رأي خاص- لماذا غابت النساء عن مدرجات حفلي القيصر كاظم الساهر في مهرجانات اهدنيات الدولية؟
باتريسيا هاشم – بيروت: أسدلت مهرجانات اهدنيات الدولية الستارة واعلنت انتهاء برنامج صيف 2015 الذي سيبقى مطبوعاً في ذاكرة جميع اللبنانيين وغير اللبنانين ممن زاروا هذه المنطقة العريقة وحضروا أجمل العروض لنجوم عرب وعالميين اختارتهم اللجنة المنظمة لهذا العام. ولان لمهرجانات اهدنيات خصوصية معينة مرتبطة بالمكان والمصداقية والتنظيم والجهة المنظمة ورئيسة المهرجانات السيدة ريما فرنجية أصبحت هذه المهرجانات قبلة لألوف اللبنانين والسواح الذين يجددون ثقتهم بهذا المهرجان كل عام والذين أصبح بينهم وبين “اهدنيات” علاقة عاطفية خاصة تترجم بحجز اماكنهم سلفاً لحفل او أكثر مع ضرورة قضاء عطلة نهاية الاسبوع في ربوع اهدن الجميلة، فيغادرونها فيما بعد وهم يحملون الكثير من الذكريات المثقلة بعبير المكان والزمان.
اما حفلا القيصر كاظم الساهر فكانتا مسك ختام “اهدنيات” ولعله المسك والعنبر وكل انواع المطيبات، ولكن كان لافتاً خلال الحفلين خلو المدرجات من النساء واقتصار الحضور على الرجال، وقبل ان تُكثروا من التساؤلات والاستفسار وطرح كل علامات التعجب والاستفهام نكشف ان نساء الحفل كن معلقات في السماء، يطرن فوق المسرح والمقاعد، لا قيود لتحليقهن، زادهن الرومنسية ووقودهن الحب الذي فاض به كاظم الساهر على كل نساء الارض وليس نساء “اهدنيات” في تلك الامسية. امرأة كاظم الساهر لا تقف على أرض من طين وتراب… فهذه اهانة! امرأة كاظم الساهر تقف على حرير او على ياقوت ، هي ملكة من خارج هذا الزمان، مملكتها حنجرته وصولجانها شغفه الذي يجتاحها من شعرها حتى أخمص قدميها وتاجها احساسه القادر على هزّ كيان عروش كل نساء الدنيا.
قالها….”فقط النساء حافظين اغنياتي” وكيف لا تحفظ النساء اغنياتك وانت جعلت لكيانها قيمة ولعقلها مكانة وقدّست قلبها وروحها ومشاعرها وجسدها وكل شعرة فيها؟ كيف لا تحفظ النساء أغنياتك وفي كل كلمة فيها جرعة دفء ورومنسية وجرعات من الغزل، ذلك الذي يغذّي انوثة المرأة ويغريها ، كيف لا تحفظ النساء أغنياتك والسرّ لا يكمن فقط في الاغنيات انما في سرّ أدائك لها، فأنت السرّ بعينه وانت كاتمه وانت فاشيه، فهذه الاغنيات كانت لتلد مبتورة الرومنسية لو لم يكتمل نمو ابداعها على حنجرتك وبين مشاعرك المتوهجة والمتقدة عشقاً نادراً لا يعرف “كوده” الا النساء، لذا لم يستطع أي نجم ان يحاكي المرأة كما فعلت ، وان يداعب روحها كما فعلت، وان يلمس انوثها كما فعلت، وانت وحدك قلبت مقاييس العشق ورفعت سقفه حتى باتت المرأة امام مقارنة ليست لمصلحة أحد سواك، وتسأل كيف حفظت النساء أغنياتك؟؟
يا معشوق النساء….يا ملاذهن ومتعة حواسهن، سمعت كيف قاطعتك النساء خلال الحفل اكثر من مرة وغنين اغنياتك بهستيريا استثنائية وهن لم يقصدن ان يتباهين بأصواتهن البشعة بمعظمها ولا بعرض عضلات معرفتهن بأرشيفك وريبرتوارك الغنائي، انما هن اعلن مبايعتهن لك ولفنك ولصوتك ولوفائك للأغنية العربية .
كاظم الساهر لطالما أحبك لبنان وشعب لبنان وسيبقى دائماً وفياً لمن أحب لبنان بالمقابل وكان له في كل صيف محطة حب وعشق ورومنسية على امل ان يجمع الحب دائماً ما فرقته السياسة في وطننا العربي.