تغطية خاصة بالصور – (روك القصبة) بين الثورة على التقاليد والواقع وبين اكتشاف الذات والحقائق المدوية
دعت شركة فانوس للإنتاج والتسويق وشركة راديو وتلفزيون العرب اهل الصحافة والاعلام لحضور العرض الصحفي الاول لفيلم “روك القصبة” وهو من كتابة وإخراج ليلى مراكشي وبطولة النجم العالمي عمر الشريف والممثلات المحترفات: مرجانة علاوي، نادين لبكي، هيام عباس ولبنى الزبال.
الفيلم يمتد الى ١٠٠ دقيقة وتجري احداثه في فصل الصيف في المغرب وتحديداً في مدينة طنجة المغربية، فـ إثر وفاة الوالد، يجتمع افراد العائلة لثلاثة ايام في البيت الاسري، يستعيدون الذكريات ويتشاركون الاسى والحزن. ووفقاً لما تنص عليه التقاليد الاسلامية ثمة واجبات لاحياء مراسم الحزن: الابتعاد عن الشواطىء ، وبالتالي عدم ارتداء لباس البحر، بل ارتداء الجلباب، ولم شمل العائلة واضفاء مظاهر المأتم على المنزل ومع كل هذه الظروف فان التوتر يكون في ذروته، لا سيما وان الرجل المتوفي لم يخلف وراءه سوى نسوة! ومع وصول الابنة الصغرى صوفيا تنقلب الاوضاع كلها في المنزل! فبعد سنوات من الغياب تعود صوفيا من نيويورك حيث تعمل كممثلة ولا تؤدي في المسلسلات الاميركية سوى ادواراً ارهابية! فتستغل صوفيا عودتها هذه لتضع النقاط على الحروف في كل ما شاب علاقاتها بشقيقاتها، ولتزعزع النظام الذي ارسته السلطة الابوية! وفي ظل هذه الاحداث تسود حالة هيستيريا جارفة تمتزج بالضحكات والدموع، وتقود كل واحدةمن هؤلاء النسوة الى مكاشفة مع الذات وبالتالي الى ظهور حقائق مدوية.
ولدت فكرة الفيلم من قصة حقيقية وواقعية عاشتها مخرجة العمل ليلى مراكشي فترجمتها على الورق وعلى الشاشة اذ قبل سنوات فقدت خالها الذي كان شخصية مهمة جداً في عائلتها وكان يمثل شكلاً من اشكال البطريرك او الشيخ الجليل وكان مزاجياً وشاعرياً في آن! وخلال ايام الحداد الثلاث الاولى عاشت “مراكشي” تجربة مؤثرة جداً واكتشفت نساء عائلتها وضعفهن وفكرت حينها بانجاز فيلم يتحدث عن تقاليد المغرب المختلفة.
صور الفيلم في ثلاثة وثلاثين يوماً فقط وهو يعالج العديد من المواضيع المهمة باسلوب يمزج الدعابة والرقة وهذا المزج يظهر ايضاً العنف الشديد في علاقات افراد العائلة ببعضهم! فنرى كيف تنتقل الفتيات من المراهقة الى سن النضوج ولكنهن تبقين رغم ذلك كالطفلة، وكيف خسرن اوهامهن وانتقلن من حالة الصراع الى حالة الحنين! وكيف لم يكتمل نموهن العاطفي لان المجتمع فرض عليهن اموراً معينة ولانهن لم يصارعن بما فيه الكفاية لتحقيق الذات، فلم تحب كل واحدة منهن من ارادت ان تحبه ، ولم تتمكن من تحقيق ما ترمي اليه في مسيرتها المهنية! بل ظلت كل واحدة منغلقة في بيئتها متمسكة بثقافتها المحافظة حيث يصعب ان تثبت المرأة فرديتها! الابنة الصغرى صوفيا هي الوحيدة التي تجرأت على التحرر من سلطة الاب من خلال ذهابها للعيش كما يحلو لها في نيويورك، كما يلمح الفيلم بشكل واضح الى الحقوق الجديدة للمرأة فيما يخص الميراث.
يقدم الفيلم مجموعة من الممثلات العرب من جنسيات مختلفة فهيام عباس تعيش في فلسطين المحتلة، نادين لبكي في لبنان، لبنى الزبال في فرنسا وبلجيكا، ومرجانة علاوي في الولايات المتحدة الاميركية. وهذا ما اضفى على الفيلم غنى كبير ورونق مميز خاصةً وانهن قدمن ادوارهن بشكل احترافي وباسلوب تمثيلي واقعي رائع يلامس مشاعر واحاسيس كل من يشاهد العمل. هذا وتجدر الاشارة الى ان شخصيات الفيلم تتحدث باللغات الثلاث العربية، الفرنسية والانكليزية وذلك لاظهار حالة الفصام الموجودة في هذه العائلة التي تفكر بالفرنسية ، تتواصل بالعربية وتحلم بالانكليزية!
وفي النهاية لا بد من التنويه ان الفيلم يروى من وجهة نظر شبح الاب الممثل العالمي المخضرم عمر الشريف الذي اضفت مشاركته في العمل سحراً خاصاً وبريقاً مشعاً، فنرى الاب الميت يطوف ويراقب ذويه واحبابه دون ان يتدخل، ويبني علاقة مميزة مع حفيده الاميركي ابن ابنته الصغرى صوفيا في مشاهد مؤثرة وذات طابع خاص.
شاهدوا الصور