رأي خاص-عندما تكرّم اعلامية كبيرة … كبيرة من لبنان! شكراً سميرة توفيق على هذه الهدية الثمينة
باتريسيا هاشم: لم يكن الاعداد لحلقة خاصة من برنامج “بعدنا مع رابعة” مع سمراء البادية النجمة الكبيرة سميرة توفيق سهلاً وهذا ما أظهرته التغريدات المتبادلة بين ابنة شقيقة توفيق لينا رضوان ومقدمة البرنامج رابعة الزيات على موقع تويتر حيث غردت لينا مباشرة بعد الحلقة قائلة :” تستحقين محبتها يا رابعة أصرّيتِ وتحملتِ كلمتي المتكررة”صعبة يا رابعة” لكن اصرارك النابع من محبتك جعل من المستحيل أجمل ما أنجزتموه” وهذا ما عبّرت عنه رضوان أيضاً خلال الحلقة التكريمية للسيدة سميرة توفيق حيث شكرت رابعة وفريق الاعداد المؤلف من الزميلين هلا المر واندره داغر على صدرهم الرحب وعلى صبرهم خلال التحضير لهذه الحلقة التي بدأ الاستعداد لها منذ حوالي السنة.
لم يكن الامر بالسهل سيما وان السيدة سميرة توفيق قررت الابتعاد عن الاعلام منذ سنوات طويلة الا انه لم يكن مستحيلاً أيضاً خاصة وان المُطالِبة بهذه الحلقة هي اعلامية من أرقى اعلامياتنا واكثرهن احتراماً لنفسها ولضيوفها، هي المثقفة التي تقدّر الابداع والمبدعين وتعطي كل ذي حق حقه من الثناء وحفاوة الاستقبال فكانت الحلقة بمثابة عرفان بجميل فن سميرة توفيق وتقدير لتاريخ فني شرّف لبنان واللبنانيين.
الحلقة التكريمية كانت تكريمية بالفعل فكل ما قيل بالسيدة توفيق كان نابعاً من وفاء المدعوين لتكريمها والناقد الضيف عبيدو باشا تحدّث باسم كل اللبنانيين ونقل كل ما يختلج في قلوبهم من محبة وتقدير واشتياق ووفاء. وابنة شقيقتها كانت المتحدث الارقى عن من عاشت تفاصيل سنوات سميرة توفيق الاخيرة وكانت مرآة من عاشت من اجل فنها فكانت خير متحدث عنها ،تحدّثت بعشق القريبة المقربة وبشغف رفيقة الحياة، فكانت وفية لتفاصيل لا يعرفها سواها ، نقلتها بأمانة كبيرة فجعلتنا نعيش سميرة توفيق المعتزلة ولكن الحاضرة دوماً بيننا.
وغنى لها خلال الحلقة كل من لورا خليل من لبنان ،ناديا منفوخ وسهى أبو شروف من سوريا وحرصن على الغناء بمحبة كبيرة لنجمة تأثرن بها فكانت الدموع الحاضر الاقوى في الحلقة، دموع الحنين والاشتياق لسيدة انسحبت من الوسط الفني كالنسمة كما وصفها عبيدو باشا، الا ان غيابها كان ولا يزال كالعاصفة التي تعصف بذاكرتنا بين الحين والآخر…
حلقة أُعدت برقي كبير وحرصت على ايفاء كل تفاصيل حياة سمراء البادية حقها ولو ان سميرة توفيق تحتاج الى ارشيف بكامله والى حلقات بالعشرات لايفائها حقها كما صرّحت رابعة الزيات الا ان هذه الحلقة ضخت كل محبة مختزنة لتوفيق في قلوب كل من شارك فيها، فكانت المختصر المفيد والاوفى لنجمة رفعت اسم لبنان عالياً وحملته الى كل اصقاع الارض.
وفي نهاية الحلقة كان اللقاء المنتظر مع سميرة توفيق، فأطلت كأنها لم تغب ابداً، وتحدثت كانها لم تقرر الصمت يوماً وكانت الصورة المطابقة لأخر ما التقطته ذاكرتنا قبل الغياب، التهمناها خلال اللقاء بعيون المشتاق و حتى انتهى اللقاء لم نكن نصدق عيوننا فأعدنا مشاهدة الحلقة مرة واثنتان وعشرة وتمنينا لو انها لم تنتهِ ابداً فكان هذا اللقاء الحدث بمثابة تعويض للأحبة عن سنين الفراق ، بضع دقائق قد لا تكفي لسدّ فراغ غيابها الا انها تجدد فينا الوفاء لسيدة الغناء البدوي.
شكراً رابعة لأنك حاولتِ ونجحتِ… شكراً لينا رضوان لأنك رفضتِ ومن ثم وافقتِ وشكرأ سميرة توفيق لأنك أكرمت علينا بهذه الهدية التي لا تقدّر بثمن ولا بسنوات انتظار….
شاهدوا الحلقة