بالصور- وسط الظلام ، روميو لحود يضيء طريق الشمس بحضور اهل الفن والاعلام
راكيل عتيق: بينما يغرق لبنان بالمآسي ويتشح بالسواد ، أتى روميو لحود بعمله الجديد “طريق الشمس” ، ليزرع وطننا ويزرع فينا الأمل والفرح ، ليذكرنا بالمحبة ، وبأن لا خلاص لهذا الوطن إلا بالتوحد وبالعودة لمبادئ وميزات ضيعنا التي نشأنا عليها .
تثقل عاتق اللبناني هموم عدة ومنها الهموم المادية ، مما يحول دون ارتياده المسارح والحفلات ، ولكن هذه المسرحية هي هدية من الكبير روميو لحود إلى اللبنانيين ، ولربما تكون الأخيرة . فلا يهدف من خلالها جني الربح السريع على حساب المضمون ، بل غايته أن يفرح اللبناني من خلال ساعتين من الرقص والغناء ، والحوارات الهادفة التي تحمل مغزى ورسالة ولكن في الوقت ذاته بسيطة شعبية تذكر بأيام العز .
لا يمكنك إلا أن ترى خلال العرض وجوه ، عاصي ومنصور الرحباني ، فيروز ، نصري شمس الدين ، وديع الصافي ، صباح ، سلوى القطريب… فيتملكك الحنين ويخنقك الشوق ، الشوق الممتزج بالاستمتاع بما تسمعه وتراه أمامك ، فمع كل “رقصة دبكة ” تشعر برغبة بامساك يد من جنبك ورقص الدبكة على ألحان نفتقدها كثيرا في أيامنا هذه .
“كتار “الكبار” اللي راحوا” ، البارحة رحل أنسي الحاج ، وقبله جوزف حرب ، فكم تمنينا لو رأيناهم أكثر قبل غيابهم ، كم أحسسنا بالنقص وبالحاجة لأن نغرف من عطاءاتهم أكثر وأكثر .
ها هو روميو اليوم هنا بيننا ، أنتج مسرحيته في زمن حيث أصحاب المليارات يخافون المخاطرة بفلس ، ولم بأبه بالتحذيرات ، وحتى لم ينتظر ابنة أخيه الفنانة ألين لحود للانتهاء من برنامج احلى صوت بنسخته الفرنسية ، ليستغل ويستثمر نجاحها بإشراكها بهذا العمل المسرحي ( كما ذكرنا بمقال سابق ) .
هديته قيمة يقدمها لنا بعد عمر طويل من العطاءات والانجازات ، فلنقبلها ونتوجه بإقبال كبير لنضخ مسرح الكازينو بزخمنا ، كي نخزن من هذا الفكر بأكبر قدر ممكن .
ديكور المسرح واحد لا يتغير ، ولكنه جميل مريح للنظر ، تحس بتفاعل رهيب بين الممثلين فكل منهم وحسب دوره ، يدغدغ مشاعرك بجمع الأضداد ، فيرسموا ابتسامة وضحكة على وجهك بينما الدمعة عالقة في عينيك .
هذا العمل من تأليف وإخراج روميو لحود ، إدارة الممثلين كانت بإشراف جهاد الأندري ، بالاشتراك مع فرقة آلان مرعب .
تعاون لحود مع نخبة من الممثلين والمطربين ، أضافوا للعمل كما أضاف روميو لحود لمسيرتهم المهنية وهم : ميكاييلا ، جاد قطريب ، زينب شريف ، بياريت قطريب ، وليد العلايلي ، فاديا عبود ، جوزيف أبو خليل ، عفيف شيا ، سيرج مناسى ، عصام مرعب ، ايدي جمعة ، رياض عبد الحق ورفعت نهرا .
امتلأ ليل البارحة مسرح كازينو لبنان بوجوه وشخصيات سياسية ، اعلامية ، فنية ومن كافة الميادين ، شكرهم في الختام روميو لحود جميعا ممازحا : “منشكر الكبار وكلكم كبار ، ومنشكر الفقراء اللي متلنا ” ، ليلفت هذا الكبير بأن صانع الفن الجميل يختلف عن صانع الأموال .
تأثر روميو لحود بمفاجأة تقليده وسام الأرز الوطني من رتبة كوماندور من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ممثلا بالوزيرة أليس شبطيني ، وانعكس هذا التأثر على الحضور زهوا وفخرا بتكريم كبير من بلادهم .
“بقولو بعض الناس إنو الخرافة مع الزمن بتصير حقيقة ، وبقولوا البعض الآخر إنو الحقيقة مع الوقت بتصسر خرافة ، قصتنا يمكن تكون خرافة ويمكن تكون حقيقة ، قصتنا قصة قصر قديم واقف عمفرق طرقات ، قيمتو لا بحجمو ولا بجمال أراضيه بل بمركزو وبصمودو رغم طموح الطامعين” .
“بتحكينا بالانسانية وبتتغنى بالحرية وإن كان خصمك لفظ اسمك بتمحي عشرة بتنفي مية كللو باسم الحرية …” .
في الظلام الحالك ، ضو الشمعة ينير الطريق ، شكرا روميو لحود لمساهمتك بإنارة طريقنا ،علًى لبنان يهتدي أخيراً إلى “طريق الشمس” .
شاهدوا الصور