أولاً – رسالة مفتوحة من منتج برنامج (انت حرّ) رامي زين الدين الى رئيس مجلس ادارة محطة (ام تي في) ميشال المرّ … اسمع يا رضا

رسالة مفتوحة من منتج منفذ برنامج “انت حرّ” رامي زين الدين الى رئيس مجلة ادارة محطة “ام تي في” ميشال المرّ … اسمع يا رضا

ميشال المر.. اسمع يا “رضا”!

اليوم السبت الواقع في 11 أيار، 2013. إنها الثانية بعد الظهر. أنا جالس في مكاتب إذاعة جرس سكوب، حيث كانت انطلاقة حريّة رحبانيّة المفهوم منذ ثلاث سنوات. حريّة أرادها الأخوان رحباني زهرة نارية، أراداها طفلة وحشية، فترجمها جو معلوف بـ “أنا حر”، وانطلقنا معه إيماناً بشعاره “نحنا والحق أكتريّة”.. شعار لم يكن يوماً “كلام جرايد”، لأننا ما حدنا عن الحق مرّة، وما كنا شياطين خُرِس يوماً!

انطلق جو معلوف وانطلقت الناس معه، فأصبح للمستمعون متنفساً، وصار للأبكم صوتا وللأعمى عيناً، وللأطرش أذناً، ولمن خاف الشكوى والكلام، كان جو يحكي عنه.. أذكر يوم أبكاني متصل في العقد السابع من عمره، يشكو حال ابنه في بلد ملعون يحكمه أمثال غبريال المر، يشكو خوفه من كشف الحقيقة.. قال يومها: “بيقتلوني يا ابني.. بس بعرف إني لو ما حكيت، جو رح يحكي عني”، وانطلقنا مع المعلوف بعزيمة أشد من قبل، فلم نعد نعبّر عن الناس فقط، بل أصبحنا نفكّر عنهم..

و”كبر المشوار” ورفعنا رايات الحرية عبر جرس سكوب، وأقسم أنني لا أبالغ بما أكتبه بل أروي الأحداث كما هي والحق شاهد عليّ! “كبر المشوار وصارت الناس تخبّر بعضها”، كمن يركضون عالياً في الحقول التي صورها الرحابنة وهم يصرخون “قولوا للحرية نحنا جينا وافرحوا افرحوا”!

كبر “أنا حرّ” فضاق به الـ FM، لتحتضنه الـMTV..
أذكر يوم أتاني الصديق الأخ جو معلوف قائلاً: “رامي في بوادر.. الـMTV بدّها البرنامج ومفهوم الحرية اللي عم نحاول نزرعو لازم يوصل لشريحة أكبر، ما عاد الراديو بيكفيني، اجتمعت مع ميشال المر وانشالله خير”! أذكر جيّداً أنني قلت له يومها: “يا جو، بالـMTV ما في حرية متل ما فكرك، إنت شايف أخبار المحطة كيف مسيّسة وميتة، وبيت المرّ مصالحن كتيرة وكبيرة، والإعلامية الصديقة فلانة الفلانية اشتغلت سنوات مع الـMTV وقالتلي كذا وكذا وكذا عنن، اللي عم نعملوا على الراديو ما بتحملوا ولا محطّة”. جو قال: “رامي، أنت ما قعدت مع ميشال المر بعد، هيدا الزلمي بيشبهنا كتير، بكرا بتشوف شو رح نعمل معو.. اتكل عالله..”

توكّلنا على الله، فتوقّف “أنا حر” عبر جرس سكوب ليبدأ “إنت حر” عبر الـMTV بشعار أراده المر كالتالي: “عايش تحت سقف وناسي إنّك حر.. الـMTV بتذكرك إنك إنت حر”! وما هي إلا أشهر عديدة حتى “ما عاد فينا نهدّي البرنامج”! صرنا مغرّدين خارج السرب دون سوانا، دون سوانا من برامج الـ MTV “الموضوعية” كما وصفها جهاد المر، أو “جياد” كما يحب، لأن فريق 14 آذار لم ينتقد يوماً في محطتّه كما في “إنت حر”، ليس لأن المحطة ليست حرّة، بل لأن أغلب من فيها هم تبعيّون، وخطوطهم السياسية معروفة! لن أبقى مرتاباً من الكلام وهذه الحقيقة كما هي: الإعلامي وليد عبود، وفريق الأخبار ومديرها، ومقدم “سبعة” الذين يتباهى “جياد” بموضوعيتهم هم كلّهم “من جماعة غبريال المر”! التبعية تنخر عظامهم أما نحن فلا وألف لا! لا 8 ولا 14 وجمهورنا الكبير في مختلف أنحاء العالم يعلم ذلك علم اليقين! نحن لدينا إيمان كبير في وطن “جبران”، وهم لا يفقهون من “جبران” شيئاً! إلاّ ميشال غبريال المر! فهو تماماً كما وصفه جو لي “زلمي بيشبهنا”.. لذلك أكتب ما تقرأونه اليوم..

سيّد ميشال..
لقد جالستك مراراً وتكراراً وأعرفك حرًا، عصامياً، حكيماً، “بتقول كلمتك وبتمشي ع راس السطح”! كنت أرى فرحتك بـ “إنت حر” في كل مرة تجادلنا فيها، وثقتك بنا، وإيمانك الكبير في البرنامج.. أين أنت؟! لمَ تختبئ؟! مما أنت خائف؟! حاولنا حفظ صورتك، ولكننا عجزنا، فان أردت أن تحفظها بنفسك اسمع جيداً.. اسمع يا رضا..

أنت تعلم أن إيقاف البرنامج لم يكن بسبب تراكمات سابقة، فنحن لم نعتد النقاش في البرنامج إلا معك، وفعلاً نحن لا نعرف غبريال المرّ إلا بـ “عمّو غابي”، إذ لم نتعامل واياه يوماً، وفي كل مرّة كنا نسمع فيها آراء “جياد” السلبية ومحاربته لنا، كنت تطلب منا عدم الردّ وكنا نمتثل لأنك صاحب القرار ولا يعنينا سواك!

حاولنا الحفاظ عليك، ولكنك لست بصاحب القرار اليوم، فأنت لا تستطع التحكم بكذب “جياد”، ولا بصفحات الـMTV أو حساباتها على مواقع التواصل، فكيف يمكنك أن تتحكم بمحطة بثقل الـ MTV؟!

ميشال المر أنت مطالب بالحقيقة كما هي.. فالرأي العام له حق المعرفة وأنت الحاسم ..

قم، ثور، تمرّد على عائلتك، تمرّد على التبعية وقل الحقيقة دون حسابات. قل للعالم أن “أنت حر” توقّف بسبب مصالح والدك الإنتخابية لا أكثر ولا أقل، قل للناس أنّك ضدّ الإيقاف التعسفي الذي حدث، أو طريقة الطرد المهينة التي ليست من شيمك، قف مع الحق لأنّه شاهد عليك! قل أن ما كتبه “جياد” عبر الفاسبوك هو كذب ورياء وحقد وجبن! قل للمشاهدين أن لا علاقة لإنت حر بالفحوصات البربرية التي خضع لها المثليون، وأن برنامج إنت حر كان متوقّفاً في تلك الفترة عن الهواء، قل لهم أنك تعرف تماماً ما عانينا منه آنذاك وما تحملناه كرمى لمشاهدينا.. قل لهم أننا مناضلون، ولسنا بباحثين عن “سكوبات”.. قل لهم كيف يعمل فريق عمل “إنت حر” وجو معلوف تحديداً.. قل لهم أننا حقيقيون وأن ما يمسهم يمسنا.. قل لهم أن جو معلوف لم يعتذر من غبريال المر يوماً، لأننا ما أقدمنا على أخطاء في معالجتنا لملفاتنا، وأننا لم نحمِ فاسد “مين ما كان يكون”.. قل لهم أنك أنت أردتنا هكذا وأنك أنت ناضلت معنا.. قل لهم كيف أننا نحلم بوطن “أحلى”.. قل لهم حقيقتنا.. قل لهم أن جو معلوف “مهذب كبير وإبن عيلة”، وليس كما يحاول أخوك تصويره! قل لهم أن “جياد-أبو عضلات” لا يقوى على رمينا من “الشباك” لأن الـMTV بيتنا وأنك أردت عودتنا من “الباب العريض”! قلت لجو أنك ستقف لتستقبله وفريق العمل عند بوابة الMTV..قل الحقيقة.. أكرّر.. فأنت مطالب بها..

حلمت الأسبوع الماضي بعودتنا هذا الثلاثاء في “إنت حر” عبر الـMTV دون سواها، لأنّه وصلني أنك ستتصرف وتضع النقاط على الحروف. خطّطت للحلقة وعزمت أننا إذا ما عدنا سأبدأ الحلقة بـJingle “رجعنا رجعنا والله معنا.. رجعنا ونحنا للحرية معنى..” ولكنك التزمت الصمت وقتلت الحرية.. قتلت الناس في بيوتها!

كلام “جياد” كما نساء الفرن لا يعنيني، أمّا كلام والدك الأستاذ غبريال أتفهمه بـحجة “فرق الأجيال”، علماً أنّه أطاح بالملك وبالشاه، وفهمك كفاية..

أخيراً، أنا من مناصري الفيلسوف الكبير “نيتشيه”.. هل تعرف ماذا يقول؟! يقول: “لو استطعت لجعلت الآباء تطيع الأبناء، وليس العكس!” دور الأجيال السابقة وعقلية الميليشيات انتهت، وأتى دورك ودورنا.. نحن بناة المستقبل وليس والدك مع احترامي له! لا تقدّس الماضي وتعبد آباءه، بل قدّس نفسك والحاضر فالوطن يحترق ولا وقت “لنراضي خواطر”! فوالدك دكتاتور وأنت ديمقراطي! والفرق بينهما، أن الدكتاتور يضحي بحرية الأفراد ورغباتهم من أجل وطن “على قياسه”، أمّا الدمقراطي فهو جزء من حريّة غيره، هو عرّاب الحريات، هو ما وجب عليك أن تكون.

أعتذر من كلامي هذا، لأن “معزّتك” كبيرة، ولكن حافظ على موقعك قبل فوات الأوان! كن صوتاً لنا، وليس سوطاً علينا! وإن كانت الحرية جريمة جو معلوف وجريمتنا، فلن نتعب من رفقة الجريمة! أنا شخصياً لن أعود إلى الـ MTV وأتمنى على جو الأمر نفسه، ولكن دربنا طويل، لذا حبّذا لو أذكرك ويذكرك الناس والتاريخ ذاك الرجل الحر، الشهم، الشجاع، العصامي كما أعرفك تماماً. ومش عيب، فاسمع من الرحابنة دفاعاً عن الحرية، واعمل بما قالوه: ” غيروا أساميكن إذا فيكن، لونوا عيونكن إذا فيكن، خبّوا حريتكم بجيابكن واهربوا اهربوا..”

مسيو ميشال.. أخرج عن صمتك!

رامي زين الدين
منتج منفذ “إنت حر”

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com