خاص- سميرة توفيق تسترجع ذكريات الزمن الجميل مع نايلة تويني… وتردّ على الإشاعات التي تطاردها
من منزلها في مدينة أبو ظبي الإماراتية وبكامل أناقتها و ملامحها العربية الأصيلة وجمال روحها الشابة وإبتسامتها الهادئة وصوتها العذب الذي لطالما عشقه الجمهور، حلّت الفنانة القديرة سميرة توفيق ضيفة على برنامج “بودكاست مع نايلة” الذي تقدمه رئيسة مجموعة النهار الإعلامية نايلة تويني، في لقاء كشفت فيه عن العديد من محطات حياتها الشخصية والفنيّة، كما صحّحت بعض المعلومات الخاطئة التي يتم تداولها حول جنسيتها الحقيقية مؤكدةً أنها لبنانية أباً عن جد وتفتخر بذلك.
في بداية اللقاء عّبرت سميرة توفيق مباشرة عن انزعاجها من كثرة المغالطات التي تتناول أصول جنسيتها وخصوصاً عبر “ويكيبيديا”، مؤكدة انها لبنانية ابنة منطقة الرميل في الأشرفية، من والدَين لبنانيَين ولدت وترعرعت في لبنان وتفتخر بأصلها اللبناني دائماً وأبداً.
ولفتت سميرة توفيق ان منطقة الحازمية تعني لها الكثير لأنها عاشت فيها “كل حياتها” تقريباً وهناك شارع بإسمها في الحازمية، وأضافت انها تحب منطفة عالية لأن عائلتها كانت تصطاف فيها.
أما عن رسالتها للبنان أجابت “توفيق” :” الله يُنقذ لبنان من أيادي الشر التي تتلاعب فيه بشكل خاطىء”، وتمنّت ان ترى لبنان الخير والبركة كما كان في السابق ولو كان أخر يوم في عمرها. كما تمنّت عودة جميع المغتربين الى أرض الوطن.
وروّت توفيق تفاصيل سفرها إلى الإمارات بعد جائحة كورونا التي خسرت خلالها شقيقها إضافة الى أزمة لبنان، قائلةً: “اتصلوا بي، واستقدموني مع أفراد عائلتي، ووصلت الى الإمارات حيث تلقّيت كل الحب والإحترام والرعاية”.
وأضافت “توفيق”: “الإمارات كرّمتني كإبنة لها.. ووصفت الشيخ زايد بالأب الحنون.
كما تحدثت “توفيق” عن عمق العلاقة التي تجمعها بـ “أم الإمارات” الشيخة فاطمة بنت مبارك ورئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، والتي تحتفظ بصورة لهما في منزلها، حيث أكدت ان “هذه الأسرة الكريمة عاملتها كإبنة لها، احترمتها وكرّمتها وأحبتها”، مضيفة:”هذه العائلة لا تنام طالما يوجد بيت واحد يشعر بالضيق في البلاد”. وأشارت انها تعلّمت من العائلة المالكة الحب والإحترام المتبادلين، ورأت حرص الشيخ زايد بأم عينيها خلال غرس العروق الخضراء حين كانت البلاد في ذلك الوقت صحراء”.
كما أشارت “توفيق” انها نالت نفس العلاقة من الاحترام المتبادل في البحرين، مشيرة أنها حصلت على الجنسية الإماراتية قبل الإتحاد.
ثم عادت سميرة توفيق في الذاكرة الى بداياتها الفنية حيث دخلت عالم الفن في سن ١١عاماً، وتتلمذت على يد عازف العود وصديق والدها إلياس القطريب الذي عاملها كأب وعلّمها لهجات عربية عديدة على رأسها اللهجة العراقية.
وذكرت سميرة توفيق أولى خطواتها في عالم احتراف الغناء من خلال الإذاعة اللبنانية، حيث راهن عليها الموسيقي المصري المقيم في لبنان وقتها توفيق بيّومي وتوقّع لها مستقبلاً باهراً في عالم الفن وأن يكون إسمها معروفاً في جميع دول العالم العربي.
وذكرت سميرة سعيد أنها رغم صغر سنها في ذلك الوقت الا أنها قرّرت ان يكون اسمها سميرة توفيق تيمناً بمقولة “التوفيق من الله” كما ذكرت انها غنّت للمرةّ الأولى في الإذاعة اللبنانية، ثم في الإذاعة السورية، ثم انطلقت عربياً من الأردن،كما تحدّثت عن علاقتها بالدول الخليجية ودولة الإمارات التي تُقيم فيها حالياً.
بعد غنائها في الإذاعتين اللبنانية والسوريّة، روت سميرة سعيد ان وزير الإعلام الأردني صلاح أبو زيد طلبها لحفل إفتتاح الاذاعة الأردنية في بلاده عام ١٩٥٩، حيث كان يتواصل مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، لإستضافة فنانين لبنانيين في الحفل، وطلب بالتحديد في ذلك الوقت صاحبة أغنية “أسمر خفيف الروح” من كلمات وألحان توفيق النمري.
وأضافت ان والدها أنذاك وافق مباشرة من دون الاطلاع على العقد، مع شرط واحد هو زيارة القدس.
وذكرت توفيق انها خلال حفل افتتاح الإذاعة الأردنية بحضور الملك الحسين وزعماء وشخصيات كبيرة، تعرضت لمؤامرة من خمسة أعضاء من الفرقة الموسيقية ورئيسها، حيث اتفقوا عليها وعزفوا طبقة مرتفعة غير المتفق عليها، فطلبت إصلاحها دون ان يستمعوا اليها. لذلك لم تتمكّن من الغناء وإختنق صوتها، وقامت بالإنحناء أمام الملك ودموعها تملأ عينيها، مضيفةً أن الملك الحسين تبعها الى الكواليس وواساها، ووعدها ان انطلاقتها الكبيرة ستكون من الأردن.
بعد ذلك تمت دعوتها إلى الأردن لإحياء الأغاني التراثية والفلكلور الأردني، وتمّ تسجيل الأسطوانات وتوزيعها إلى جميع الدول العربية وإذاعاتها من خلال سفارات الأردن. هكذا بدأت شهرتها في العالم العربي بلمح البصر. ثم بعد ذلك عادت الى لبنان وبدأت تجول في العالم العربي.
كما ذكرت “توفيق” إن البحرين هي الدولة الخليجية الأولى التي زارتها، حيث بدأت حينئذ صلتها بالأسرة الحاكمة آل خليفة. مؤكدةً ” ان جميع الدول العربية استقبلتها بكل احترام ومحبة وانها زات مختلف الدول العربية ما عدا اليمن.
وأشارت توفيق خلال اللقاء أنها كانت المطربة الأولى بعد الراحلة نجاح سلام، بتقديم الأغاني السعودية من فناني العالم العربي. منها أغنية “أشقر وشعره ذهب” وتمنّت للسعودية والشعب السعودي دوام النجاح والتوفيق.
كما ذكرت “توفيق “أن عبد الحليم حافظ هو من أدخلها الى مصر، التي قدمت فيها العديد من الحفلات الناجحة وكان لها شهرة كبيرة فيها.
ورداًعلى سؤال ماذا تشعر اليوم بعد هذا التاريخ الطويل؟ أجابت “توفيق” انها تشعر بالسعادة عندما تشاهد الفنانين يغنون أغانيها في مختلف الحفلات والمهرجانات.
وأكدت ان أغانيها موجودة في كل مكان فيه فرح وهذا فخر لها، لأنها لم تزرع الا المحبة ولم تغار او تحسد أي حد طيلة حياتها.
اما عن حياة الشهرة والأضواء فأكدت سميرة توفيق ان الشهرة لم تكن صعبة بالنسبة إليها، والزعل لديها لم يكن يستمر الا لدقائق معدودة، وشدّدت انها بيتوتية وتحب حياة المنزل.
اما عن وصية والديها قالت “توفيق” انها تأثرت بلحظات منازعة والدها الموت، حيث طلب منها ان تغني له “أبو سمرة طلع من بيت البيوت” وهو يفارق الحياة وأوصاها ان لا تترك أفراد أسرتها.
أنا والدتها الراحلة فكانت تخاف عليها كثيراً .
وعن علاقتها بالرؤوساء والملوك والسياسيين والشيوخ أكدت سميرة توفيق ان عدداً كبيراً من الرؤساء كانوا يحضرون حفلاتها.
وكونها رمزاً للمراة العربية أشارت سميرة توفيق انها تهتم حتى اليوم بنفسها لنفسها ولأهل بيتها ولكي تحتفظ بالإيجابية في حياتها.
وإسترجعت سميرة توفيق ذكرياتها في السينما حيث كانت تجد صعوبة في حفظ الأدوار، مشيرة ان السيدة فيروز وهند ابي اللمع وفريال كريم كانوا صديقاتها المقربين في ذلك الوقت.
واعتبرت توفيق” السيدة فيروز اكثر من شقيقة لها، وصداقتهما بُنيت على أساس المحبة مشيرة ان فيروز “بصمة لا يمكن ان تتكرر”.
وأكّدت توفيق أنها عاشت قصص الحب أكثر من مرّة، لكنها لم تتكلّل بالزّواج، لافتة ان الحب “مهم” جداً.
وعن علاقتها “بالسوشيال ميديا” لفتت سميرة توفيق ان علاقتها قوية بالهاتف المحمول، وهي تتابع جميع الأخبار والإشاعات التي تُقال عنها، وعبّرت عن إنزعاجها الكبير من تلك الإشاعات خصوصاً إشاعات وفاتها او زواجها من ملوك وأمراء وهذا ما لم يحصل.
ورداً عن أسئلة سريعة أجابت “توفيق” انها تشرب القهوة مرّة، لكن بنظرها الحياة حلوة رغم بعض الظروف الصعبة التي تمر مرور الكرام.
وعن اللحظة التي أثّرت فيها في حياتها اجابت :” حفلة في “اوبرا هاوس” في استراليا حيث وقف الجمهور بأكمله حاملاً الورود بيديه وطلبوا منها غناء اغنية عن الغربة وبدأت تبكي هي والفرقة الموسيقية وجميع الجمهور من شدة التأثر وإشتياقها للبنان.
وعن الشيء الذي تندم عليه في الحياة أجابت “توفيق” انها تندم على الوفاء الذي إختفى عند بعض الناس، مشيرة انها لا تنتظر الإعتذار من أحد.
أما اكثر أغنية “تدندنها” فهي أغنية “أحبك وأحب كل من يحبك”.
وعن مدى رضاها عن نفسها أكدت “توفيق” ان شكلها الخارجي تغير قليلاً بسبب التقدم في السن، ولأنها لم تخضع لعمليات تجميل نهائياً وهي مقتنعة بنفسها.
وختمت موجهّة رسالة من الإمارات الى لبنان وهي رسالة السلام والأمان .