تغطية خاصة بالصور – طلاب عصام بريدي يكرمونه بالحب والفرح ووسام جعل كل العيون تدمع وتتأثر
يارا حرب: لا شك في انّ رحيل الفنان والممثل عصام بريدي ترك ألماً وغصّة ووجعاً ودمعة في قلب كل من عرفه أو التقى به أو حتى شاهده مجرّد مرّة على الشاشة! فكيف بالأحرى من تعودوا لقاءه يوميًا، ومن تتلمذوا تمثيليًا على يديه… من هنا أبوا طلابه أن يمرّ رحيله بطريقة عادية، فأقاموا له ظهر امس الاربعاء احتفالاً تكريميًا في حرم جامعة AUL في الكسليك بحضور عائلة عصام، وأصدقاءه، وإدارة الجامعة وزملائه في التعليم، وطلابه وأهل الفن والدراما والصحافة…
فكان عصام حاضر مع الجميع في الإحتفال، بروحه وصوره التي زينت المسرح والشاشات العملاقة، كذلك لقطات ومشاهد من مختلف أعماله ولقاءاته التلفزيونية… وقد زيّن المسرح بالورد الأبيض والشموع المضاءة ومذبح مع أيقونة السيدة العذراء والإنجيل… كذلك وزعت وردة بيضاء لكل شخص حضر الإحتفال … ولأنّ الصلاة هي قبل أي شيء آخر كان الشق الأول من الإحتفال روحيًا، فبعد النشيد الوطني اللبناني، تتالت الصلوات مع الأب فادي أبو شبل العراب الروحي لعصام وعائلته، ومع ترانيم أنشدها الفنان نقولا الأسطا، كما كان تأمل روحي مؤثر جدًا قرأته شقيقة عصام ماريان…
وبعد الصلوات والترانيم، عرض تقرير مميز بصور عصام ولحظاته ونجاحاته المميزة مع صوت وسام بكلام إلى نصفه الآخر، وختم التقرير على وقع صوت الفنان الكبير غسان صليبا وأغنية “لا تقل وداعًا بل إلى اللقاء…” ثم توالت الكلمات، وكانت بدايتها كلمة طلاب عصام لأنّ لا أحد يعرف عصام الأستاذ سواهم، والعبارة الموحدة التي كانوا يرددونها جميعهم “كان أستاذ رائع وخسارة خسرنا!” لذلك أرادوا أن يكرموه بالفرح والضحكة والحب تمامًا كروحه وكما يليق به، ليشكروه على كل مساعدة قدمها لهم حتى يتقدموا بالعلم وبالحياة على حد سواء، وليؤكدوا له أنهم يقدرون كل الجهود التي بذلها من أجلهم…وقد ألقت كلمة الطلاب تلميذة عصام لوريس نصور بغصّة ودمعة، فنوهت أنّ عصام علمهم التركيز والدقة والحيوية، وأشارت إلى أنّ حنّيته كانت لا توصف، مشددةً على أنهم لن ينسوه وأنّ روحه ستبقى دائمًا معهم! وأضافت:” اشتقنا لك ولكننا مؤمنون ونؤمن أننا سنكمل مسلسلنا سويًا يومًا ما فوق مع يسوع لأنّ المسيح قام!”
وكانت كلمة لمدير مكتب القبول وللتسويق في الجامعة فريد هيكل فأكّد أنّ عصام كان يعطي دائمًا جوًا إيجابيًا ويسامح ويبتعد عن الجدل معتبرًا إياه مضيعة للوقت، “وكان يتجاهل كل الزعل والخلافات لأنّ لا شيء يستحق دقيقة زعل! فالسيرة الطيبة هي أجمل ما تركه، فبعمرك القصير حققت سعادة لا تنتسى في قلوب الكثيرين…” وأضاف هيكل:” السيد والسيدة بريدي إسمحوا لي أن أركع إجلالاً وتقديرًا لتربيتكم لأنّ لا أحد عرف عصام إلا وأحبه وتأثر به… ماريان ووسام خسرتم أخًا ولكنكم ربحتم إخوة كثر ممن عشقوا عصام وأحبوه. وإدارة وموظفي الجامعة سيشتاقون إليك كثيرًا ولحيويتك التي كانت تملأ المكان…” كما وشكر الممثل طوني عيسى لأنه ساهم كثيرًا بإنجاح الإحتفال…
وألقى الممثل جهاد الأندري كلمة نقابة الممثلين المحترفين كونه أمين سر النقابة، فقال:” جئنا نتماسك الأيادي التي حطت لك شهادتك الفكرية اليوم، طوبى لك ولزيارتك المستعجلة لنا، طوبى لنا لأننا تعرفنا إليك وتعلقنا بك، الحياة سفر مؤقت وحياتك الجديدة سفر طويل… ما سر وزناتك؟طوبى للرحم الذي حملك وللوالد الجليل الذي لو كان صامتًا فقد تعلمنا منه الكثير… صلي لأجلنا لأنك في مكان حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهدات، مبارك لنا بك، ومبارك لك بالقديسين…”
كذلك كانت كلمة لنقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، فألقى كلمة النقيب جان قسيس عضو المجلس النقابي الممثل عصام الأشقر قائلاً:” رحل عصام باكرًا على غفلة من العمر تاركًا ألف جرح وألف غصّة… ربما قرر الرحيل إلى السماء لأنّ الأرض لم تعد تتسع لأحلامه! لقد زادته النجاحات طيبة وتواضعًا، وأمسك مفاتيح الفن الراقي الذي حمله معه رسالةً وكانت طموحاته أكبر من عمره… ستبقى ذكراه خالدةً بيننا خلود الأرز! لقد كانت على موعد معنا في اليوم الذي تلا غيابك لتعرض علينا شيئًا من أحلامك! الأبواب ستبقى مفتوحة لك دائمًا، والقلوب ستبقى معدةً لاستقبالك إلى يوم القيامة!”
هذا وألقى مدير جامعة AUL فرع الكسليك د.مارك أنطون كلمة أثنى فيها كم أنّ عصام كان أستاذًا محبوبًا جدًا من تلاميذه، وطيب القلب ورائع… مضيفًا:” صحيح أنه كان يتأخر عن الوقت ولكنه كان دائمًا يصل مع بسمة لدرجة لا يدعنا نسأله لماذا تأخرت! لقد علمتني ألا أخاف من الموت وسأعلم أولادي ألا يخافوا منه، وسأواجهه كما واجهته أنت! ونحن نلحق بك ولكن إذا تعثرنا قليلاً ونحن نصعد على درب السماء، مدّ بيدك وساعدنا قليلاً لأننا نرغب بأن نكون معك!”
من جهة أخرى، تخلل الإحتفال تقارير وأعمال تعرض للمرة الأولى، فقد زودت المخرجة ليليان بستاني طلاب عصام بمشاهد خاصة من مسلسل “أوتيل الأفراح” تعرض لأول مرة، وهذا المسلسل الذي لم يعرض بعد هو من بطولة الثنائي المميز والرائع عصام بريدي وباتريسيا نمور على أمل أن يعرض قريبًا على الشاشة، وفي نهاية التقرير وجهت ليليان ومنتج المسلسل وطانيوس أبي حاتم كلمة لعصام جاء فيها:” سألت السما شو ناقصك تتعيدي، جاوب القدوس ناقصني أنيس إسمو عصام وعيلتو بريدي، حتى بعرس السما سمّيه العريس، كل الأبجدية ما بتكفي الإيمان وحدو بكفي!” كذلك المنتج زياد شويري صاحب شركة “أونلاين برودكشن”، خص الجامعة بمشاهد لعصام من مسلسل “علاقات خاصة” الذي يعرض حاليًا. وختم التقرير بعبارة:” ليت غيابك كان غيبوبة في مشهد… إلى عصام بريدي بحضوره الأقوى من الغياب”.
وقدم المؤلف الموسيقي باسم رزق، الصديق المقرب من عصام وطوني عيسى، معزوفة خاصة عزفها للمرة الأولى،وهي معزوفة ألفها بعد وفاة عصام، ومهداة لروحه… كما قدم الفنان جيلبرت سايمون خريج “ستار أكاديمي” أغنية ألفها خصيصًا لصديقه عصام تحت عنوان “the story of life” وغناها لأول مرة واضعًا وردة بيضاء أمام صورة عصام…
وفي نهاية الإحتفال التكريمي قدم عميد الجامعة طارق صادق شهادة تقدير جامعية برتبة كومودور أكاديمي لعصام بريدي، إضافةً إلى مجسّم حمل قبعة التخرج، وقد تسلموهم والدي عصام وشقيقيه وسام وشقيقته ماريان.
أما الختام فكان مع كلمة مؤثرة جدًا لوسام بريدي جعلت كل العيون تدمع وتتأثر! فقال:” المسيح قام، أفكر أن أطوّل ذقني لأنّ عصام كان مطول ذقنو في الفترة الأخيرة، وهذه الصورة الأخيرة التي ما زلنا نتذكرها عنه! الكلام لا يساعد الإنسان دائمًا وأنا لا أحب أن أحضر كلماتي، ولكن لو كان عصام موجودًا معنا اليوم هنا، لو كان يجلس بقربك يا طوني لكان حايص ومستعجل، فصحيح أنه كان دائمًا يتأخر عن الوقت ولكن 12 نيسان هو التاريخ الوحيد الذي لم يتأخر عنه! ربما تشاجر عصام أو اختلف مع زملاء أو أشخاصًا ولكن كل ما تكلمتم به عنه يؤكد أنه لو حصل واختلف عصام مع أحدهم، كان الخلاف قصيرًا وكان يصلح كل شيء بابتسامة!” وأضاف وسام:” في ظل هذه الظروف، رجاؤنا هو إيماننا، وإيماننا يشدد أنّ الله وفي كل الأديان قال لنا أنّ الحياة الأبدية في مكان آخر… كلنا نتساءل لماذا تعلقنا بعصام إلى هذه الدرجة، ذلك لأنّ ربنا حين يقرر أن يضع نعمة بشخص ما فهو لا يخبرنا! فحتى من لا يؤمن تأثر بمحبة الجميع لعصام، فكيف بالأحرى الله وكل ملائكته! فتخيلوا كيف استقبلوا جميعهم عصام!” وطلب من الجميع أن يتذكروا عصام دائمًا بالمحبة والإيمان… وتوجه وسام إلى تلاميذ عصام قائلاً:” رسالة عصام لكم هي أن تكونوا دائمًا جاهزين لأنكم لا تعلمون متى تأتي الساعة إن كان في الموت أو في الحياة، فلا تنتظروا أن تأتي الفرصة إليكم لتتجهزوا!”
في سياق منفصل، طلب وسام من كل شخص عاش ذكرى أو موقف جميل أو أي فرصة مع عصام، أن يكتبها ويوصلها إليه، لأنه يرغب بأن يخلّد ذكرى عصام في كتاب وسيعمل على هذا المشروع للعام المقبل “ليبقى الكتاب موجود بيننا ذكرى جميلة عن عصام…” وختم كلامه بالقول:” عصام لم يكن مثاليًا في الحياة ولكن المثالية هي المحبة، ولولا ومحبتكم لنا كعائلة سنكون ضعفاء، ولكن محبتكم هي التي مدتنا بالقوة…”
وفي النهاية أعلن وسام أنه وبتاريخ 12 أيار سيمشي في مسيرة “درب السماء” من ساحل علما وحتى سيدة لبنان في حريصا، ودعا الجميع ليشاركوا في المسيرة “سنمشي هذا الدرب ونتأمل من أجل كل محب خسرناه وفقدناه، أنا سأمشي مع أخي وكل شخص سيمشي مع من سبقونا على هذا الدرب…” شاكرًا كل من سيكون حاضرًا معهم في المسيرة ومشيرًا إلى أنّ المسيرة ستبدأ عند الساعة الخامسة بعد الظهر من أمام مبنى بلاتيا من ساحل علما وستنتهي بقداس إلهي في تمام الساعة الثامنة مساءً في سيدة لبنان – حريصا…
تصوير: ربيكا عتيق
شاهدوا الصور