انا حر وجه تحية الى سلطان الطرب جورج وسوف، وتناول موضوع البصارين والمنجمين
في حلقة مباشرة على الهواء، بدأ جو معلوف برنامجه الأسبوعي “أنا حر” بتحية للمستمعين الذين وُعدوا بالتواصل معه وبمشاركته آرائه في آخر الحلقة. وجه معلوف تحية الى الفنان جورج وسوف، فتحدث عن اشاعة مزعجة توزعت عبر البلاك بيري تفيد بوفاته ، وطلب معلوف بأن يترك بعض الفنانين وبعض الصحافيين الفنان وشأنه ليهتم بعلاجه الفيزيائي وبالتخطيط لفرح مُحتمل لمناسبة رأس السنة يُفرح به جمهوره. فهناك من يرغب دائماً في الـ scoops، فيطلقون عبر البلاك بيري Broadcast message خبراً ينتشر كالنار في الهشيم فيرعبون الناس ويربكون الصحافة التي تنشغل بالتأكد من صحة الخبر، واعتبر أن من يقوم بذلك “عندن فراغ من فوق، بعقلن وما عندن شي يعملو غير كتابة الفضائح”.
وعلى مشارف نهاية وسنة وبداية سنة جديدة، انتقل جو معلوف الى موضوع التبصير والتنجيم معتبراً ان الآن هو موسم “سوق البصارين والمنجمين”، ورغم كل التحركات القضائية ضده بسبب إثارته الدائمة لهذا الموضوع، إلا أنه يأبى السكوت عنه. فهو كمسيحي أولاً وكمواطن لبناني ثانياً، يرفض المساومة على هذا الأمر. “في ناس ضعاف وبتحب تسمع كلمة حلوة”، بهذه الجملة وصف معلوف ضعاف النفوس المُثقلة بالهموم والتي تلجأ الى البصارة التي تحترف الخداع ورواية أحداثاً مُستقبلية مُفترضة. ورغم التحركات المُناهضة للتنجيم والتي قام بها كثيرون كالمركز الكاثوليكي للإعلام ورجال دين من طوائف أخرى، بقي الموضوع ساكناً على الصعيد السياسي لأنه، وبرأي “انا حر”، “اكتر ناس عندن خوف وجبناء وما عندن ايمان هني السياسيين”، وبعيداً عن التسميات، أكثرهم يستقبل البصارات في بيوتهم. واعتبر جو معلوف بأن استمرار ضروب الخداع والنصب واستغلال ضعف الناس وذوي النفوس المُنهارة هو مشكلة كبيرة.
فالبصارون يملكون موهبة الكلام والاقناع لينقلوا ضعاف النفوس من حالة اليأس الى حالة الاطمئنان، والسخرية أن الناس يدفعون المال ثمناً لذلك. وحذر معلوف المستمعين من الاعتقاد بأن البصارة تستطيع تغيير القدر “لأن المصير المكتوب بدّو يصير”. ووعد معلوف بالتصعيد خلال موسم الأعياد واستضافة رجال دين والضغط على وسائل الاعلام لتمتنع عن استضافة المنجمين، “جايي الايام والحساب جايي”.
والى العصيان المدني الذي دعا اليه في الحلقة الماضية والثورة من داخل الانسان للحماية الذاتية وشعار العام 2012، انتقل “أنا حر” الى حملة “احملوا سلاح وما تردّوا عحدا!”. وبدا جو معلوف متأثراً يإتصال كان قد تم بعد ظهر أمس مع مواطن تمت سرقته وبكى على الهواء، وبعد أن روى حادثة حصلت مع الفنان وائل كفوري والسلاح الذي كان بحوزته، اعتبر معلوف بأن السلاح حق “لما ببطّل في دولة وبصير في فلتان”. فعلى كل مواطن لبناني صالح أن يقتني سلاحاً ليحمي نفسه. وفي كل حلقة، ينأى جو معلوف بنفسه عن التحدث بأسلوب مذهبي، مناطقي وطائفي، انما لا فائدة من ذلك في ظل “الزعرنات” التي تُمارس فقط في مناطق معينة في جبل لبنان. ورغم امتعاض الكثيرين من أسلوبه، انما يضطر معلوف الى التساؤل عمّاذا كان سيحدث لو أن هذه “الزعرنات والسرقات” تُمارس في الضاحية او على طريق المطار؟ فهناك “السارق ما بيسترجي يرفع راسو”. وحذر مُجدداً من موضوع اللوحات الاعلانية منبّهاً من مغبّة ازالة اللوحات المُخالفة في منطقة دون أخرى، “ما يعمل حدا علينا لا بطل ولا عنتر من الدورة للبترون”. فإذا كان الدين يُملي علينا المُسامحة “ايه لأ خلصنا منها هيدي”، ودعا الى تطبيق القانون على الجميع. واعتذر جو معلوف من المستمعين مبرراً أسلوبه المذهبي، “بس كل الزعما تابعين وتنقصن الرجولة، ولما يجينا واحد مُخلّص شو ما كانت ديانتو، المهم رجل ما بتهمو الكرسي”، عندها فقط يمتنع معلوف عن التحدث بأسلوب مذهبي.
والى ذكرى المعلم كمال جنبلاط في 6 كانون الأول، انتقل جو معلوف مسهباً الحديث عن معلمٍ استحق لقبه. وقد انتقد معلوف، كما في الحلقة السابقة، غياب “الوزير العظيم غازي العريضي” عن الذكرى. ووجه معلوف تحذيراً الى موظفي وزارة الأشغال منبهاً الى ضرورة أن يكون كل واحد منهم مسؤول عن توقيعه، متأملاً بأن يكف يوماً عن انتقاد هذه الوزارة التي “مللت منها وقرفت منها في كل مرة انزل فيها بجورة”. وطلب معلوف بأن نحتسب كمية المال الذي صُرف على الطرقات من خلال وزارة الأشغال العامة وخلُص الى أننا كنا “زفّتنا 5 لبنان مش لبنان واحد”.
والى مناسبة عيد البربارة انتقل جو معلوف ليتحدث عن مشهد ظهر على شاشة الـ MTV يُصور طفلين يلبسان وجهي بربارة للدكتور جعجع والسيد فرنجية وكان الفرح “بالتقاء” الوجهين سيد الموقف لدى الأهل. وانتقد معلوف استمرار تحجّر عقلية الأهل في التمسك بالزعيم، أي زعيم كان، ونقل هذه التربية لأولادهم. فالأهل مصرون على تربية الأولاد على حب الأشخاص لا الوطن، وهذا ما سيضمن خراب لبنان!. فالحضارة والمساواة لن تتحققا ما دام الأهل يمارسون هذا الأسلوب في التربية الذي يقوم على عبادة الأشخاص. وبرأي معلوف، فإن الجيل الطالع “قرفان من السياسة”. وطلب من الأهل عدم الاستخفاف بذكاء أولادهم في اختيار زعمائهم. فالزعيم هو ذاك الذي يستحق الزعامة نظراً لتواضعه وشهامته وصدقه وأمانته. وتوجه الى طلاب الجامعات مذكراً بما حدث معهم من مشاكل سياسية في الانتخابات لافتاً الى أنه لم يدعُ الى قمع ممارسة السياسة في الجامعات انما لتكن سياسية حوار وتفاهم لا قتال وعراك. ولفت الى أخذ العبر من مدير النازا اللبناني الذي وجه له البطريرك الراعي تحية خلال القداس لراحة نفس الشهيدة الأشقر والاقتداء بمثقفين شهداء أمثال جبران تويني وغيره.
ومن جرح الى آخر، طلب جو معلوف من المستمعين أن يستمعوا الى اتصال كانت قد أجرته الاذاعة من احدى ضحايا السرقات. هو مواطن لبناني يُدعى ميشال متّى، لم يتوقع أحد وقع الصاعقة التي ضربت الفريق الاذاعي ومستمعي الاذاعة حين بكى على الهواء. وهو كمثل باقي القضايا التي تتابعها الاذاعة وتثيرها عبر الضحايا أنفسهم ليرفعوا السقف عالياً مباشرة على الهواء، انما كان متّى مختلفاً في وجعه وتعبيره. ولفت معلوف أن الاذاعة تابعت في اليومين الأخيرين حوالي العشر قضايا تتعلق بسرقات لمؤسسات وصيدليات وسوبرماركات. ورفض معلوف أن يصف وقع الصاعقة الأليم بل دعا المستمعين الى الاستماع اليه والسياسيين الى التركيز في الاستماع “بركي بحسّو شوي”. وبدا جو معلوف متأثراً بعد الاستماع الى ميشال متّى (52 سنة) الذي ذرف دموعاً مُرة عبر أثير الاذاعة، واعتبر بأن “اللي ما بحس لازم يحس”. وفي سياق الحديث، عبر معلوف عن سروره لصدور القرار الظني في جريمة مقتل الأشقر الذي وعد بمتابعتها حتى الرمق الأخير منها، وكشف بأن فخامة الرئيس يستعجل صدور القرار النهائي في شهر فبراير للتوقيع عليه مهما كان.
وقبل انتهاء البرنامج، تواصل جو معلوف مع المستمعين عبر اتصالاتهم مباشرة على الهواء ودعاهم أيضاً الى اضافته على موقع التويتر (joemaaloufjaras) للتواصل اليومي معهم.
وأخيراً وليس آخراً، انتقد جو معلوف اقفال الرئيس ميقاتي للداون تاون عشرين دقيقة قبل مرور موكبه، وكانت قد اتصلت صديقة للإذاعة وتحدثت عما شاهدته من صراخ على المواطنين من الدرك المنتدبين حماية الموكب. وذكّر جو معلوف بعظمة موكب الشهيد رفيق الحريري عديداً وتقنياً، عظمة لم تنفع، فاستُشهد. وطالب المسؤولين بوقف تمثيلياتهم لأن “المواطن اللبناني أشرف المواطنين”، ويجب أن يتمتع بكرامته. وطلب من الرئيس ميقاتي، في حال جهله بأمر مرافقيه واقفالهم للطريق، بأن يتصرف معهم.
وختم “أنا حر” حلقته بقولين للمعلم كمال جنبلاط:
1- “على الذين يريدون ان يكونوا زعماء سياسيين أن يبنوا الزعامة في شخصياتهم أولاً”. وأعقب معلوف: “فـــ لا الموكب بينفع ولا تسكير الطرقات بيعملوا زعيم”.
2- “على الانسان ان يصبح حراً لأنه في طبيعته الأخير حرٌ”.
وفي تحية متكررة، تابع مستمعو الاذاعة مجدداً في الختام حرقة ودمعة المواطن ميشال متّى في رغبة من جو معلوف بأن ينكأ جراح السياسيين علّهم يشعرون مع جروح الموطنين.
أنا حر، مساحة حرة رسمها جو معلوف وحددها المواطن اللبناني