التغريات الشخصية والخاصة جداً على موقع “تويتر” او ال STATUS على موقع “فايسبوك” الخاص بهؤلاء النجوم فهذا أمر ليس محبذاً ان يحدث بالعادة مع النجوم الذين من المفترض ان يعبّروا عن أنفسهم وعن كل ما يجول في خاطرهم من أفكار وآراء وان يسجلوا مواقفاً في السياسة والمجتمع والفن والحب ويعبروا عن مشاعرهم في لحظات السعادة وحتى الانكسار بأنفسهم، الا ان كان يعتبر النجم نفسه فقط “brand” حينها يحقّ له ان يستخدم او يستعين بما يعرف في الغرب بـ Ghost Twitterer وهي الجهة المخولة الكتابة عنه على حسابه الخاص ليتفرغّ هو لجدول اعماله ويتفادى انتقاد الصحافة لكتاباته واي مواجهة مع الجمهور هو بغنى عنها، فيبقى في منطقة الأمان.
في الغرب أصبحت اللعبة مكشوفة والاسماء مكشوفة أيضاً ومن بينها كايني وست، اشتون كاتشر، هيوه جاكمن، فيفتي سانت، برتني سبيرز، غي كاوازاكي والرئيس الاميركي باراك اوباما الذين قرروا الاستعانة بموظفين يتولون عنهم مهمة التواصل مع جمهورهم، في حين الاسماء المعروفة باصرارها على التواصل شخصياً مع جمهورها هي كيتي بيري، ايلين ديجينيرس، جيمي فالون ، كلوي كرداشيان، صوفيا فرغارا، ستيف مارتن، لانس ارمسترونغ، رين ويلسون وشير.
اما في الوطن العربي فالخبث والنفاق يسطّران لعبة التواصل مع الجمهور على هذه المواقع فالنجوم يدّعون ما ليسوا عليه ويبنون جداراً مرتفعة بينهم وبين جمهورهم ربما اصبح بامكاننا اليوم اطلاق اسم “جدار العار” عليه تيمناً بالجدار الذي بنته الحكومة اللبنانية بين السراي الحكومي والشعب اللبناني. ولعلّ النجمة الدرامية ورد الخال وكعادتها كانت الوحيدة التي تحلّت بالجرأة لتقول انها عيّنت شركة لتتولى مهام ادارة صفحتيها على موقعي “تويتر” و”فايسبوك” لنقل كل أخبارها لجمهورها، وربما تستحق ورد الخال النزيهة كل التحية والتقدير على هذه الشجاعة والصراحة والشفافية مع جمهورها وهذا أصلاً ما عودتهم عليه ،في حين ان معظم النجوم يستعينون بأشباح ينتحلون صفتهم على هذه المواقع ولا يعترفون بذلك.
وقد لاحظ جمهور هذه المواقع ان الثقافة واللغة الانكليزية السليمة والهشتاغات العالمية انهالت فجأة على نجومهم الذين في معظم الاحيان متواجدون “اونلاين” ويغرّدون طوال الوقت في حين لديهم التزامات وانشغالات اخرى. بعضهم تفادى هذا الاحراج بنَسْب هذه التغريدات لمكاتبهم الاعلامية وادارة اعمالهم وبعضهم الاخر عيّن من يكتب لهم التغريدات او تزويدهم بأفكار فلسفية عميقة او مواقف سياسية او اجتماعية او حياتية مؤثرة يرسلونها لهم على موبايلاتهم، فينقلونها كما هي على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، والا كيف تفسّرون ان يتحول النجوم الى فلاسفة وعباقرة ومحللين وحكماء وفهلويين بين ليلة وضحاها؟؟
وربما هم لا يعلمون اننا نعلم انهم ليسوا هم من يتحكم بحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الا حين يكتبون اشياء بسيطة جداً لا قيمة لها او ينقلوا قولاً مأثوراً من هنا او يعلقوا على تغريدة هناك او يشكروا احد المعجبين او الصحافيين على ثناء او مديح.
كنا نتمنى لو كان نجومنا على طبيعتهم ، لو كانوا يتحلون بعمق وشجاعة اكبر للتفاعل مع كل الاحداث والامور التي تدور في فلك حياتهم الشخصية او الفنية او الاجتماعية او الوطنية وان يكسروا حاجز الخوف من خسارة جمهور هنا او هناك وان يكونوا على سجيتهم بدون أقنعة وصورة مثالية يتلطون خلفها فيضيعون هويتهم الحقيقية. وهنا يكمن كل الفرق صراحةً بين نجوم العرب ونجوم الغرب .
وأسوأ ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي هي الانهيارات التي تحصل للنجوم والنجمات حين يتعرضون لابشع حملات الاساءة والقدح والذم والشتيمة .هذا دون ان ننسى الحروب المهينة التي تحصل تارة بين النجوم وتارة بين معجبيهم. وانا اتساءل لما كل هذا الانفعال غير المبرر وانتم تحت الضوء وفي صلب المنافسة غير الشريفة طبعاً، في وطن عربي لا نعرف ان نتنافس فيه بشرف لان ذلك لا يندرج ضمن ثقافتنا للأسف. فبدل ان توظفوا شركات لتغرد عنكم، لما لا تولوا اليها مهمة ان تحذف كل تعليق يسيء اليكم ويشوه صورتكم وحذف كل من يسيئون اليكم فحتى على مواقع التواصل الاجتماعية الافتراضية …هناك صفعات مؤلمة افتراضية
يبقى ان نتمنى الا تحيد مواقع التواصل الاجتماعي عن الاهداف التي وجدت لاجلها وهي تواصل النجوم مع جمهورهم والتعبير عن انفسهم والترويج لأعمالهم شرط ان يبقى هذا التواصل شفافاً وحقيقياً فلا يخذلهم النجوم ويتبين للجمهور فيما بعد انهم كانوا طوال الوقت على تواصل فقط مع اشباح منتحلي صفة .