خاص بالصور-وائل، نادر وناجي ، تركيبة فنية ابداعية اختيرت بذكاء ليلة عيد الحب‎

 

باتريسيا هاشم: ان اردنا ان نمنح متعهد الحفلات الاستاذ علي الاتات احد الشركاء في شركة XRAY  برودكشن المنظمة لحفل عيد الحب بالامس في فندق “لو رويال” في ضبيه، ان اردنا ان نمنحه لقباً فيكون دون ادنى شك متعهد الحفلات الاذكى، لأن التركيبة العجيبة والغريبة بالامس كانت قد أثارت جدلاً واسعاً لدى بدء بث الاعلان الخاص بالحفل وتوزيع اللوحات الاعلانية على الطرقات، فمن النادر جداً ان يجمع أي حفل ليس فقط ثلاثة نجوم رجال انما ثلاث تركيبات فنية ممتعة الى هذه الدرجة أي ناجي الاسطا، نادر الاتات ووائل جسار.

وبحضور فني واعلامي واجتماعي لبناني وعربي بارز افتتحت السهرة بجمهور مخيف غصّت به صالة الفندق وكأنها تظاهرة فنية او تجمعاً لذواقة الفنّ وفي كلتا الحالتين كل ما كتب او قد يكتب عن هذا الحفل قد لا يفيه حقه انطلاقاً من مبدأ ان” الحكي مش متل الشوفة”، فلا المتعة بالاستماع الى هؤلاء النجوم ولا التفاعل الجماهيري الاستثنائي معهم ممكن ان يُترجم الى كلام ولكن ان بحثنا عن الكلمة المناسبة الاقرب الى وصف اجواء الحفل نقول” جنون”….

كل ما تسمعونه على الاذاعات او تشاهدونه على الشاشات وفي الفيديوكليبات كذبة كبيرة لا تفي هؤلاء المبدعين حقهم ولعل الغناء المباشر هو الامتحان الصعب والحقيقي للنجومية وعلى مسرح “المباشر” يكرّم النجم او يهان وما اكثرهم النجوم الذين يرسبون في هذا الامتحان، ولست أعني هنا فقط الغناء “الصح”، انما الحالة التي يخلقها النجم على المسرح ومدى قدرته على جذب الجمهور وامتاعه وان كان “القبول” لدى هذا الجمهور هو العنصر الاهم فلا بد من منح التريو المبدع بالامس شهادات فيها…

بداية مع النجم ناجي الاسطا هذا النجم الشاب القادم الى الصفوف الاولى بثقة كبيرة بصوته وبما قدمه حتى اليوم ولكن ذلك لا يكفي لتحكم انه “واصل واصل…مهما تأخر واصل” لأن الهيبة التي يفرضها هذا الشاب على المسرح والصورة الراقية التي يظهر فيها والربرتوار الذي يختاره في حفلاته وحرصه على الغناء بشكل احترافي وتفاعله مع الجمهور واحترامه له تخوله جميعها ان يكون “النجم” الذي غنى جمهوره بالامس أكثر منه وكان واضحاً انه حفظ اغنيات الاسطا عن ظهر قلب في مشهد ممتع للغاية وقد بدا واضحاً ان علاقة خاصة تربط ناجي الاسطا بالجمهور وهذا هو “القبول” الذي تحدثت عنه في البداية وهذه هي النعمة التي اما يُكرم الله على الفنان بها او تسلب منه فيراوح مكانه على ساحة فنية لا تكافىء الا المبدعين وان كنت اريد اختصار مشاركة ناجي الاسطا في حفل عيد الحب بالامس اقول “مش طبيعي” لا هو ولا صوته ولا اغنياته ولا محبة الجمهور وتفاعله معه هذا بالاضافة الى كونه يملك صوتاً زحلاوياً “مرعباً” أسمح لنفسي اليوم ان أشبهه بالجرافة التي لا يبقى شيئاً صامداً في مسارها ولا يعيق شيئاً تقدمها، صوت صلب كالصخر لا يخيب آمال مستمعيه بأي لون غنائي وفي اي مكان وزمان…

اما النجم الثاني فلا بدّ من التوقف عند حالته الفنية النادرة…من يعتقد انه يعرف نادر الاتات قبل هذا الحفل او اي حفل آخر أحياه فهو دون ادنى شك مخطىء وجاهل. واني أجزم ان كل ما قدمه نادر من اعمال وفي كل الحلقات والمناسبات التلفزيونية التي أطل فيها على جمهوره لم ينصف ولم يأخذ حقه من الاعتراف بموهبته الفذة، فهذا النجم يتمتع بقدرة فائقة ومخيفة في اشعال اهم المسارح وأي جمهور، قدرة لا تعتمد فقط على صوته الجميل بل على قدرة غير اعتيادية في قلب اي حفل رأساً على عقب وفي بث الحماسة والاثارة والجنون، ولا ابالغ ان قلت ان من لم يحضر اي من حفلات نادر الاتات السابقة فوّت على نفسه عامل الابهار، فهذه الطاقة الايجابية التي يبثها هذا الشاب على المسرح مبهرة بحق وان استمر على هذا النحو وبهذا الشغف الفني اللافت لا بد من ان يكون في مصاف نجوم الصف الاول قريباً بل قريباً جداً… وقد دعى نادر الاتات الملحن هشام بولس كي يغني معه على المسرح اغنيته الجديدة بعنوان “يا مهرة” وهي من كلمات منير بوعساف، توزيع داني حلو ومن الحان هشام بولس.

ونهاية الحفل كانت مسكاً مع النجم وائل جسار الذي لا يحتاج الى شهادتي ولكني قد اختصر الكلام عنه لأجزم انه نجم كبير ووقع اغنياته وادائه بالامس على الجمهور كانت الشاهد العلني، النهائي والحاسم على انه فخر الفن العربي وليس فقط اللبناني وانه جرعة المتعة المضمونة في اي حفل يحييه، أغنياته تحدثت بالامس عن تعلّق ومحبة الجمهور بهم، فعَلَت الآهات في الصالة من كل زاوية فيها ولم يغادر أحد قبل ان ودّعهم هو وخصص لهم الوقت لالتقاط الصور التذكارية معه. عندما تستمع الى ربرتوار النجم وائل جسار في حفلاته تدرك انه “في غير عالم” وانه سفير الشجن والعشق والمشاعر بكل الوانها وظروفها وانه ساكن في عمق اعماق جمهوره وان اغنياته لا تقلّ نجومية عنه.

حفل عيد الحب بالامس جمع معجبي التريو الفني واصدقاءهم من الوسطين الفني والاعلامي اللبناني والعربي نذكر منهم الملحن هشام بولس والشاعر منير بو عساف والموسيقي خليل ابو عبيد والمخرج سعيد الماروق والاعلامي المصري عماد الدين اديب والاعلامي د. جمال فياض، الكاتب شكري انيس فاخوري، الممثلة ستيفاني سالم، الاعلامية تمار افاكيان، الممثل دوري السمراني، المخرج عادل سرحان، الاستاذ زين الاتات.

مبروك لـXRAY  برودكشن هذا النجاح الكبير لحفل عيد الحب بالامس وهم كسبوا الرهان على واحدة من أنجح حفلات الامس في لبنان باختيار نجوم شرفوا الفن اللبناني فشكلوا مجتمعين متعة فنية نحن بأمس الحاجة لها في زمن الاستهتار والاستزهال بالفن.

تصوير: ربيكا عتيق

شاهدوا الصور الحصرية لموقع بصراحة