لأنّ الشّمال يستحقّ go north
بعد عام سياحيّ ناجح، حقّق فيه “لبنان” أعلى مستوى من حيث عدد الوافدين اليه، مسجّلا دخول 1,851,081سائح بحسب احصاءات وزارة السّياحة واحصاءات “منظمة السياحة العالميّة” والتي صنّفت “لبنان” في المرتبة الأولى بين دول العالم سياحيّا للعام 2009،محقّقا نموّا سياحيّا بنسبة 45%، وبعد كلّ التوقّعات لعام سياحيّ أفضل، وكل المساعي المبذولة لاستقطاب أكثر من مليوني سائح في ال2010، أعلنت “لجنة انماء السّياحة في لبنان الشّمالي” المتمثّلة بأعضائها “ايمان البابا”، “نصري معوّض”، “جميل معوّض” و”فواز حميدي” ، عن مشروع “اتّجه شمالا” وذلك محاولة منهم ومن القيّمين على مدينة طرابلس ومحافظة الشّمال، للغرف من النموّ في البلاد، علّ منطقة الشّمال تحصل أخيرا على حقوقها وتستقطب أعدادا أكبر من الزوّار، لما فيها من مناطق أثريّة،دينيّة، طبيعيّة تستحقّ الزيارة.بهدف الاضاءة على مشروع سياحيّ يعدّ الأضخم حتى الآن، زرنا مكتب السيّدة “ايمان بابا” في “جامعة المنار” وكان لنا معها هذا اللقاء الشّيّق:
1) أ.ايمان، بداية كيف بدأت فكرة انشاء مشروع “اتّجه شمالا”؟
بدأت الفكرة عندما كنّا نحضّر لمعرض سياحيّ، وذلك بمبادرة فرديّة،في الجامعة، وعند عرض الموضوع على المعنيّين، وجدت تجاوبا كبيرا من قبل كلّ الأطراف، فتبنّت بلدية طرابلس المشروع وتلتها غرفة التّجارة والصّناعة ومن ثمّ كل بلديّات الشّمال.وعلى هذا الأساس تألّفت لجنة اللّجنة وتم اطلاق المشروع. ونحن متحمّسون جدا للمشروع،لأنّه لاقى دعما كبيرا من كلّ الجهات المعنيّة وكأنّ الجميع كانوا بانتظار مبادرة بسيطة للبدء بالعمل.
2)بعد تأسيس اللّجنة، بدأتم العمل على مشروع انماء سياحة الشّمال،صحيح؟
صحيح،فلجنة انماء السّياحة تعمل على تشجيع السّياحة في محافظة الشّمال كلها وليس فقط في طرابلس، وذلك لأنّ الاحصاءات التي تردنا تشير الى ضعف عدد الوافدين الى الشّمال نسبة لباقي مناطق لبنان.
3)ما الذي ينقصنا في الشمال لنستقطب أعدادا أكبر من السائحين؟
ينقصنا أمور كثيرة،ولكنّها لا تحتاج الى تمويل ضخم أبدا، يجب أن يكون لدينا فقط مبادرات حقيقيّة، والتي بدأت مع هذه اللّجنة. ينقصنا تنظيم جولات سياحيّة محدّدة، اذ لا يجوز أن يمرّ السّائح في مناطق غير مؤهلة لاستقبال الزوّار مثلا، بل يجب أن ننظّم له هذا الطريق السياحيّ. يجب تحقيق هذا الأمر أوّلا بهدف انماء المدينة وتنظيم السّياحة.
4)ما هي مشاريعكم المستقبليّة القريبة؟
نعمل الآن على أوّل خطوة فعليّة وهي انشاء حواجز، وأوّل حاجز سيكون نهار السّبت 19 حزيران في مدينة طرابلس، في تمام السّاعة السادسة مساءا. أمّا الحواجز فهي عبارة عن حدث نهدف من خلاله الى لفت النّظر على المشروع، ولفت الأنظار نحو الشمال، سيتمّ ايقاف السّيارات ولصق “لوغو” المشروع عليها وذلك سيتمّ برعاية شخصيات سياسيّة، فنيّة، واجتماعيّة. هذا الحدث الذي سينطلق من طرابلس سينتقل الى وسط مدينة بيروت قريبا ومن ثمّ الى مختلف المناطق اللّبنانيّة. سيكون بمثابة مهرجان غنائي اجتماعي، يجمع النّاس ويحيي المنطقة.
GO NORTH
5)ما هي الامكانات التي من المتوقّع أن يوفّرها المشروع لمحافظة الشّمال؟
سنسعى جاهدا لاستقطاب السوّاح العرب والأجانب ودفعهم الى زيارة شمال لبنان. كما وأنّنا بعد الحواجز، سنقوم بمعرض سياحيّ ضخم، سيكون على مستوى عالميّ، سيتضمّن عروض ثلاثيّة الأبعاد، كما سيتمّ تشييد منصّات خصّة للفنادق المشاركة. وفي موازاة المعرض، سيتمّ بث عروض مسرحيّة تعرض التّاريخ بأسلوب فنيّ متميّز بعيدا عن جفافة سرد التّريخ اللبنانيّ. هذا بالاضافة الى لقاءات وندوات وأمسيات سياحيّة ستعقد ضمن المعرض. سيكون مختلفا جدا، سيكون بمثابة عرس شماليّ سنويّ.
6)أصبحت السّياحة قطاعا اقتصاديّا بحد ذاته، وأضحت مصدرا ماديّا أساسيّا للكثير من دول العالم، اهذا هو حالنا فب لبنان؟
تشارك السّياحة في تغذية اقتصاد بعض الدّول في العالم، وأيضا في لبنان، الذي يقوم اقتصاده على السّياحة. كما وأنّ منظمة السياحة العالميّة قد توقّعت نموّا سياحيا كبيرا حتى العام 2010، ولكن في الشّمال تبقى الحركة خجولة، لذلك يجب أن نكفّ عن الاتّكال على الدّولة، وأن نسعى كقطاع خاص، وكهيئات محليّة للفت الأنظار نحونا. فالشّمال غنيّ بثروات حضارية، تراثيّة، وبيئيّة، أيّ أنّ مكوّنات “التبولة” حاضرة، ولسنا بحاجة الا لمن يخلطها ويستهلكها.
7)هل من تقصير من قبل المعنيّين، في تسليط الضوء على النموّ الذي يحقّقه لبنان في السّنوات الأخيرة على صعيد السّياحة؟
للأسف هناك ضعف في التّسويق لنجاحات لبنان عالميّا، كمو أنّ السيحة تقتصر على الفنادق والمطاعم والمقاهي. فهل تعرف مكتب سفريات متخصّص بالسياحة البيئيّة؟ أي أنّه ينظّم رحلات بيئيّة؟ للأسف لايوجد في الشّمال، ولذلك يجب التّركيز على موارد هذه المحافظة لأنها فعلا ثمينة وتستحق أن نبذل لأاجلها جهودا جبّارة.
8)بعد الانتخابات البلديّة الأخيرة، تبدّلت المجالس وتغيّرت الطواقم، فهل بدأتهم ببناء صلة وصل معهم لاستكمال نشاطات المشروع؟
سأترك جواب هذا السّؤال حتّى حفل التاسع عشر من حزيران.
9)تسعى اللّجنة الى تحقيق أهدافها عبر اشراك المجتمع الشّمالي ككلّ، بمختلف مؤسساته وقواه الحيّة، ما المقصود بذلك؟
كل شخص يعمل في السّياحة، يعتبر معنيّا، من أصغر مقهي، الى أكبر فندق، الى طلاب السّياحة والسّفر الى الأدلّاء السياحيّين. فنحن نتواصل مع الجميع وحتى مع المدارس والجامعات والجمعيّات، من أجل جمع الجهود وتحقيق المبتغى. كما وأنّنا بدأنا نتعامل مع شركات تموّل المشاريع الخاصّة الصغيرة، و تدعم الأحلام كشركة
B I A T
10)كما كل مشروع خيّر، هناك دائما من يحاول العرقلة وممارسة الضغوطات لايقافه، هل واجهتم بعضا من هذه الصّعوبات؟
طبعا ولا شكّ، تعرّضنا للكثير من العراقيل ولكن بالارادة وحدها يصل الانسان، وهنا أشكر بلديّة طرابلس على دعمها، كما الرئيس جمالي الذي كان الأب الرّوحي للمشروع، هذا بالاضافة الى رئيس جامعة المنار الدكور “سامي منقارة” الذي أراد لهذا المشروع أن يتطوّر.
11) مالذي تودّين قوله حول محافظة الشّمال وحول المشروع؟
أودّ أن أقول أنّه في السياحة، ممنوع الاسترخاص، لذلك نسعى جاهدا لكي تكون نشاطاتنا على المستوى المطلوب، وهنا أتمنّى من الاعلاميين والصحافيين أن يساندوننا ويسلّطوا الضّوء على نجاحات الشّمال أكثر من تسليطه على المشاكل الداخليّة والاضطرابات الأمنيّة، وذلك لتغيير صورة “طرابلس” السيّئة، ولابراز وجه المدينة المشرق. فهي مدينة منفتحة مستعدّة لاستقبال الجميع.
12)أخيرا، كيف تموّلون المشروع؟
يد واحدة لا تصفّق، علينا أن نتعاون جميعا لتحقيق الأهداف المنشودة، وقد بدأنا سابقا بدعم من بلديّة طرابلس، أمّا اليوم فاتّكالنا على أصحاب الأيادي البيضاء وعلى كل مؤمن بالسياحة في الشّمال