بين ستار أكاديمي واستوديو الفن : حرب من ينتصر في نهايتها ؟
ستوديو الفن يستثمر في المواهب بينما البرامج الأخرى ينطفىء وهجها فور انتهاء الحلقة الأخيرة منها.
شرقت شمس الـLBC ومنذ ذاك التاريخ تغيـّـر كل الموضوع.
مع شمس هذه المحطة شرقت شموس كثيرة، من إعلاميين وإداريين، من بينهم برز إسم السيدة رلى سعد التي كانت عرابة الكليب الأشهر في تاريخ المحطات اللبنانية والذي نال جوائز عالمية.
ومنذ ذاك الوقت يسطع اسم المؤسسة اللبنانية للإرسال ويلمع عالياً حتى باتت هذه الشاشة اللبنانية الرقم الصعب في المعادلة الإعلامية قبل أن تشهد سلسلة الأزمات التي تشهدها حالياً، وقبل أن تغيب عنها مجموعة كبيرة من كوادرها.
على كلّ عوّدتنا هذه المؤسسة أن تصنع نجوماً فلا خوف عليها لأن الجيل الجديد لا بد أن يحمل المشعل ويكمل الطريق رغم بعض العثرات التي قد يقع فيها.
أمـّـا رلى سعد فقد شرقت شمسها مع هذا الكليب وأضاءت بنورها حتى أصبحت بدورها رقماً صعباً وصعباً جداً في الإعلام العربي، هي من أدخل الى مجتمعنا الشرقي برنامجاً غربياً بإمتياز (ستار أكاديمي) الذي يحتل المراتب الأولى منذ سبع سنوات وحتى اليوم، رغم كثرة الإنتقادات التي تصل حد الإفتراء.
لكن إذا ما قمنا بمقارنة بسيطة بين ستار أكاديمي واستوديو الفن وسوبر ستار، قد نجد تفاوتاً في نسب المشاهدة، ولكن الأكيد أن أي برنامج للهواة لا يقاس نجاحه خلال فترة عرضه وإنما من خلال النجوم التي استطاع ان يشهرها ويثبّــتها في سماء الفن.
هنا ننحني امام العملاق سيمون اسمر، الذي استطاع أن يكون عراب الفنانين الأول ولا يزال عطاءه مستمراً وقد شهدنا على ذلك خلال دورة استوديو الفن الأخيرة حيث تـمّ انتاج مجموعة من الأغاني دون العودة الى شركات الإنتاج وانتظار الضوء الأخضر.
لا ينقص المؤسسة اللبنانية للإرسال شيئاً لتصنع نجماً، ولا ينقص Vanilla Production (شركة الإنتاج الخاصة بالسيدة رلى سعد – مديرة الأكاديمية) شيئاً لتواكب النجوم التي تطلقهم والذين غالباً ما يخفت بريقهم حتى الإنطفاء، فمن منكم يذكر اليوم برونو طبال وسينتيا كرم وغيرهم من المواهب اللبنانية والعربية الذين تعلقنا بهم وأحببناهم؟ في حين كان من الممكن أن يكونوا نجوماً من الصف الأول لو أتيحت لهم ظروفاً إنتاجية ورعاية خاصة كتلك التي يقدمها مكتب استوديو الفن.
ندعو من خلال هذا المقال، المتميزة دوماً، السيدة رلى سعد الى الإهتمام الجدي والفعال بالثروة المتوافرة بين يديها والتي تفتقر إليها الكثير من البرامج، وعندما نقول الثروة نقصد هواء المؤسسة اللبنانية للإرسال والمواهب المتعددة الجنسيات والإختصاصات.
فكيف كان حال الفن العربي اليوم لو إجتمع عدد من خريجي ستار أكاديمي وأسـّــسوا مسرحاً اسعراضياً ؟ أليس الإستعراض هو العنصر الجاذب في البرنامج؟ ألم يكن من السهل جداً إدخال نمط جديد على الحفلات الموسيقية بدل الخد التقليدي الذي نشهده في الوقت الراهن؟
لا يمكن أن أنهي ما أكتب دون أن أطرح سؤالاً كبيراً، إذا كان استوديو الفن برنامجاً محلي الصنع ويتمتع بهذا الكم الكبير من النجاح والمشاهدة، لماذا نسعى دوماً الى شراء برامج معلبة؟ لماذا لا نحذو حذو المخرج الكبير سيمون أسمر في ما خصّ الخلق والإبداع؟
أصحاب الأفكار كثر … وأصحاب الرؤيا المتطورة والنظر البعيد كثر … ولكن الأبواب المفتوحة قليلة وقليلة جداً إن لم نقل معدومة.