تغطية خاصة – نادين الراسي: اولادي لا يعلمون أنني ممثلة؛ اكره الخبث وارفض الحميمية… واعترفت بغلطة عمرها
قبل لحظات من عرض مسرحية “شمس وقمر” كان هذا اللقاء على خشبة مسرح كازينو لبنان للاعلامي ميلاد حدشيتي مع الفنانة الممثلة تادين الراسي ضمن برنامج “ناس وناس” الذي يعرض مساء كل سبت على شاشة المستقبل.
بداية أعربت نادين عن سعادتها بنجاح مسرحية “شمس وقمر” نافية اعتبارها مسرحية نادين الراسي كما يُقال بل هي مسرحية كل الشعب اللبناني والعربي الذي يعاني، ومسرحية كل ثورة بناءة وهي نتاج كل من تعب على العمل وكل من حضر وشارك فالكل معني، وهي مسرحية للمؤلف وجدي شيا تُحاكي الكل والكل متورط فيها.
وأبدت نادين انفتاحها على كل الآراء معتبرة أن لكلّ الحق بابداء رأيه ولكن على اسرة العمل اقتاعهم بتيني موقف ايجابي، وأضافت أنه ليس المهم ان نحكي كل شيء بل ان نحكي ما يجب أن يُحكى.
ورغم تأكيدها ان هذه المسرحية تشكل مفصلاً مهماً في حياتها الفنية اعتبرت نادين ان كل عمل تقوم به يشكل محطة مهمة، ولكن اليوم اصبح هناك ما قبل وما بعد مسرحية “شمس وقمر” التي كانت عصارة كل تلك الخبرة التي اكتسبتها. وتابعت ان الناس تنتظر منها الكثير وهي دائما تستفزّ نفسها لتعطي الاكثر فعندما عرض عليها الاستاذ “وجدي شيا” العمل فكرت بالهروب للحظة الاولى وتملكها الخوف لان المسرح يتطلب التزاماً كبيراً وهي كانت بصدد تصوير مسلسل ولم تكن مهيأة للظهور على المسرح من خلال الخضوع لنظام حياتي خاص من أكل ونوم وتدريب صوت… ثم استدركت انها كانت تبحث عن هذه الفرصة، عن عمل أكبر مما قامت به حتى اليوم فوجدت في العرض فرصة حقيقية وأسعدها أن يضع الاستاذ شيا ثقته بها وهذا مما حمّلها مسؤولية وخوفاً كبيرين.
وأضافت نادين انه قد سبق لها أن وقفت على المسرح في برنامج “ديو المشاهير” مع كبار في مقدمتهم الفنان الكبير وديع الصافي لكنها كانت مُهيأة ومستعدة في ذلك الوقت الا انها عندما علمت انها ستقف في مسرحية شمس وقمر أمام الفنان عاصي الحلاني شعرت بالدعم والمساندة كذلك فان عاصي أسعده أن تكون معه نادين فشكل كلّ واحد منهما للاخر دعماً مع الاشارة الى انه قد سبق ان كان لها تجارب ناجحة على المسرح مع كل من الفنانين نبيل شعيل ومعين شريف وغيرهما.
وصرّحت نادين ان من يقول انها مؤدية في مسرحية شمس وقمر فهو لم يشاهد المسرحية واعتبرت أغنية “ارادة الحياة” في ختام المسرحية هي كالصلاة تشعر من خلالها أن الثورة تندلع هنا في نفوس الحاضرين. فالمسرحية مرتبطة بعالمنا العربي في مختلف المراحل والعصور.
وأضافت نادين أنه في تجربتها السابقة من خلال مسرحية “زنوبيا” مع الكبير منصور الرحباني الذي تعتبره “أبو الفن” تعلمت منه الخوف من خشبة المسرح والمسؤولية، مشيرة الى أنه أعطاها القوة والايمان والمفتاح لأعمال قادمة ناجحة منها شمس وقمر اليوم والاتي أهم.
وأضحت نادين أن الكل كان متفقاً ولاول مرة على ان نادين الراسي قد عملت عملاً جيداً في المسرحية بل كانوا فخورين ومتفاجئين بأنها أعطت بهذا القدر وأن الصحافيين كانوا حاضرين حفل الافتتاح لافتة الى ان كل نقد بناء وملاحظة مهمة أدلوا بها أُخذت بعين الاعتبار، وتوجهت بالشكر لهم على دعمهم لها موضحة انها تتقبل النقد ولكن حسب الاشخاص فهناك أناس غير مؤهلين للنقد وهم حتى غير مثقفين ونقدهم قد يسبب الاذى، أما الصحافيون الحقيقيون فهي تطلب رأيهم وتناقشهم وأشارت الى انها تهتم بكل نقد بناء، لافتة الى ان تقدر تعليق الموسيقار ملحم بركات على كل أعمالها حيث كان له تعليق دقيق وايجابي جدا على مسرحية شمس وقمر قائلا :أن الخشبة قد جمعته يوما بالراقصة الاستعراضية داني بسترس وأنتِ اليوم مهمة…”.
وجواباً على سؤال من ترشح للقيام بهذا الدور قالت نادين لولم تكن هي بطلة المسرحية فبرأيها ان لا أحد غير كارول بامكانه القيام بهذا الدور.
وعن سبب عدم ظهورها مع عاصي في اداء التحية في نهاية العرض أوضحت نادين أن هذه أمور فنية تعود للمخرج جهاد الاندري فهو من صمم الدخول والخروج ففي البداية كانت فكرة الدخول سوية لهما ثم ارتأى عاصي ان يدخل وحده مع دبكة الهوارة وهكذا كان، فبرأيها هذه الامور التفصيلية هي أمور تافهة ويبقى الحكم على النتيجة فالمهم ان يصل العمل الى الناس معربة عن سعادتها بهذا الاختبار وبمحبة المعجبين وصلواتهم لها فهي تشعرها بالراحة والسلام.
وبعفوية وصراحة كشفت نادين انها تعرف تماما ماذا سيحصل بعد انتهاء عرض المسرحية اذ سيتوقف التصفيق وتنطفئ الانوار فهي تدرك نهاية الامور لانها تعيش نهايات كل عمل وهكذا هي الحياة فجأة ينتهي كل شيء مضيفة انها لا تخاف من الموت ولكنها تكره ان تخسر من تحب.
وبتأثر بالغ ذكرت نادين الحوار الغنائي في المسرحية مع والدها حيث كان والدها الحقيقي حاضرا في الصف الامامي وفجأة وقعت عيناها عليه فعلقتا به واندفعت نحوه قبل أن تنتبه وتعود الى سياق المسرحية.
ومن ثم تم عرض فيديو أبدى فيه الاستاذ وجدي شيا رأيه بمسرحية شمس وقمر حيث اعتبرها حالة فنية يتصالح فيها الانسان مع نفسه ويتوقف عن التنازل عن حقه وكان لا بدّ من عناصر عديدة ومؤثرة لايصال هذه الفكرة ومن هنا وقع اختياره على عاصي ونادين. وأضاف أنهم نجحوا في جعل عاصي يمثل ونادين تغني بهذا الوضوح واليوم هو معجب بنادين كانسانة وممثلة ملتزمة بفنها.وعلّقت نادين على كلام الاستاذ شيّا انها ستكمل الامانة خاصة بعد قوله لها أن نادين شمس لا تعرف الكسوف.
وبالنسبة لانسحابها من جائزة “الموريكس دور” أوضحت نادين أنه كان بطلب غير مباشر من القيّمين عليها عند قولهم ان نادين قد أخذت هذه الجائزة عدة مرات مع أنها تعتبر أنها قد قدّمت عملاً مهماً جدا يستحق التقدير ولكن ماذا ينفع الاشتراك اذا كان القرار قد أخذ مسبقا بعدم منحها الجائزة، ونفت بشكل قاطع أن يكون السبب عائداً الى الاختلاف السياسي فهي فنانة والتقييم هو تقييم فني ولا علاقة للسياسة به.
وأوضحت نادين انها حتى اليوم ترفض القيام بالدور الخبيث وكذلك ترفض المشاهد الحميمية مع علمها أن الممثل مفروض عليه ان يعمل كل شيء ولكنها تعتبر نفسها ممثلة بالفطرة ولا تعمل الا ما تقتنع به.
وأعلنت نادين انه لولا وجود الحب في حياتها لم تكن اليوم واقفة على رجليها فهي دائما مغرومة وفي حالة عشق.
أما عن غلطة عمرها اعترفت ان هناك غلطة في عمرها ولكنها لم تشأ نادين الافصاح عنها وتابعت أنها لا تعيد حساباتها كل ليلة ولكن تستغفر ربها وتصلي لتنام مرتاحة الضمير، مشيرة الى انه من المهم ان يكون الانسان ايجابياً وغير مؤذٍ قد يخطئ ولكنه يجب ان يتعلم من أخطائه.
وأوضحت أن انفعالات المسرح هي وليدة لحظتها ولكنها تسكن داخل الممثل ويحتاج لفترة للتخلص منها معتبرة ان الشخصيات التي لعبتها ساهمت في بناء شخصيتها. وبمفارقة ملفتة ومؤثرة ذكرت نادين ان اولادها لا يعرفون شيئاً عن عملها كممثلة فهي تعمل على حماية عائلتها خوفاً من عدم تمكن أولادها من فهم أدوارها التمثيلية وأن يختلط عليهم الواقع والتمثيل.
أما عن مسلسل “أميليا” أوضحت نادين أنه يعالج مسألة الزواج المختلط والزواج المدني لان الطائفية برأيها تخرب الوطن، وتمنّت ان يتم الغائها لكي يرتاح البلد من هذا التشنج واستغربت ان هناك أناس لا زالوا يرفضون حتى اليوم فكرة الزواج المختلط أو الزواج المدني الاختياري فجاء المسلسل لمعالجة هذين الموضوعين مع الاشارة الى انها قد تزوجت مدنيا مع أن زوجها من نفس الطائفة وهذا لا يتعارض مع ايمانها الراسخ.
وكشفت نادين أنها بدأت تصوير مسلسل “سنعود بعد قليل” مع الفنان الكبير دريد لحام ونجوم كبار من لبنان وسوريا للمخرج ليث حجو كاشفة أنه سيعرض خلال شهر رمضان المقبل في نفس الوقت الذي سيعرض فيه مسلسل أميليا.
وكشفت نادين أنها أيضاً بصدد التحضير لفيلمين الاول كوميدي لشركة “مروى غروب” والاخر يتكلم عن الآم المسيح وهنا أعلنت عن اصرارها على التحدث باللهجة اللبنانية مع أن مصر استقبلتها ولكن هذا لا يعني انها أصبحت مصرية فهي متعصبة للبنانيتها وفي نفس الوقت هي لا ترفض القيام بدور تضطر فيه ان تحكي اللهجة المصرية ولكن اذا كان الدور يسمح بالتكلم باللهجة اللبنانية فهي تقضل ذلك.
وفي النهاية أعلنت نادين أنها تكتفي ان يقول عنها اولادها انها أحلى وأحنّ “ماما” وشكرت كل من وقف الى جانبها وكل قلم حرّ مسؤول وتوجهت بالشكر الى شركة “مروى غروب” معلنة عن وفائها للمنتج مروان حداد معتبرة نفسها محظوظة.